×
19 رمضان 1445
28 مارس 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

عصر المؤتمرات

المصريين بالخارج

ومن جديد أعاود الحديث عن هذا الطوفان الذي اجتاح البلاد و بات أشد خطراً من الوباء ، مهنة من لا مهنة له ، و سبوبة يتهافت علي اعتلاء أمواجها العالية المتهافتون ممن لا حيثية لهم ، و التي تندرج تحت مسمي ( مؤتمر )، وما أكثر المؤتمرات المنعقدة هنا وهناك ، والتي اصطدمت أنا عن نفسي بها أكثر من مرة ، لأعاهد نفسي عهداً غير قابل للتراجع ألا أنخدع ثانية بمثل هذه المسميات الرنانة و قائمة ضيوف المؤتمر اللامعة ، والتي تضم عدد لا بأس به من الشخصيات العامة سواء كانوا أعضاءً بمجلسي الشيوخ و النواب أو رؤساء و عمداء جامعات و أحزاب أو إعلاميين و مفكرين ، الي آخره ،و الأدهي من ذلك أن بعض هذه الفعاليات التي تقام تحت شعار رنان و ليكن المرأة و دورها بالمجتمع أو غيرها من الموضوعات الحيوية التي تهتم بها الدولة ، من الممكن أن تقام بمؤسسة صحفية عريقة أو مسرح وزارة ، لتكتسب المصداقية و تستظل بمظلة جهة رسمية.

"و كان آخر مؤتمرات الفنكوش ":
هذا الذي ضم عدة جلسات نقاشية و قد حضره بالفعل عدد كبير من الشخصيات الهامة و الأسماء الرنانة ، و تحدث من تحدث و خرجت التوصيات ، و لكن:

-لمن توجهت تلك التوصيات ؟
-و من المسؤول عن تفعيلها أو حتي إعادة النظر اليها؟
-و أين جمهور المستمعين ، فما هم الا مجموعة من المدعوين لالتقاط الصور التذكارية بمسرح أحد أعرق المؤسسات الصحفية!

غير أن :
تلك الدعوة التي تم توجيهها إلي للحضور كمتحدث بإحدي الجلسات ، كانت باسم المستشارة الدكتورة …
و بسلامة نية و بما أن المكان محترم و قائمة المدعوين أكثر احتراماً و الموضوع في صميم اهتماماتي و كتاباتي عن المرأة ، قد قبلت الدعوة،

و إذ بي :
أفاجأ أن كلمة المستشارة التي ظننت أنها بسلك القضاء ، كانت للعلاقات الأسرية ، التي يعلن نفسه مستشاراً بها نصف سكان مصر ،
و أن الدكتوراة ، ليست بالضرورة أن تكون حقيقية ، بل غالباً شرفية أو غير ذلك ،
و أن التكاليف التي تم صرفها بمثل هذا المؤتمر و ما علي شاكلته ، لو كان تم توجيهها للمساعدة بأي ملف حيوي ، أو لفقراء الصعيد و المرضي و كبار السن ، لكان خير لهم و أبقي.

و كالعادة :
عندما تأكدت أنني قد تم خداعي لمرة جديدة بإحدي مؤتمرات اللاشئ و السبوبة ، قد انسحبت و انصرفت في هدوء قبل أن يحين موعد حديثي الذي أعلم جيداً أنه لا داعي له و لا مستمع جيد ولا جهة فاعلة سوف تقوم بتفعيل توصيات ضيوف المؤتمر المزمع.

إذ يبدو انه بطغيان موجة الأي كلام التي صاحبت تلك السنوات العجاف و التي شهدت أكبر حالة من التدهور الأخلاقي بعد الخروج من شرنقة الكبت و الإستخدام الخاطئ العشوائي لمفهوم الحرية قد تمت تهيئة المناخ الخصب للتربح و اعتلاء المناصب و الدرجات العلمية الزائفة .

فقد سلكت تلك الموجة طريقاً آمناً للخداع و التلاعب بمشاعر الكثيرين من خلال إقامة الفعاليات و المؤتمرات و المنتديات و المهرجانات التي ترضي جميع الأذواق ، تحت مسميات رنانة و رعاية تبدو قانونية في ظاهرها و في باطنها ليست أكثر من عملية نصب مستتر للإستفادة و المنفعة .

و قد اتخذت تلك الفعاليات عدة أشكال :
(فمنها المصبوغ بصبغة الوطنية و حب مصر )
و الذي يجذب أكبر قطاع من أصحاب النوايا السليمة من الوطنيين المحبين لبلادهم و الذين تستهويهم أية فعاليات تحمل عنوان في حب مصر !

