×
16 شوال 1445
24 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
البيت الثقافي

مذكرات مهاجر مجهول  الجزء الثاني (23)

المصريين بالخارج


وصلت في الصباح لقسم الباطنة في المستشفى الذي اعمل به في مونتيبللونا. بادرتني احدى الممرضات بقولها: "عندنا مريض مصري حالته تحتاج للاهتمام الفوري". سألت عن حالته قالت لي: "لقد وصل امس في المساء و كان في حالة سكر شديد".
ذهبت لأرى المريض و كان فعلا في حالة غيبوبة من تسمم بالكحول من كثرة ما شرب من نبيذ و بيرة و جرابّا (مشروب ايطالي قوي نسبة الكحول به حوالي ال ٤٠٪؜). عملنا اللازم له و تحسنت حالته، و تحدثت معه. بدأت الحديث معرفاً نفسي فسعد لأني مصري مثله. قلت له: ايه يا محمد ، مش عيب يكون اسمك محمد و تجيني سكران طينة كده؟. قلتها بحسن نية برجاء أن أكسر الجليد معه بعد أن لاحظت انه منغلق جداً على نفسه. احسست فوراً أن تعليقي كان شديد الوطأة عليه لأنه اجهش ببكاء غامر. هدئت من روعة و طبطبت على كتفيه و قلت ؛"لا تحزن يا محمد، انا كنت باهزر معاك، الدنيا ظروف، و انا عارف، لابد أن ظروفك مش كويسة". هدأ قليلاً فقلت له:"انا شايف انكم بتتكلم ايطالي كويس جداً، انت بقالك كتير هنا؟". قال لي؛"بقالي خمسة عشر سنة هنا". و حكى لي قصته:
محمد كان خريج كلية تجارة القاهرة و كان يعيش في الجيزة. قال انه كان يريد الزواج من جارته التي كان يحبها منذ الصغر ، و لكي يحصل على الشقة و مصاريف الزواج قرر السفر للعمل في إيطاليا حيث كان له اخ يعمل في احدى الفنادق في فينيسيا. و فعلا سافر و عمل بجدية في نفس الفندق الذي كان يعمل به أخاه و بدأ في كسب مرتب جيد كان سعيدًا جداً به. كان يوفر كل ليرة يأخذها حتى تجمع معه مبلغ معقول فعاد لمصر بعد سنتين و دفع مقدم شقة و تزوج من جارته حبيبته. و عاد لإيطاليا بعد شهر ، و وصله بعد شهور قليلة خبر أن زوجته حامل. مرت شهور الحمل بسرعة و ولدت زوجته طفلاً جميلاً. كانت زوجته تعمل مدرسة في مدرسة إبتدائية قريبة من منزلهما. عاد ليرى ابنه الجميل و سعد به لمدة اجازته السنوية التي كانت شهراُ واحداً في السنة.
و لكن بعد عودته هذه المرة تعرف على امرأة في فينيسيا و بدأ في التردد عليها و كانت مطلقة تعيش وحدها و ليس لها اولاد. بدأ معها في الاندماج في حياة اللهو و المتع لأنها كانت غنية و تصرف علي سهراتهما و سفرياتهما ببذخ. كانت اكبر منه بحوالي عشر سنوات و لكنها كانت امراة جميلة و رشيقة و لطيفة المعشر. لم يكن يحبها و لكن كان يعشق العلاقات الحميمة معها، و يقضيان الليالي في حب ملتهب و كأن هناك كيمياء انفجارية تحدث عندما يتقابلان و يتلامسان.
بالطبع لم ينس زوجته التي كان يحبها من اعماق قلبه و ابنه الذي يعبده عبادة، فزاد ما كان يرسله لهم من نقود و هدايا مع المسافرين لمصر.
