بر الوالدين
محسن طاحون المصريين بالخارجقال تعالي :
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} . ٢٣- سورة الاسراء
و قال تعالي:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }
١٤- سورة لقمان
لقد حرص الإسلام على بر الوالدين وقرن طاعتهما بطاعة الله، بل وجعل إحسان المرء لوالديه من أعلى درجات الإحسان ، بل جعلها من أفضل الأعمال بعد الصلاة المكتوبة
البر ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك ، أو أبيك ، أو على أيديهما ،
أو حتى على قدميهما ، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما !
ولا أن تجعل لها كلمات في صورة واتس او فيسبوك ولا أن تسمع انشودة عن الأم فتدمع عينك ،،، ليس هذا هو البر الذي نقصد…
البر هو أن تستشف مافي قلب والديك ، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا
و هو أن تعلم مايسعدهما ، فتسارع إلى فعله ، وتدرك ما يؤلمهما ، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً!
و هو قد يكون في أمر تشعر - ووالدتك تحدثك - أنها تشتهيه ، فتحضره للتو ، ولو كان كوباً من الشاي!
و هو أن تحرص على راحة والديك ، ولو كان على حساب سعادتك ، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما ، فنومك مبكراً من البر بهما ، حتى لو فرطت في سهرة شبابية ، قد تشرح صدرك !
وهو أن تفيض على أمك من مالك ، ولو كانت تملك الملايين - دون أن تفكر - كم عندها ، وكم صرفت وهل هي بحاجة أم لا ، فكل ما أنت فيه ، ما جاء الا بسهرها ، وتعبها ، وقلقها ، وجهد الليالي التي أمضتها في رعايتك !
و هو أن تبحث عن راحتها ، فلا تسمح لها ببذل جهد لأجلك ، فيكفي ما بذلته منذ ولادتك ، الى ان بلغت هذا المبلغ من العمر !
و هو استجلاب ضحكتها ، ولو غدوتَ في نظر نفسك مهرجاً !
كثيرة هي طرق البر المؤدية الى الجنة ، فلا تحصروها بقبلة ، قد يعقبها الكثير من التقصير !
بر الوالدين ؛ ليس مناوبات وظيفية ، بينك وبين إخوانك ، بل مزاحمات على أبواب الجنة ان كانوا احياء او من الأموات.
و يستمر البر حتى بعد موتهما ، بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.
و قال تعالي:
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}
٤١- سورة ابراهيم
و خير الختام كلام المصطفى صلَّ الله عليه و سلم
جاء رجل إلى النبي صلَّ الله عليه وسلم
فاستاذنه في الجهاد ،
فقال صلَّ الله عليه وسلم: (أحي والداك؟).
قال: نعم. قال النبي: (ففيهما فجاهد) [مسلم]