د. محمد الطوبجي يكتب.. صناعة القوة الناعمة في مصر
د.طه الطوبحى المصريين بالخارجالقوة الناعمة لبلد كبير كمصر، لا يمكن أن تكون محصورة في لاعب ذائع الصيت، أو في فنان مشهور، أو في مجموعة فنانين، ومسلسلات تليفزيونية، كما يتصور بعض الناس، إنّما مَنْ يصنع تلك القوة المهمة فهو مجموعة كبيرة من العقول الخلاقة، والمبدعة، لعلماء، ومفكرين، وأدباء، ومثقفين، ومخترعين، ومهنيين، ورجال أعمال، وجامعات، ومراكز بحوث، إلى جانب الفنانين، والرياضيين بطبيعة الحال، وقد يكون هناك آخرون غيرهم، ممن لم تسعفني بهم الذاكرة، الآن، فمنابع القوة الناعمة المصرية كثيرة، ومتنوعة، ولا غنى عن أي منها. ومن يصنعون القوة الناعمة في مصر يكملون بعضهم بعضًا، وهؤلاء جميعًا، في الداخل، والخارج، هم من ينتجون رصيد الدولة من تلك القوة، التي تسهم في رفع مكانتها إقليميًّا ودوليًّا، ويزيد من جاذبيتها خارج حدودها. ولا أظن، أنني بحاجة لأن أذكر أسماء البعض من هؤلاء، ممن طبقت شهرتهم الآفاق، وحصلوا علي أرقى الأوسمة، والجوائز، والتقديرات، من أشهر المحافل، والمجامع العلمية، والبحثية في العالم.. بعضهم أصبح في ذمة الله، والبعض الآخر لايزال بيننا، يواصل مسيرة البذل، والعطاء، بلا كلل، أو ملل. كما نسمع عن علماء مصريين، في أرقى الجامعات الأمريكية، والكندية، والأوروبية، حققوا فيها ما لم يسبقهم إليه أحد، وقدموا ماقدموا، وأعطوا ماأعطوا، حُبًّا في مصر، ومن أجلها، قبل أن يكون بحثًا عن مال، أو جاه.. لكن كم منا يعرفهم، أو يعرف قيمة ما قدموه للعالم، من مواقعهم، كمصريين عملوا خارج وطنهم، وسهروا، وتعبوا، وضحوا، وتحملوا الكثير ؟! وهنا أقول، وبكل ألم : “إذا لم يسلط إعلام بلادنا الأضواء علي تلك الشخصيات المصرية الرائعة، والعالية القدر، والمكانة، لكي تتعرف الأجيال الحاضرة عليهم، وتقدر لهم دورهم الكبير في رفع أعلام مصر عالية خارجها، فعلى من تسلط الأضواء ؟! ولمن يجب أن تدق الأجراس ؟! هل يكون ذلك للرياضيين، والفنانين، وحدهم، كما يفعل إعلامنا الآن ؟! هذا هو السؤال، الذي ينتظر الجواب.