×
10 شوال 1445
18 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

الدكروري يكتب عن الأعمال ما بين الصدق والباطل

المصريين بالخارج

إعداد / محمـــد الدكـــرورى
وننظر إلى المرأة المسلمة في غزوة أحد تأتى من بعيد بعد أن سمعت بهزيمة المسلمين، فيقال لها قتل زوجك، فتقول وأين رسول الله؟ فيقال لها وقتل أبوك، فيقول وأين رسول الله؟ فيقال لها وقتل ابنك، وقتل أخوك، فتقول وأين رسول الله؟ حتى إذا رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبلت عليه، وأمسكت بثوبه، وقالت كل مصيبة بعدك جلل، أي كل مصيبة بعدك هينة، وإن قتل الزوج والابن والأب، فما دمت أنت حيا، فكأن أحدا لم يقتل، فهل هناك أعظم من هذا الصدق؟ فما أعظم الصدق مع الله، وما أعظم الإيمان به، فإننا دخلنا في الإيمان ونحن أسعد الناس بهذا الإيمان، ولو لم يكن لنا في الحياة، لو لم يكن لنا مال ولا بنون ولا زوجات، ولا أولاد، ولا أي شيء نتمتع به إلا أن نشعر بأن قلوبنا مليئة بحب الله، والخوف منه، وأن ألسنتنا مرطبة بذكره، وأن الله أمتن علينا بمعرفته، وأكرمنا بالنطق بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ولو لم يكن لنا إلا ذلك لكان أكبر سعادة لنا في الدنيا والآخرة.
إنها نعمة عظيمة علينا، أن جعلنا الله تعالى من المسلمين المؤمنين، ولكن الكثير لضعف أخلاقهم وافتقادهم للصدق مع الله، فإنهم لا يقدرون هذا النعمة، ولا يعرفون قيمتها، فيعيشون في هذه الحياة، وهم يتمردون على أوامر الله تعالى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وساخطون، وناقمون على قدر الله وقضائه، وقيل أنه رأى رجل رجلا آخر مستندا على شجرة، وهو يقول الحمد الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، فقال له وأراد أن يختبره، قال له يا رجل، هل لك بلد تسكنه؟ فقال لا، فقال هل عندك دار؟ فقال لا، فقال هل عندك مال؟ فقال لا، فقال هل عندك زوجة أو أولاد؟ فقال لا، فقال ليس عندك من حطام الدنيا شيء وأنا أرى مرض الجذام يأكلك، ومع ذلك أراك تقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه، من أي شيء عافاك الله؟ والله ما أرى إلا البلايا كلها قد حطت عليك، فقال له ابتعد عني يا بطال، تريد أن تفسدني على ربي؟ ألم يترك لي قلبا يعرفه ولسانا يذكره؟
ثم قال حمدت الله رب إذ هداني، إلى الإسلام والدين الحنيف، فيذكره لساني كل وقت، ويعرفه فؤادي باللطيف، نعم أنت إذا خلوت بربك وركعت له، وسجدت له، وطاوعك جسدك في الركوع والسجود، فأنت في أعظم نعمة، وإذا قمت قبل الفجر، وناجيت الله تعالى، وهو سبحانه قد نزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق به سبحانه وتعالى، وهو يقول "من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" فإنه من مثلك وقد تفتحت أبواب السماء لدعائك؟ ومن مثلك وربك يقول لك كما جاء فى سورة غافر " ادعونى استجب لكم " من مثلك إذا فعلت ذلك؟ من مثلك وأنت بهذا الإيمان الصادق؟ يستنير قبرك، فلا يكون مظلما عليك، ويستنير بهذا الإيمان طريقك إذا بعثت يوم القيامة، فتمشي في النور، والناس في الظلمات، من مثلك وأنت تجد هذا الإيمان الصادق يظلك الله به يوم لا ظل إلا ظله وتحت عرشه؟ من مثلك وأنت تجد هذا الإيمان الصادق هو المركب الهني الذي تعبر به الصراط، وتدق به أبواب الجنة.
وتجد نفسك بين الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا من مثلك؟ فهل تريد حياة أجمل من هذه الحياة؟ وهل تريد سعادة أنعم من هذه السعادة؟ فإن المشكلة أننا ما صدقنا الله في إيماننا، لعبت بنا الحياة الدنيا، فأخذتنا عن الله، ولعبت بنا الشياطين، فأبعدتنا عن دين الله، وعن طريق الله، وإن أحدنا يعتاد العادة السيئة، فلا يستطيع تركها، ويعمل العمل المحرم، فلا يستطيع أن يفارقه، إذا قلت له أن تأخيرك للصلاة ونومك عنها كبيرة من الكبائر، قال لا استطيع ترك النوم لأنه عندي أهم من الصلاة، وإذا قلت له إن أولادك يفتقدون للخلق والأدب ويؤذون الناس، قال أولادى أحسن من أولاد غيرى، وإذا قلت له إن ظلمك لزوجتك وهجرها والإساءة إليها من الكبائر، قال إننى حر أفعل ما أشاء، وإذا قلت له إن ظلمك لعمالك وموظفيك حرام، وإن غشك للمسلمين في البضائع وتسويق هذه البضائع بالحلف الكاذب كبيرة وجريمة من أكبر الجرائم، قال الناس يفعلون ذلك، ومنهم إذا قلت له إن نسائك أو بناتك يتبرجن.
ويفتقدن للحياء والحجاب الشرعى، قال لا أستطيع أن أفرض عليهن أوامر الدين، وإذا قلت له حين تزوج ابنتك تطلب مهرا غاليا، وتنفق نفقات باهظة؟ وتكلف زوجها ما لا يقدر عليه؟ وهذا يتنافى مع الشرع، قال لك أنا مع التقاليد ولست مع الشرع، فأى صدق هذا مع الله؟ وأى استسلام هذا لأوامر الله ونواهيه؟ وهل هذه هي حياة المسلمين الصادقين، أم أنها حياة الكاذبين، والبعيدين عن الحق والمذبذبين بين ذلك، كما جاء فى سورة النساء " لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " وإننا نقولها صريحة إذا تحكم فينا الهوى، وتمكن منا الشيطان، وتبعنا الضلال في المجتمع، فلا صدق حقيقي لنا مع الله تعالى، أما إذا تجردنا من ذلك كله، ورفعنا كلمة "لا إله إلا الله" بإخلاص، وقلنا بصدق "الله أكبر، الله أكبر" لن نخضع إلا له، ولن نستسلم إلا له، لن نخضع لبشر، ولن نخضع لعادات وتقاليد تخالف الشرع لن نخضع للهوى ولا للشيطان، ولا للنفس الإمارة بالسوء، إذا قلنا ذلك صادقين وعملنا بها، فساعتها نكون فعلا قد صدقنا مع الله عز وجل.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 07:55 مـ
10 شوال 1445 هـ 18 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:53
الشروق 05:25
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:24
العشاء 19:45