×
12 شوال 1445
20 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

النقاشات المتوازية

المصريين بالخارج

نعيش اليوم ومنذ زمنٍ ليس بالقصير, حالة من التضارب النفسي والمادي في العلاقات المجتمعية بشكل اهتزت معه صنوف التواصل بين الناس القريبين منهم والبعيدين, حيث لم يسلم أحد من حالة التضارب والاحتقان الناتج عن الاختلافات, والتي تؤدي دائمًا إلى خلافات واحتدادات, ويصل الأمر أحيانًا إلى تطاولٍ مشين وتلاسنٍ مهين.

ونتج عن كل ذلك حالة من رفض الآخر المختلف في الرأي أو الفكر أو الرؤى أثناء النقاشات البينية, وما أن يستشعر أحدهم أن الآخر يخالف رأيه أثناء النقاش, إلا وتتفجر داخله حالة من الكراهية والرفض والبغض لشخص هذا الآخر لمجرد الاختلاف في وجهة النظر.

وهذا يجعلنا نهتم كثيرًا ونستمر باحثين عن مخرج لتغيير المفاهيم عن النقاشات الاختلافية التي يكون فيها رأيان أو أكثر بها تنوع وتعدد في الرؤى وتضارب في الأفكار, وكيف ينتهي النقاش بالحوارات إلى انهيارات وتصدع بعد الاحتداد والتصارع على الأفكار.

مما يستدعي مسئوليتنا في تحليل هذا الواقع ومحاولة التوصل إلى حلول ليست فقط نظرية كالتي نتناقلها جميعنا دون التوصل إلى تطبيقها ، من عبارات "الاختلاف لا يفسد للود قضية" أو "رأيي صواب يحتمل الخطأ" إلى غير ذلك من التنظير الذي يدغدغ المشاعر دون أن يصل إلى سبل تطبيق عملي تنعكس على حواراتنا في شئ، رغم أنه تنظير صحيح.

وأذكر أنني قمت يومًا ما بفتح صفحة نقاشية وحوارية على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في محاولة للوصول إلى الأسباب الحقيقية للنقاش المحتد بيننا كمتحاورين, من خلال رصد واقعي بشكلٍ تطبيقي وفعليّ بين المتحاورين.

و لقد وجدنا أن التصادم والاحتداد في النقاش بين المتناقشين, له أسباب واضحة جدًا في أساليب وصياغة عباراتهم وجملهم وهي التي تؤدي تباعًا إلى اشتباك نقاشاتهم وتصادمها والوصول إلى الخلاف, أكثر من خلافهم على الأفكار ذاتها, مما يؤدي إلى النفور والتحامل والاحتداد والتجريح، ومن ثم التحول عن نقد الفكرة إلى نقد المفكر وعن مناقشة الأداء إلى تقزيم المؤدي، وعن التعامل مع الكتابة إلى التصارع مع الكاتب.

وقد لاحظنا أن هناك جملة من الأسباب نقع فيها أثناء النقاش المختلف مع فكرة الآخر تؤدي إلى فشل نتائج الحوارات منها:

1- الإصرار على إقناع الآخر بالفكرة المطروحة والمختلفة عن فكرته، دون الاكتفاء بطرحها.

۲- عدم توحيد معاني المصطلحات المتعلقة بموضوع النقاش فيتكلم كل منا في وادٍ مختلف عن معنى نفس المصطلح لدى الآخر أثناء الاختلاف.

3- افتراض المحاور أنه على الصواب، فينتقل شعورٌ بغيض إلى الآخر بأن محاوره يحتكر الحقيقة و يبدأ بينهما الاستفزاز.

4- الانزلاق إلى التعامل مع المفكر وليس الفكرة، ومع الكاتب وليس الكتابة، مما يوقعنا في الشخصنة.

5- الفوقية التي يتصف بها بعضنا أثناء الحوار مع الآخر مما يجعله يغلق عقله وقلبه عن تقبل النقد والناقد.

6- محاولة المحاور منع الآخر من طرح فكرته التي تخالفه، رغم أن الواجب تشجيع الجميع على التعبير حتى لو مخالف.

7- الوقوع في الإساءة أو التجريح والسخرية من المحاور ومحاولة اتهامه باتهامات مرسلة.

إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى, لكن ما رصدناه كان الأسباب الأكثر انتشارًا, وفي المجمل أستطيع أن أوصي بطريقة حوار، أود أن أسميها "النقاشات المتوازية" والتي أعتبرها هي السبيل التطبيقي العملي -حاليًا- والذي يمكن أن نخرج به من المشهد المأزوم في العصبية النقاشية والاشتباك السلبي بين المتحاورين.

ومعناها ببساطة, أن يطرح كل من المتناقشين فكرته، وبتركيز شديد عليها دون الدخول إلى ما من شأنه التقليل من الفكرة المقابلة المخالفة -والتي يريد أن يناقشها أو إثبات خطئها- وأن نكتفي بطرح أفكارنا أثناء النقاش الاختلافي ليس أكثر، دون التعامل مع فكرة الآخر المخالف, باعتبار أن طرح فكرتنا المختلفة عن أطروحة الآخر هي في حد ذاتها نقاش لفكرته دون الحاجة للتقليل من أو مهاجمة فكرة الآخر، لتكون تلك الطريقة "النقاشات المتوازية" بداية لإمكانية بناء حوار يستمر ويثمر بنتائج جيدة, ونترك الحكم عليها للقارئ المتابع للنقاشات،

وبتلك الطريقة يمكن أن تتطور الحوارات مستقبلًا بشكل أكثر إيجابية بحيث نجعل من تلك الاختلافات منافع واستفادات,

اعلم أن ذلك ليس سهلا، وأن وقتًا ما قد نحتاجه للتدرب على أن نطرح الفكرة المختلفة بشكلٍ متوازٍ, والتي لا تهاجم فكرة الآخر بقدر ما هي توضح نفسها بالشرح وإفادة القارئ، لكن علينا أن نبدأ ونحاول.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 07:09 صـ
12 شوال 1445 هـ 20 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:51
الشروق 05:23
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:47