و لكن منعته امرأة فينيسيا من العودة لمصر و قالت له: "اذا عدت و لو ليوم واحد فلن تراني بعد اليوم، انا اغير من زوجتك، انا لا اريد الزواج منك و لكن انت لي وحدي". فخضع لها في اول الامر لعدم قدرته على الاستغناء عنها جسديًا و دام هذا المنع حوالي السنتين.
و وصل خبر علاقته بالايطالية لزوجته من أولاد الحلال. فاسرع بالذهاب لمصر لينقذ ما يمكن انقاذه ضاربًا بعرض الحائط اعتراضات "لورنتسا" و ثورتها عليه و تهديداتها له بتركه "ككلب مضروب بالعصيان" حسب التعبير الايطالي.
عاد لمصر و قابل الزوجة التي قابلته بفتور لم يعهده فيها و احتضن ابنه الذي كبر بسرعة ، و بعد اعتذارات مهينة و عهود بعدم العودة لهذه المرأة و انها كانت غلطة يأسف عليها جدا و ان حبه الاول و الاخير هو لزوجته و ابنه، عفت عنه الزوجة و الأهل و عاد لإيطاليا و هو سعيد.
و لكن الشيطان كان اشطر، و عاد الى احضان لورنتسا و لياليها الملتهبة و الى حياة المتعة و الخروجات و السهرات في الديسكوهات و الولائم الشهية في المطاعم و الفسح و السفريات.
و اسرع ولاد الحلال في اخبار زوجة محمد "سعاد" بعودة محمد الى عشيقته الإيطالية.
و لكن سعاد لم تقل شيئاً له و لا الى اهلها رغم حزنها الذي لم تظهره و غضبها الذي كتمته.
كان يسكن في عمارة محمد و سعاد شاب في العشرين من عمره مع امه الارملة و اخيه الصغير، اسمه "سيد". كان سيد يدرس في كلية الهندسة و كان شاباً وسيماً رشيق القوام و سمح الوجه و ظريف في كلامه. كان يكن رغبة شبابية جارفة تجاه سعاد، جارتهم التي تركها زوجها و ذهب للعمل في إيطاليا. كان يحييها في الطلوع و النزول و عيناه تكشفان شبقه بنظراتهما الجريئة تجاهها. كانت سعاد تشعر بهذه النظرات و لكنها كانت تتجاهل الفتى المفتون و هي المدرسة المحترمة و الام الحنون و الزوجة المخلصة.
كان أخو سيد و اسمه "سيف" في الرابعة عشرة من عمره و لكنه كان يبدو أكبر من سنه و تغلب عليه الشقاوة و سوء السلوك فكان يتنمر على ابن سعاد في الطالعة و النازلة. كان احمد ابن سعاد و الذي كان في الحادية عشر من عمره آنذاك طفلا خجولاً و مسالمًا و كان يتحمل سماجات سيف بدون أن يعترض أو يشكو لأحد.
و في يوم من الأيام قال سيف لأحمد أنه حصل على شريط فيديو لفيلم اباحي كان عند أخيه مخبأً في دولابه و قال انهما يمكن لهما مشاهدته و لكن في شقة احمد لانه يخاف أن تكشفه امه. و قال سيف أنهما يمكن لهما رؤيته في شقة أحمد عندما تكون امه سعاد في الخارج. كانوا في الإجازة الصيفية و لكن سعاد كانت تذهب للمدرسة كل صباح في هذه الفترة للإعداد للعام الدراسي الجديد و كانت تترك أحمد في المنزل لوحده بعد توصيته بهذا و بذاك، و كان هو يفضل ذلك على الذهاب معها للمدرسة.
و في هذا اليوم اللعين قال لها احمد انه و سيف سوف يذهبان الى نادي الشباب القريب و يقضيان الصباح في لعب الكرة و البنج بونج. و قامت هي بتوصيل الطفلين لنادي الشباب بسيارتها و شددت عليهما أن ينتظراها في منتصف النهار للعودة معها بالسيارة.
