في إستراحة الجمعة محسن طاحون يكتب عن الرضا
المصريين بالخارجلاحظت من بعض المشاكل التي يقع فيها البعض أن أساسها هو عدم الرضا بما قسم الله له و هنا يحاول البعض تغيير واقعه بطرق غير مشروعه أو بسلوك خطأ أو بقرار غير مدروس.
فتنشأ المشاكل و يدخل في دائرة مغلقة من الهم كأن في غنى عنها ..
و هناك انماط مختلفة من صور عدم الرضا و تتنوع المشاكل حسب كل حالة ..
إن الرضا كنز من كنوز الحياة، ومن عاش وهو قنوع وراضٍ فقد ظفر بالراحة والسعادة،
إن الشعور بالرضا لا يتطلب أمور عظيمة و إننا يكفي الإنسان أن يتحلى بالنظرة الإيجابية والتفاؤل والقناعة بما يملكه والإيمان بأنه غني بنفسه وبذاته حتى وإن كان الوقع عكس ذلك .
أن ما هو مقدر له أتٍ وإن طال، فالراضي هو شخص عظيم سلك طريق الصواب لينعم بحياة رغدة بعيداً عن الضغينة وتمني الشر وزوال النعم لغيره.
لقد كنا نسمي القناعة يوماً غنى النفس حيث يشعر الانسان أنه غني بنفسه وليس ما يملك، لانه يستمد قيمته من ذاته.
و قد لا تعطينا الحياة كل شيء، لكن القناعة تجعلنا نشعر بالرضا عن كل شيء.
و ينبع الرضا بقضاء الله وقدره، والتصالح مع النفس من علمنا أننا نفعل الشيء الصحيح الذي يرضي الله عز وجل.
إن الرضا بفعل ما أُمرنا به وترك ما نُهينا عنه أي يكون بإتباع فو فعل ما أباحه الله من غير تعد إلى المحظور كما قال تعالى: ﴿اللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: 62]،
وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]،
و الرضا بالمصائب كالفقر والمرض والذل، وهذا يتوجب فيه الصبر عملاً بقول رسولنا الكريم صلَّ الله عليه و سلم
بما ورد عن حديث ابن عباس (حديث صحيح ):
«إن استطعت أن تعمل بالرضا مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا»
فالرضا غريزة والصبر المعول الذي يعتمد عليه المؤمن.
و للرضا فوائد عظيمة فمن يتحلى به الرضا ينال محبة الله تعالى ورضوانه وتجنب سخطه و الفوز بالجنة والنجاة من النار و هو دليل على حسن ظن العبد بربه.
و دليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام و مظهر من مظاهر صلاح العبد وتقواه و سبب من أسباب الراحة النفسية والروحية.
فاحرصوا على الرضا في حياتكم حتى بتحقق لكم الفرح والسرور بالمولى عز و جل ، فمن يصبغ حياته برضاه عن مولاه، ورضي المولى جل وعلا عنه عاش عيشة هنية في الدنيا والآخرة.
فالرضا عن الله بقضائه، والرضا برزق الله تعالى وبما قسمه لك، والرضا بالمصيبة، يجعل الانسان في حياة مطمئنة، وهدوء بال، وراحة نفسية، إلى جانب تحصيل الأجر الكثير، ومغفرة الذنوب.
نسأل الله أن يرضى عنا و عنكم و يرضينا جميعا و ينعم علينا بموفور الصحة و العافية .. و الخير الكثير و يبارك لنا في كل أمورنا .