استراحة الجمعة ”“قيمــة التعــــاون”“
قالوا في الامثال :
« إيد لوحدها ما تسقفش » .
المقصود ضرورة التعاون بين الناس حتى يستطيعوا أن يحققوا ما يصبون إليه من أهداف ..
فلو لم يتعاون الناس فيما بينهم على أمور حياتهم لما استطاعوا أن يأكلوا أو يشربوا أو يلبسوا أو يسكنوا أو يتمتعوا بأى نعمة في هذه الحياة ..
فكل يقوم بجهد ضرورى ويؤدى دوراً يمثل حلقة لا غنى عنها في العمل ..
أي أنهم يتعاونون فيما بينهم في سبيل دفع عجلة الحياة .. ولو لم يتعاونوا لأصيبت الحياة بالشلل وتوقفت حركتها ، ومن أجل ذلك حثنا القرآن الكريم على التعاون في قوله تعالى :
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) (سورة المائدة - ٢) .
وقد أشارت هذه الآية إلى أن هناك نوعين من التعاون ..
أحدهما تعاون مطلوب لانه يبني و يعمر ، وهو التعاون في كل وجوه الخير التي تعود على الأفراد والجماعات بالنفع والفائدة ..
أما النوع الآخر فهو تعاون مرفوض
وهو التعاون في مجال الشرور والآثام..
و هذا مرفوض لأنه يخرب ويدمر
وعلى الرغم من وضوح هذه الأفكار البسيطة لكل انسان فإننا للأسف الشديد لا نطبق هذه السلوكيات في أمور كثيرة في حياتنا العملية .
والسبب فى ذلك يرجع إلى تحكم الأنانية في النفوس ..
الأمر الذى يجعل الكثيرين لا يودون أن يعملوا مع غيرهم بروح الفريق ..
فكل يريد أن ينسب العمل إليه وحده .
فهو وحده العبقرى صاحب الأفكار النيرة ، وغيره لا يستحق أن يشاركه في ذلك ..
وتصل الأنانية أحياناً في مجال العمل والإنتاج إلى حد وضع العقبات أمام الآخرين حتى لا ينجحوا في عملهم بدلا من الأخذ بيدهم والتعاون معهم وكسبهم لمزيد من العمل المنتج..
ولكن شهوة الاحتكار تكون أقوى من أى تعاون مثمر
و يعد التعاون دو أهمية كبيرة حيث يؤدي إلي فوائد عديدة منها :
ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء.
و إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفي صورة جيدة .. حيث يؤدى كل فرد ما يجيده ويحسن عمله.
و توفير الوقت وتنظيم الجهد ..
فبدلا من أن يتحمل فرد واحد مسؤولية إنجاز عمل ما .. فإنه يوزع على آخرين لإنجازه .. وهذا يعنى مجهودا أقل ووقتا أقل.
و إظهار القوة والتماسك ..
فالمتعاونون يصعب هزيمتهم .. مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة..
ويصعب كسر مجموعة من العصى المترابطة.
و القضاء على الأنانية وحب الذات ..
حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان.
و قال أبو الطيب المتنبي:
«ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم»
وقد حثَّ النَّبيُّ صلَّ الله عليه و سلم على التَّعاون ودعا إليه، فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له)) رواه مسلم
فاحرصوا على تحقيق التعاون بينكم و اجعلوه عادة و عمل لترتقي حياتكم و ليتحقق التكامل بينكم و لتحققوا اهدافكم
و اسقاطاً على واقعنا .. فقد حقق التعاون الايجابي بين منسوبي القنصلية و منسوبي الجالية نجاحاً رائعاً في أخر بعثة قنصلية
و تحققت الكثير من الاهداف و قد لمس ذلك كل من حضر هذا اللقاء ..
