م اشرف الكرم يكتب ....وفي الإنتاج المحلي حياة
م اشرف الكرم المصريين بالخارجتابعنا ونتابع جميعًا ما جرى ويجري على الساحة المالية والاقتصادية في مصرنا العزيزة، من أزمة في النقد الأجنبي والمضاربة المجرمة على الدولار كما لو كان سلعة وليس نقدًا.
وتابعنا كيف كانت الهزات السوقية التي جرت على أسعار الأجهزة والمواد الغذائية والاحتياجات العامة للناس، بسبب تلك المضاربات والتي يتداخل معها أيضًا ضعف الناتج القومي المحلي بشكل كبير حيث أننا نستورد أكثر مما ننتج ومما نصدر، ولاشك في أن انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من غلاء تكلفة سلاسل الإمداد والتداول عالميًا، وبالتالي كانت المحصلة هي الارتفاعات الكبيرة في الأسعار بشكل كبير وغير مسبوق لكل ما هو مستورد، مما استدعى أن تتدخل الدولة عبر منافذها لتقديم السلع بتكلفة أقل مما في الأسواق.
وفي نظرة سريعة على تفاصيل تلك الأحداث، نجد أن أسعار الخضروات والفاكهة الموسمية وأغلب الزراعات مازالت في حدود الأسعار المقبولة، التي كنا نراها في السنوات السابقة بشكل طبيعي جدًا، وفي متناول يد المواطن العادي.
ولو حاولنا معرفة سبب عدم ارتفاع أسعارها سنجد السبب في أمرين:
أولًا: عدم امكانية تخزين الكثير من أصناف الخضر والفواكه حيث لا يتوفر لها الثلاجات المناسبة لطرق الحفظ والتبريد والبيئات التي تحتاجها تلك الخضروات أثناء التخزين، مما قضى على تدخل التاجر المنعدم الضمير الذي يخزن بهدف تعطيش السوق.
ثانيًا: توفر الإنتاج المحلي من تلك المنتجات الزراعية على أرضنا دون استيراد المنتج النهائي من الخارج، وهو ما ضمن عدم تأثرها بالمتغيرات الدولية العالمية.
وبالتالي، فإذا ما استطعنا أن نوفر عاملين رئيسيين فسوف نتخطى الأزمات المفاجئة التي تواجهنا دائمًا وتتكرر كل فترة نظرًا لعدم استقرار السلام العالمي منذ فترة، وأيضًا نظرًا لجشع بعض التجار،
هاذين العاملين هما:
. مراقبة الأسواق لمنع تقليل أي منتج يتم تخزينه لتعطيش السوق بهدف رفع السعر.
. الاتجاه الكامل للتصنيع والزراعة لكل المنتجات والمكملات الانتاجية التي تدخل في عملية الإنتاج.
فلقد أثبتت التجارب أن الإنتاج هو عصب الحياة، بل قل: إنه الحياة.
وللأسف، نفتقر أيضًا في هذا الصدد إلى نشر أهمية أن يقوم المواطن بدوره في ايجاد العمل الإنتاجي الذي يقدمه للوطن كإضافة إيجابية، وعلينا غرس مفهوم أهمية الإنتاج فينا وفي أجيالنا القادمة، الإنتاج المحلي على أرض مصر لكافة احتياجاتنا، بجودة عالية وبالمواصفات القياسية التي تسمح بتسويق المنتج محليًا وعالميًا، وأيضًا بسعر منافس لزيادة الناتج القومي المحلي، الذي به نبدأ رفاهية الحياة.