محمد حجازي يكتب.. وداعا صاحب الحكمة في زمن الفوضي
المصريين بالخارج
ودعت مصر والمؤسسة العسكرية اليوم رجلا من اخلص وأكفأ قادتها العسكرية هو المشير محمد حسين طنطاوي والذي تحمل المسئولية في احلك الظروف التي مرت بها مصر
هذا ، وقد تدرج المشير محمد حسين طنطاوي في العديد من المناصب بالقوات المسلحة المصرية حتي وصل الي منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة مع بداية تسعينات القرن العشرين
وظل في هذا المنصب منذ بداية حتي عام 2012.
وللتاريخ فقد واجه الرجل بحكم منصبه - خلال احداث ثورة 25 يناير 2011 - اخطر ما واجهه وزير دفاع في التاريخ المصري الحديث والمعاصر من فوضي عارمة وتجاذبات سياسية وامنية وعقائدية وتيارات وائتلافات ونشطاء وحقوقيون وتوجهات متباينة يحملها الثوار داخل غرف مغلقة واجتماعات يعلوها الغضب ويغلفها الضباب وانعدام الرؤية .
وخلال هذه الفترة انفجرت ماسورة احزاب سياسية بتوجهات متباينة ، وقفز الي السطح منظمات المجتمع المدني وخاصة الحقوقية ودعاة الديموقراطية ذات التمويل الخارجي .ناهيك عن محاولات الاحتراب الاهلي التي كانت تسعي اليها جماعة الاخوان المسلمين وقتئذ .
هذا علي الصعيد الداخلي ، بالاضافة الي اوضاع اقليمية و دولية ، ووجود اطراف خارجية تدعمها قوي في الداخل تنتظر وتترقب الفرصة للانقاض علي الحكم .
وسط هذه الاجواء المفعمة بالتخوفات اختلف البعض حول اسلوب ادارة المشير طنطاوي لتلك المرحلة من منطلقات سياسية وغيرها .
غير انه من خلال النتائج علي ارض الواقع ، فقد تعامل الرجل مع هذه الاجواء القلقة بقدر كبير من الفطنة والحكمة.