×
22 شوال 1445
30 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

بهجت العيدى يكتب ..المنهزمون يتشوقون لانهيار الحضارات!

المصريين بالخارج

إن تمني زوال شيء إنما يصدر عن نفس تعلم في أعماق أعماقها عدم قدرتها على الحصول أو اكتساب أو صنع شيء يتفوق عليه أو مثيل له، هذا الذي يعكس العجز الذي تمكّن من تلك النفس، والذي كان نتيجته ذلك المرض القلبي بتمني زوال ما يمتلكه الغير والذي هو أحد أقْوَم تعريف لمفهوم الحسد عندي.

فالإنسان أسير تجاربه، هذه التجارب التي لا تقتصر على المعيش منها - بل على أيضا ما تم التعرف عليها تعرفا صحيحا - فكم من مصري وعربي ومسلم يقيمون في الدول الغربية وينتظرون لحظة سقوط تلك الحضارة الحديثة ظانين قرب نهايتها، متوهمين انهيارا قريبا لها، داعين الله أن يَبْلُوَ هؤلاء القوم المتقدمين بمصيبة أو كارثة تعيدهم إلى العصور الحجرية أو على الأقل العصور الوسيطة، لا لشيء، سوى لكي نصبح أقوى منهم وأفضل، ولا يعنيهم فقدان الإنسانية لكل هذا التطور والتقدم ولا يهمهم ضياع كل تلك التكنولوجيا المذهلة.

وطبعا تجد هناك من يدعو الله مخلصا أن يبيد هؤلاء القوم وتلك الحضارة التي أنتجها هؤلاء، غافلين عن أن الله سبحانه وتعالى ليس على هوى أحد، وأنه سبحانه وتعالى قد وضع قوانين وحدد نواميس لتسيير هذه الحياة الدنيا، وأنه جل شأنه لن يستجيب لدعاء هؤلاء الذين فشلوا في تلك المهمة التي أنزلهم إياها الأرض وهي عمارتها وفق القوانين والنواميس التي لن يخرقها الله سبحانه وتعالى بمعجزة إرضاء لهوى من فشلوا في المهمة.

لعلنا لو حاولنا أن نستعرض المواقف التي تم إصدار فيها الأحكام جزافا لغرض في نفس من أطلقوها لأجهدتنا تلك المواقف وتلك المظاهر التي أصدر فيها العديد من بني جلدتنا النتائج الوهمية بانهيار الولايات المتحدة مرة ونهاية الاتحاد الأوربي أخرى، وسقوط الدول المتقدمة ثالثة.

فلو عدنا لأزمة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لوجدنا صفحات التواصل الاجتماعي العربية تطفح بتحليلات تؤكد نهاية هذه الدولة العملاقة نتيجة اقتحام مجموعة للكونجرس الأمريكي، وهؤلاء الذين ارتدوا زي المحلل السياسي العالمي لا يعلمون عن مؤسسات الدولة العظمى في العالم وطريقة معالجتها لأية قضية أو موقف شيئا، هؤلاء هم أنفسهم الذين خرجوا ينظرون بعد مقتل أحد أصحاب البشرة السمراء واندلاع المظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ظانين أن نهاية أمريكا باتت بين قوسين أو أدنى، وقس على مثل هذه المواقف. وإذا انتقلنا للقارة الأوروبية لوجدنا نفس تلك التحليلات، بل بالأحرى الأمنيات، بقرب فرط عقد الاتحاد الأوروبي؛ لأنه تخلى عن إيطاليا الموبوءة، نتيجة تفشي فيروس كورونا بها، في البدايات الأولى لهذه الأزمة التي ألمت بالعالم كله، ووجدنا سعادة ما بعدها سعادة لكل ما يصيب تلك الأمم المتقدمة من مصائب.

أما في فرنسا، فلقد كانت مظاهرات السترات الصفراء هي الأخرى سبب تنظير وتحليل من هؤلاء المتشوقين لأفول الحضارة الغربية، مُسْقِطين ما يحدث في منطقتنا من مظاهرات أدت لانهيار دول وتشريد شعوب على تلك البلدان التي واجهت، عبر تاريخها، أكثر مما تواجه منطقتنا بمراحل هائلة، هذا الذي استفادت منه هذه الشعوب إفادة كبيرة، وأصبح يمثل رصيدا لها لمعالجة ما ينتج من أزمات وما يجد من حوادث. وهو ما نتمنى أن يحدث لشعوبنا من الاستفادة من تجاربها الحالية.

إننا نرى أنه من الأفضل لشعوبنا، بدلا من تمنى وانتظار زوال وانهيار تلك الحضارة الحديثة، أن تعمل على اللحاق بها والمساهمة فيها، والوقوف ندا بند لتلك الشعوب التي تنتج الحضارة وتساهم في الارتقاء بالحياة البشرية.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 09:39 مـ
22 شوال 1445 هـ 30 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:38
الشروق 05:13
الظهر 11:52
العصر 15:29
المغرب 18:32
العشاء 19:56