رؤية نقدية لنص الكاتبة هدى حجاجي بقلم دكتور حمزة علاوي
د حمزه علاوى المصريين بالخارجلا تتركني وحيدةً
ما ذنبي ان إصافيك
وانت مني تصدٌّ
على هواك وما تراه
وانا خلفك الخٌطى اعدٌّ
واحصي النبض منك
فرح كان ام نكدٌ
ما ذنبي في هواك ؟!
اطيعك بكلِ مودة
والودٌّ منك لِدٌّ .
يا لصبري
في هواه
إن وددت دنياه
يشكو الحنين منه
ولا يرى سواه
أخاله ما صدق قولاً
وغدى مع وعدٍ يسلاه
ونهدت الى نوافذي
اشرعها
بكت من وحدةٍ بلاه
يميني ارتشفه ويقيني
لا بد ان القاه !.
استبان النص الشعري بنفي متموج الامتداد ؛ يعبر عن حضور القلق النفسي ، والخوف ، الاكتئاب ، والغربة وما يستجد من القادم . تحاوره ما بين النفي والاستفهام..تسائله .. تعاتبه ، ولكن يجافيها ..لايبالي بما فيها ، يصد عنها وفق ما يحلو له ويراه . راحت خيالاتها تمرح وتسرح ما بين الترهيب والتغريب ، الشعور به واللاشعور بها وفق مداركها الحسية . سكتت شفتاها والاخدود يحفر فاها ، أتاه الفكر جادة هواها . يتحدث النص الادبي عن فقدان التفاعل العاطفي بينهما مع التشتت الذهني بين الارادة واللاارادة . توظف الكاتبة ضمير المتكلم وضمير المخاطب لتحريك النص الشعري والحفاظ على تواجد الصورة الشعرية . احدثت الكاتبة توافقا ايقاعيا ونغما موسيقيا ما بين الخطى ونبض القلب . انهمك الفكر ما بين العد والاحصاء في خلق ايحاءات ذهنية وحسابات عقلية لتوقعات تنبلج من ايماءات جسده ونظرات عيونه . تعاود الكاتبة الى تكرار لفظة 'ما ذنبي أنا' للحفاظ على فكرة النص وتسلسل النسق الشعري وشدة انتباه المتلقي ، فضلا عن دلالة اللفظ على تبرأت ذاتها . اعتمدت الكاتبة الطباق اللفظي الايجابي فجمعت مابين لفظتين متضادتين في العبارة ؛ الكلمة وضدها ، ما بين ''الفرح والنكد'' ، هذه الثنائية حضرت لدعم النص معنويا وخروجه من دائرة الملل ، والانتقال الى صورة شعرية اخرى . أجادت الكاتبة الانسجام ومراعاة النظير مابين الالفاظ التي لها علاقة بالحب ،'' الود ،المودة ،التودد'' ، وهذا ما يومىء الى دأبها في اضفاء الصبغة الجمالية للنص المكتوب ، وارفاده سلما ايقاعيا للقراءة اللفظية . تستخدم الكاتبة الاضداد اللفظية '' الود ،الد '' ، كي تثري النص بنقلات زمانية ومكانية دائبة ، وحيازة فكرة جديدة تتجذر في مخيلة المتلقي . يدور الحوار بين من يتزلف والآخر يتهرب ،بين من يود ومن ينكفىء، بين مقبل ومدبر . تنتقل الكاتبة من الحوار الى نداء الصبر ، تتفجع على هواه ، وتتمنى لقياه ، وحنينها لا يرى سواه ؛ كل هذا يجسد اللوعة ، التوجس ، الشجن ، البعد العاطفي والحسابات الفكرية التي تواكبها. استوطن القول مابين الظن والصدق ..ظنون وعيون إبتلاها الخيال ، لعل الخيال يشفيها ، والهوس يغازلها في اختلاء ذاتها . نهضت ومضت لتفتح نوافذها وتسرح في رؤية فاقدة المرسى ،تائهة تترقب إلتقاء ، فاقدة المؤانسة ، قرينة الغربة ، يدها تحتسي دموعها وقلبها يبتغي الالتقاء . أدمج النص بلاء الحب والوفاء ، وتحقق التفاعل الحسي والرؤية الذهنية في رسم صور النص المكتوب . أتمت الكاتبة نصها باصرار ونفي لكل ما أتى لها ، وتفاؤلها بالتلاقي ؛ رفضت الامتثال وتشبثت بهاجس من الامل