م.أشرف الكرم يكتب ”“المغيبون لا يشعرون”“


منذ سنوات، والكثيرون يكتبون عن استهداف القوى الخارجية العالمية لوطننا مصر، للنيل منه وإضعافه بأقصى ما يمكنهم من قوة، بحيث لا تقوم للوطن قائمة سواءً العسكرية منها أو الاقتصادية،
وأيضًا البعض من القوى الداخلية كذلك، ممن يقومون على إشعال الفتن المتواترة، بالإشاعات تارة، وبالنقد الساخر والجالد تارة، ليصلوا إلى تمزيق التلاحم بين أطياف الشعب بعضه بعضًا من ناحية، ولتدمير الثقة بين الشعب وإدارة الحكم من ناحيةٍ أخرى.
وكنا إذا كتبنا عن تلك المؤامرات، التي رأيناها جميعا في كل تفاصيل الحياةِ بمصر، اتهمَنا البعض ممن لا يكترثون إلا بما يمسهم شخصيا، -بصرف النظر عن المصالح العليا للوطن- اتهمنا هذ البعض بأننا حملة المباخر. ورمَونا بأننا "مطبلاتية" لإدارة الحكم بمصر.
فإذا قلنا أن ما يحدث في تسليع العملة الأجنبية هو مؤامرة مكتملة الأركان، قالوا أنتم تبالغون.
وإذا قلنا ما يجري في الجنوب من التعنت في ملف سد النهضة هو درب من دروب المؤامرة، قالوا إنكم تبررون الإخفاق.
وإذا أشرنا الى السُعار الذي جرى في الأسعار وارتفاعها الجنوني وبأنه تآمر واضح من التجار، قالوا إنما انتم تعلقون الأخطاء على شماعة وهمية اسمها المؤامرة.
إلى غير ذلك كثير،
لكن، وبمجرد أن قلنا منذ ٧أكتوبر ٢٠٢٣م بأن ما يحدث في غزة هو مؤامرة خارجية واضحة، المقصود منها مصر، رشقونا بأقذع العبارات والأوصاف، لينفوا ذلك تمامًا ويثبتوا أن مصر بعيدة عن تلكم الأحداث.
واليوم، وبعد أن خرج علينا الرئيس الأمريكي، بطلبات غير مباشرة عبر الإعلام، بأن على مصر أن تستقبل الغزاويين في سيناء، وأن على مصر الرضوخ لذلك،
وحتى بعد أن رفض الرئيس السيسي الطلب، يرد عليه الرئيس الأمريكي بقوله: سيفعلان، عن مصر والأردن مجتمعين.
فأعتقد الآن بأن الأمر قد أصبح جليًا، بأن المؤامرة قد بدأت منذ فترة، وقد تكون من وقت طرح صفقة القرن التي أرادها ترامب في ولايته الأولى ولم تتم، ثم استمر التخطيط للمؤامرة الغير إنسانية، إلى أن وصلنا إلى أحداث أكتوبر ٢٠٢٣م وما تلاها من مآسى، لتنتهي بطلب استقبال الغزاويين على أراضي مصر، وهذا بالطبع لإنهاء القضية الفلسطينية تمامًا، والزج بمصر في أتون الحروب مع الكيان.
وأتعجب، من البعض الذين ما يزالون غير مقتنعين بأن مصر مستهدفة، من الداخل والخارج، وأن علينا تحمل المسئولية الوطنية كلٌ في مكانه، لنذود عن الوطن وما يحاك ضده.
لأنه مازال وللأسف، هناك من المصريين مَن يتأفف من أشياء شخصية وفردية تخصه، ولا يعبأ بكل ما هو واقعٌ في الوطن.
هؤلاء هم المغيبون، الذين لا يشعرون بمدى فداحة الضغوط ومدى جسامة المؤامرة.