أما عن هؤلاء الذين يقيمون تلك الفعاليات و ينتظرون أي تصريح من الرئيس خاص بأي ملف أو موضوع لإطلاق الحملات و المؤتمرات و الإئتلافات التي تحمل نفس المسمي و بكل أسف يزجون باسمه لإكساب السبوبة مصداقية و شرعية لا علاقة للرئيس بها و لا هو مسؤول عنها بأي شكل من الأشكال !

*و منها ( المهرجانات الفنية و الإبداعية ):
تلك التي انتشرت بكثافة و تحت عدة مسميات أيضاً ترضي جميع الأذواق و تحقق كافة الأماني للباحثين عن الشهرة و التكريمات و الميداليات في كافة المجالات !

و عن تلك الكارثة التي تعتمد علي مجموعة من الرعاة للإعلان و تغطية التكاليف و تقديم الدعوات للكثير من الشخصيات العامة إعلامياً و فنيا و رياضياً و مع تطورات السنتين الأخيرتين انضم إلي تلك القائمة المتميزين و المبدعين في شتي المجالات لتوسيع دائرة جماهير المهرجان او الفعالية ،
مع طبع مجموعة من الشهادات و شراء مجموعة من الدروع و استغلال اسم يبدو شرعي لإضفاء بعض المصداقية لجذب المشاهير بحجة تكريمهم من خلال حدث كبير ، و هذا ما يسعد و يرضي أي متميز في مجاله أن يتم تقديره و الإحتفاء به .

و لم يقتصر الأمر علي هذا الحد و لم تقف المهزلة عند مسألة الخداع و بعض الكلمات الرنانة المطبوعة علي شهادة فحسب ،

بل أصبحت هناك كارثة بكل المقاييس لابد من التدخل لوقفها علي الفور ،
و هي منح شهادات (الدكتوراة الشرفية) من عدد من الجامعات الخاصة بمقابل مادي عظيم للباحثين عن لقب دكتور ووضع (د.) قبل أساميهم بكروت الدعاية الخاصة بهم أو علي صفحاتهم بوسائل التواصل الإفتراضي الوهمي ،
و الذي قد تجد به للكثير من الأصدقاء صفحة كاملة مكتظة بالألقاب و المناصب مثل
( سفير السلام العالمي ، دكتور فلان ، المستشار و المستشارة ، مؤسس حركة كذا أو صاحب مبادرة مذا )

و غيرها الكثير من الألقاب و المسميات التي غالباً ما تفقد هذا الشخص هيبته و مصداقيته لدي كل من له عقل برأسه بعيدا عن المحدثين السُذج الذين قد يبهرهم هذا (السي في) العظيم الذي إن بحثت عن مصداقيته فسوف يسفر عن لا شئ !

فكثيراً ما أتحدث إلي أناس ملقبون أنفسهم بالدكتور و الذي أكتشف بعد أن أسأل عن مجال التخصص لأكتشف كما هو الغالب أنها فخرية او شرفية عادة ما تشتري بالمال .

لا أقلل من شأن بعض المستحقين للقب شرفياً من جهة محترمة تقديراً حقيقياً لإسهاماتهم بأي مجال ، و لكن شتان بين هذا و من يدفع ليصيط نفسه و يخدع من حوله بلقبٍ زائف !

و علي شاكلة هذا الحدث المخجل آلاف الأحداث و الفعاليات اليومية و المهرجانات الفنية و التعليمية و الرياضية و الأدبية لجهات مجهولة الهوية و أشخاص دون أية حيثية ، حتي تحولت المسألة برمتها إلي مجرد عملية تجارية مربحة و مضمونة ، تعتمد علي مجموعة من الممولين و الرعاة الذين يعتمدون بدورهم علي ضرورة تواجد بعض الشخصيات العامة من مختلف المجالات ، هؤلاء الذين يسقطون دون تحذير بهذا الفخ المخزي ، الذي لا يليق شكلاً ولا مضموناً بتواجدهم به ، فيدركون بعد فوات الأوان أنهم كانوا مجرد فرائس لمجموعة من التجار و الباحثين عن السبوبة بحدث منزوع القيمة و الأهمية .

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 04:14 مـ
19 رمضان 1445 هـ 28 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:21
الشروق 05:49
الظهر 12:00
العصر 15:30
المغرب 18:11
العشاء 19:29