دينا شرف الدين تكتب ..صندوق مكافحة و علاج الإدمان ”شكراً”
دينا شرف الدين المصريين بالخارجونحن فى غفلة من الزمن مستغرقين حتى الآذان فى أحداث تلاحقها أحداث أخرى من كل اتجاه، إذ بنا نُفاجأ بواقع مؤلم قد تسلل بخبث ليستشرى فى قلب المجتمع المصرى ذو العادات والتقاليد والقيم الأصيلة التى لم يقو على تبديلها يوماً الاستعمار و لا العولمة و الانفتاح والإنترنت الذى جعل من العالم كله قرية صغيرة تؤثر و تتأثر ببعضها البعض بشكل مباشر و سريع .
لكن: يبدو أن الغفلة قد طالت حتى أفقنا على مأساة ليس كمثلها مأساة وهى ضرب عصب المجتمع ومستقبله المتمثل فى شبابنا فى مقتل! فقد تم إدخال عشرات الأنواع من المخدرات المصنعة كيميائيا متعددة الأسماء والتى تم تتويجها بمخدر خطير يسمى ( الاستروكس ) ! إذ تكتمل حلقات الدمار وتغييب عقول الشباب وتدميرها ليتحول عدد كبير منه إلى مجرد مسخ لا حول له ولا قوة ولا فائدة منه ولا رجاء ! كيف تم السماح لهذه الأنواع الخطيرة بالانتشار بهذا الكم حتى أغرقت السوق المصرية وباتت متاحة للجميع بدلاً من القراءة ! كما تحولت إلى موضة يتباهى الشباب باقتنائها وتناولها خاصة فى الأوساط الراقية، نظراً لارتفاع سعرها، أى أنها أصبحت كيف الأثرياء من الشباب ! وبما أن المجتمع قد غرق فى الحرية والانفتاح فقد ظهرت موجة جديدة من موجات التجاوز وضرب عرض الحائط بكل القيم والأخلاقيات وهى الشذوذ المعلن المتحدى للمجتمع الشرقى الإسلامى من خلال الحفلات الصاخبة التى تجذب مئات المتمردين على الدين والعادات والتقاليد المصرية العتيقة ! و هذا أيضاً من جراء الانفتاح غير المدروس على المجتمعات الغربية تيمنا بالدول التى سمحت مؤخراً بممارسة الرزائل شرعياً وقانونيا لمن يريد ! و لكن : برغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد و تحديداً منذ بداية أزمة الوباء ، فقد أولت الدولة ملف علاج الإدمان رعاية كبيرة و حققت نتائج رائعة و كثفت كافة الجهود لدعم هذا الملف و أطلقت الحملات الإعلانية التوعوية بطرق و أفكار مبتكرة خارج الصندوق لتحقق أعلي نسب تفاعل و أكبر معدلات من التأثير .
فقد صرحت منذ عام الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، استمرار تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان وسط اتخاذ كافة الإجراءات للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، فقد وصل عدد مرضى الإدمان الذين استفادوا من الخدمات العلاجية عن طريق الخط الساخن للصندوق " ١٦٠٣٢" خلال ٩ أشهر الأولى من عام ٢٠٢٠، (٩٠٨٠٤)مريض ترددوا على المراكز العلاجية الشريكة مع الخط الساخن، وعددها ٢٣مركزا بـ ١٤محافظة وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة ،وأخرى للمشورة بجانب تقديم العلاج و قد بلغت نسبة الذكور المستفيدة من هذه الخدمات ٩٢،٢٨% بينما بلغت نسبه الإناث ٧،٧١% و تقدم هذه الخدمات مجانا وفى سرية تامة. كما أعلنت مؤخراً أن عدد المترددين علي المراكز العلاجية الشريكة مع الخط الساخن خلال الـ5 أشهر الأولى من عام ٢٠٢١، بلغ ٥٠ألف و ٥٧٦ مريض .
نهاية : لكل أولي الأمر : لا تتركوا الأمور تتفاقم وأنتم منشغلون فى أمور أخرى لا تزيد أهمية عن تلك التى ترونها هامشية وهى كارثة بكل المقاييس، كارثة ضرب عقول وأجساد نواة المستقبل وعصب المجتمع الذى إن مرض لن نرى إلا مستقبلا باهتا خاليا من التطلعات والآمال !
فلابد من وضع خطة عاجلة محكمة يشترك بها المجتمع بأسره للسيطرة على هذه الموبيقات ومحاصرتها وفرض العقوبات القصوى على مروجيها ومستهلكيها والتوعية المكثفة بمخاطرها الصحية و تحريمها دينيا بأساليب بسيطة مقنعة تستطيع الوصول والتأثير فى عقول الشباب من سن المراهقة وحتى نهاية العشرينيات، إلي جانب دور البيت من الداخل الذى يتحمل المسئولية الأكبر فى المتابعة والمراقبة والتقويم . لعلنا ننقذ أجيالاً من الشباب إن تهاوت سيتهاوى المجتمع بأسره .