×
19 شوال 1445
27 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
عرب وعالم

الكاتبة الصحفية والإعلامية هدى حجاجي تحاور الشاعر والأديب السوري أحمد يوسف داود

المصريين بالخارج

أحمد يوسف داود شاعرٌ وروائيٌ وناقدٌ سوريٌّ له حتى الآنَ تسع دواوين شعرية وخمسُ رواياتٍ وكتابان تقديان بالإضافة إلى أربع روايات للفتيان ومسرحيتان منشورتان في كتابين وأربعٍ من المسرحيات المنشورة في مجلات سورية ولبنانية معروفة.. وله أيضاً ثلاثة كتب بحثية هامة صدرت في دمشق. ويزيد مجموع كتبه المنشورة حتى الآن عن خمسة وعشرين كتاباً.

وهو من مواليد عام 1945 عمل في تدريس مادة الادب العربي في المدارس الثانوية السورية ثم انتقل إلى العمل في الإعلام السوري المرئي والمكتوب عام 1979 وتقاعد منه عام 2005.

التقينا به فكان لنا معه هذا الحوار حول الشعر بشكل خاص:

س 1 ـ في الشعر العربي، منذ منتصف القرن الماضي، ثلاثة أشكال للقصيدة. بداية ماهي نظرتك إجمالاً إلى شكل القصيدة.. وإلى النظرة شبه التقديسية للأشكال في نظر بعضهم؟!.

جـ 1 ـ في رأيي أن شكل القصيدة هو نتاجٌ لظروف تاريخية خاصة ترتبط بالوضع الحضاري العام لكل شعب من شعوب الارض، ولنمط ثقافته، ولقابليات التلقي لديه، وللتحديات التي قد يواجهها، ولأنماط المعيشة، التي يعيشها.. الى أخر مايمكن تعداده هنا من مؤثرات وعوامل تلعب دوراً أساسياً في قابليات التلقي وكيفياته.

ولا أرى أن للشكل قداسة في ذاته تمنع من تطوره أو تفريع صيغ شكلية جديدة منه بتطور قابليات التلقي التي اشرنا إليها. وكمثال: شكل الموشح الأندلسي الذي نشأ أساساً في مصر قد طورته حال الترف المعيشي في الاندلس.. وقيسي على ذلك.

س 2 ـ هل لك إذاً ان تحدثنا عن الظروف التي تولدت فيها وبتأثيراتها القصيدة الحديثة بشكليها: قصيدة التفعيلة وقصدة النثر؟.

جـ 2 ـ تعرفين أن حال الشعر ـ كحال العرب عموماً ـ قد مر في مرحلة انحطاط كنا ندرس شعرها في الجامعة تحت عنوان شعر عصر الانحطاط.. وفي نهايات القرن التاسع عشر قاد محمود سامي البارودي من مصر (حركة الإحياء) وكان ذلك بدفع من التأثر بأوضاع الشعر في أوربا التي استعمرت غالبية البلدان العربية. وتلت حركة الاحياء ولادة (جماعة الديوان) الرومنسية في مصر أيضاً ثم ولدت فيها (جماعة أبولو) الأكثر رومانسية، وقبيل بداية النصف الثاني من القرن العشرين ولدت (قصيدة التفعيلة) و(قصيدة النثر) تحت تأثيرات عالمية شاملة يمكن تلخيصها بشيوع أفكار التحرر من الهيمنة الغربية التي نجمت عن نتائج وتأثيرات الصراع الأيديولوجي العالمي الشامل بين المعسكرين الكبيرين: الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة، والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق.

س 3 ـ عرفت كل من قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر شعراء اشتهروا عبر سبعين عاماً في مختلف البلدان العربية هل نستطيع أن نتطرق إلى بعض هذه الاسماء بالاشارة السريعة لميزات القصيدة عند اصحابها؟!.