كانت المسافة من نادي الشباب لعمارة أحمد و سيف حوالي ثلث ساعة مشياً على الاقدام.
بعد ذهاب سعاد للمدرسة ، قال سيف لأحمد:"لنعود الآن لشقتك و نري الفيلم الجنسي الذي حملته معي في حقيبتي الرياضية ، و نراه ، ثم نعود هنا و ننتظر امك حتى تأتي لتأخذنا".
فتح احمد باب الشقة بالمفتاح الذي كان يحمله معه دائمآ ، و دخلوا الى غرفة نوم سعاد التي كان بها جهاز التلفزيون المزود بجهاز فيديو. فتحوا التليفزيون و اداروا شريط الفيديو و توالت المشاهد المخزية فشعر أحمد بأنه لن يتحمل ذلك و طلب من سيف أن يوقف الفيلم و ان يرجعا لنادي الشباب. رفض سيف و نهره بشدة و قال له ان لم ترد ان تشاهد فاخرج و دعني اراه وحدي. و لكن بينما كان احمد يتجه نحو باب غرفة النوم للخروج سمعا مفتاحاً يدور في باب الشقة و صوت سعاد تقول لأحدهم:"اتفضل". و سمعا وقع اقدام متجه ناحيتهما، نحو غرفة النوم. اغلق سيف الجهازين بسرعة، ثم اسرع بالامساك بيد أحمد المذعور و فتح شيش البلكونة و دخلا فيها ثم أغلق الشيش مرة اخرى، و طفقا يراقبان داخل الغرفة من فتحة صغيرة في الشيش.
فتح باب غرفة النوم و دخلت سعاد و هي تبتسم ابتسامة غريبة، لم يرها احمد على وجهها من قبل، و يدها اليمنى في يد رجل. و فوجئ الاثنان ان الرجل ليس الا أخو سيف "سيد".
بالطبع يمكن لكم أن تتصوروا ما حدث بعد ذلك و ما الذي شاهده الطفلان من خلال شيش البلكونة و هما في صمت مذهول و ان كان أحمد قد حاول عدة مرات أن يمنع سيف من المشاهدة و هو يبكي بكاءاً حاراً مكتومًا و لكن سيف لم يأبه له بل و كان يستمتع بما يرى.
مرت حوالي الساعة و الطفلان يسمعان ما يحدث و ما يقال في غرفة النوم و يشاهده سيف الذي فشل أحمد في منعه من التلصص.
و خرج سيد مودعا سعاد التي كانت قد استسلمت لإغراءاته و خاصة بعد أن عرفت بخيانة زوجها في إيطاليا. و لبست ملابسها ثم فتحت شيش البلكونة لتغيير الهواء، لتفاجأ بوجود الطفلين المذعورين فيها. دفعها سيف بقوة و هرب جريا الى شقته و هو لا يلوي على شئ، بينما نظر أحمد لامه نظرة لا يمكن وصفها و عيناه مليئتان بالدموع.
و في صباح اليوم التالي كانت معظم جرائد مصر تتحدث عن ام، مدرسة، القت ابنها من البلكونة من عاشر دور ثم القت بنفسها وراءه.
و بكى أحمد طويلا و هو يروي لي هذه القصة الرهيبة و قال:"يعني فيها ايه لو كانت هي رمت نفسها فقط و تركت لي الطفل". لم ارد بما اردت أن اقوله و تركت محمد الذي ادمن الخمر بشدة بعد ما حدث و ادركت ما يشعر به المسكين من عذاب الضمير.
عالجته بعد ذلك من حالة التشنج و الرعشة و الهلوسة التي يصاب بها مدمني الخمر عند انقطاعهم عنها و تتطلب هذا بضعة ايام ثم احلته الى خدمة الاقلاع عن الخمر التي يوجد بها اخصائيون في هذا المجال.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 07:45 مـ
16 شوال 1445 هـ 24 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:45
الشروق 05:19
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:28
العشاء 19:50