جـ 3 ـ بسبب من سوء التواصل الثقافي وفقره الشديد بين البلدان العربية وبسبب من ضعف النقد أو غيابه فيها فسأقتصر على ذكر ثلاثة أسماء هامة أو أقل قرأت لها من مصر وفلسطين والأردن ولبنان والعراق ممن كتبوا قصيدة التفعيلة أولاً، وأما من سورية فلن أذكر اسماء لأنني أعرف الجميع تقريباً والكثيرون في نظري يمتلكون سويات متفاوتة من الجودة.. ولا أريد العتب ممن لاأذكرهم.

من مصر: صلاح عبد الصبور أمل دنقل وصديقي الكبير أحمد عبد المعطي حجازي أمد الله في عمره.. ومن فلسطين: محمود درويش وسميح القاسم وفواز عيد.. ومن الاردن: محمد لافي وصلاح ابو لاوي.. ومن لبنان: خليل حاوي وغسان مطر وجوزيف حرب.. ومن العراق: بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري. وهناك الكثيرون الذين لايتسع المقام لذكرهم هنا. وخشية الإطالة نتجاوز التعداد لأسماء شعراء قصيدة النثر لأنهم جميعاً ـ على الأغلب ـ سوريون ولبنانيون أبرزهم محمد الماغوط وأدونيس وأنسي الحاج وآخرون.

أما السمات البنائية لنمطي القصيدة سابقي الذكر فتحتاج وحدها إلى حوار خاص.

س 4 ـ كيف ترى اللغة العربية وتطورها تاريخياً؟.. وهل هي في رأيك قادرة على حمل هذا التطور الواسع الذي يبدو مفاجئاً في ماصار يسمى (قصيدة النثر)؟!.

جـ 4 ـ في تقديري أن لغتنا العربية هي إحدى أغنى اللغات العالمية بمحمولاتها اللفظية ودلالات تراكيبها المشبعة بنتاجات المواريث الأسطورية/ الكونية عموماً إن لم نقل إنها أغناها. واستعمالاتها شذبت تلك المحمولات ومنطوقاتها اللفظية وأعطت بالتالي جملتها التعبيرية إيقاعاً داخلياً خاصاً في الصياغة النصية يمكن أن نسميه: (الموسيقا الداخلية) وهو مايجب أن تعتمد عليه بنائياً: (قصيدة النثر). وهذا أمر يوجب على من يكتبون هذا النمط ونمط التفعيلة أن يكونوا واسعي الثقافة والاطلاع إجمالاً. وهنا لابد من أن نسجل نقطة قصورٍ على لغتنا الغنية هذه، فهي قد توقف تطورها عند مايمكن أن نسميه في تاريخنا (عصر الحرفة الحرة) لأننا لم ندخل كالغرب لا عصر ثورة التكنولوجيا الميكانيكية ولا عصر الثورة التكنوإلكترونية (الميديا) وما تولد عنهما من (تجارة المال) بذاته .. إلا كمستهلكين ومتخلفين!.

وهذا مايوجد افتراقاً ولو جزئياً بين نتاجاتنا الشعرية والنقدية ومثيلاتها في الغرب. وبالمقابل فإن لغتنا قادرة على التحليق الواسع شعرياً أكثر بكثير مما تستطيعه لغات هذا الغرب.

س 5 ـ في كتابك النقدي (لغة الشعر) الصادر عن وزارة الثقافة السورية عام 1980 قلت إن القصيدة الملحمية هي مستقبل الشعر الحديث. هل تذكر لنا الميزات التي تجعل القصيدة ملحمية او حتى شبه ملحمية في تقديرك؟!. وهل تذكر لنا هنا بعض نماذجها؟

جـ 5 ـ شاع المصطلح منذ خمسينيات القرن الماضي ربما مع صدور (مجلة شعر) في 1957 على ماأذكر وثبّته أدونيس في كتابه (زمن الشعر) الصادر عام 1972 عن دار العودة ببيروت لكنه كان عائم الدلالة. وبالنسبة لي رأيت أن الصورة الشعرية التقليدية أحاديةٌ تتألف من مشبه ومشبه به فقط بصرف النظر عن تفريعاتها البلاغية.. أي إنها تشبه الصورة المأخوذة بكاميرا أحادية واقترحت مايلي:

تبدأ قصيدة التفعيلة بصورة تعبيرية تستدعي تفريعاً متوالياً يشكل مشهداً شعرياً يستدعي بدوره بناء مشاهد أخرى ديناميكية ومتكاملة حتى النهاية، على طريقة بناء الفيلم السينمائي فيتكون بذلك البناء الملحمي للقصيدة بمستويات متراكبة ومتجددة من الابلاغ الدلالي المتطور نحو الدلالات العليا التي تكون مفتوحة على موضوعها باتساق متواتر وبآفاق تحددها قدرات التلقي المتفاوتة.

وبالنسبة لي أصدرت ديواناً عنوانه (أربعون الرماد) عام 1989 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق احتوى على خمس قصائد ملحمية وقصيدة سادسة عادية مع مقدمتين للقصيدتين الاولى والثانية. وتوجد القصائد الملحمية بهذا المستوى أوذاك لدى غالبية الشعراء الكبار في البلدان العربية بهذا المستوى من التكامل البنائي أو ذاك.

س 6 ـ ماهي نظرتك إلى هذا الكم الضخم من الكتابات التي تمتلئ بها (وسائل التواصل الاجتماعي) ويزعم أصحابها أنها شعر تحت تسمية (قصيدة النثر)؟!.

جـ 6 ـ في الواقع ظلت قصيدة النثر تسير في ظلال الازدهار الذي شهدته قصيدة التفعيلة دون أن تدركها حتى أواخر العقد الأول من هذا القرن. حيث راحت المنشورات الالكترونية التي تدعي أنها (قصائد نثر) ـ باستثناء نسبة قليلة منها هي قصائد فعلاً ـ فالغالبية يكتبون ويسمون كتاباتهم قصائد من دون ان يكون فيها سوى الخلط التعبيري والأمية للغوية والبوح الشبقي وشبه الشبقي الفارغ. وهذا (الانتاج) الذي يقوم على العبث وتدمير اللغة والشعر معاً هو الهدف العام للعولمة التي تنتج عن (ثورة الميديا). وشرح هذا يطول!.

س 7 ـ قرأت لك منشوراً تتكلم فيه عن بضعة (شروط فنية) لبناء قصيدة النثر يحقق لها سوية من التكامل الايقاعي القولي التصويري والإبلاغي الأعلى حسب ما قلته..هل لنا أن نختم هذا اللقاء هنا بتذكير القارئ بهذه الشروط المقترحة بما هي تصورات عامة لدليل نقدي عام يهدف إلى تقويم نصوص هذا النمط القولي؟!.

جـ 7 ـ بداية وبشكل عام لاتكفي الرغبة وحدها لإنتاج قصيدة من أي توع بل لابد من أن يكون الراغب مؤهلاً لإنتاجها بامتلاكه معرفة كافية باللغة واستعمالاتها وبثقافة عامة كافية تحكم عموماً سويات إنتاج القصيدة وملاءتها الفكرية والعاطفية والاسلوبية وهذه شروط خارجية عامة.

وعند الكتابة لابد من وجود التناسقِ التعبيري/ التصويري المتصاعد نحو الختام ببنائية رشيقة، تستفيد فيها الجملة التعبيرية الواحدة مما بين كلماتها من تناغم إيقاعي متواتر، ومن بنائية إبلاغية متسقة ومنسجمة مع ماسبقها وما يتلوها، بشكل تكون معه التراكيب التعبيرية/ التصويرية آخذاً بعضُها برقاب بعضٍ كما يقال.. وصولاً الى الختام الإبلاغي الناجم عن التنامي الإبلاغي في السياق البنائي العام للنص بمجمله.

وهذا كله جرى إيضاحه بشكل واضح في المنشور الذي أشرت حضرتك اليه. ولكننا اختصرنا هنا استجابة لمقتضيات الحيّز المتاح لهذا الحوار. تحية لك وشكراً.

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 07:05 صـ
19 شوال 1445 هـ 27 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:42
الشروق 05:16
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:30
العشاء 19:53