الدكرورى يكتب عن زكاة الفطر
المصريين بالخارج
إن الجواد هو من جاد بحقوق الله تعالى فى ماله، والبخيل من منع حقوق الله عز وجل، وبخل على ربه سبحانه وتعالى، وإعلموا أن الصدقة تمحو السيئة وتكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب، وتجلب رحمته، وتدفع عنك ميتة السوء، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء" رواه الترمذى بسند حسن، كما ادعوكم بصلة الرحم من المحتاجين بهذه الصدقة، فكلما أعطيت الصدقة لأقاربك ، كان الأجر أعظم، فعن النبى صلى الله عليه وسلم قال " إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذى رحم اثنتان صدقة وصلة" رواه النسائى، وأما عن زكاة الفطر فإن الزكاة فى اللغة تعنى النماء، والزيادة، والطهارة، والبركة، فيقال زكى الزرع إذا نما وزاد، والفطر هو اسم مصدر، من قولك أفطر الصائم، يفطر إفطارا، ويراد بها الصدقة عن البدن، والنفس، وإضافة الزكاة إلى الفطر، من إضافة الشيء إلى سببه لأن الفطر من رمضان سبب وجوبها، فأضيفت إليه لوجوبها به.
فيقال زكاة الفطر، وقيل لها فطرة، لأن الفطرة الخلقة، فقال الله تعالى " فطرة الله التى فطر الناس عليها"أى جبلته التي جبل الناس عليها، وهذه يراد بها الصدقة عن البدن، والنفس، كما كانت الأولى صدقة عن المال، ويقال زكاة الفطر، وصدقة الفطر، ويقال للمُخرج فطرة، وهى اصطلاح للفقهاء، كأنها من الفطرة التي هى الخلقة أى زكاة الخلقة، وزكاة الفطر هى زكاة للأبدان وصدقة معلومة بمقدار معلوم، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة، عن طائفة مخصوصة، لطائفة مخصوصة، تجب بالفطر من رمضان، وهى طهرة للصائم من اللغو، والرفث، وطعمة للمساكين، وتجب بغروب الشمس من ليلة العيد، وقت الفطر وانقضاء صوم شهر رمضان، إلى قبيل أداء صلاة عيد الفطر، وهناك سؤال يبحث عنه المسلمون في شهر رمضان، للاستعداد لإخراجها للفقراء والمحتاجين وفي مصارفها الشرعية، خاصة وأن مقدار زكاة الفطر فى مصر، تختلف عن العام السابق، بحسب التغيرات الحياتية والاقتصادية.
فهي شرعا تقدر بصاع من قوت البلد، وبالتالى لحساب مقدار زكاة الفطر هذا العام في مصر، يحسب بقيمة الصاع من قوت أهل البلد، وأعلن الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مقدار زكاة الفطر هذا العام في مصر، مؤكدا أنها تبلغ خمسة عشر جنيها كحد أدنى عن كل فرد، وأكد أنه يستحب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد، وذلك بناء على رأى الإمام أبي حنيفة، فى جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودا بدلا من الحبوب حيث إن هذه الطريقة يكون فيها تيسير على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومتطلباتهم، كما أن الفتوى مستقرة على ذلك، وأوضح مفتى الجمهورية، أن قيمة زكاة الفطر تعادل قيمة اثنين ونصف كيلو جرام من القمح عن كل فرد، وجرى اختيار القمح وسعره بناء على أنه غالب قوت أهل مصر، وتابع المفتي أنه من الجائز شرعا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم فى شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، مناشدا المسلمين بتعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين.
خاصة إلى فئة العمالة غير المنتظمة الذين خسروا أعمالهم نتيجة التداعيات الناجمة عن الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشى فيروس كورونا، وهي الظروف الاستثنائية التى تعانى منها الأمة الإسلاميَّة بل الإنسانية جميعا بصورة غير مسبوقة من سمات الحياة العامة المعتادة فى شهر رمضان بسبب هذه الإجراءات الوقائية، وزكاة الفطر هى الزكاة التى تجب بالفطر في رمضان، وحكمها بأنها واجبة على كل فرد من المسلمين ذكرا كان أم أنثى، حرا كان أم عبدا، صغيرا كان أم كبيرا، وذلك بنص الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى فى سورة الأعلى" قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" وقد روى البيهقي عن نافع مولى ابن عمر رضى الله عنهما أنه يقول نزلت هذه الآية في زكاة رمضان وقال أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" ثم يقسم الفطرة قبل ان يغدو إلى المصلى يوم الفطر، واستشكل البعض أن السورة مكية وأن زكاة الفطر إنما شرعت بالمدينة.
لكن قد يتأول هذا بأن الآية تدل على ذلك بالإشارة لا أن زكاة الفطر سبب نزولها بالمعنى الاصطلاحى، وروى الإمام مسلم عن ابن عمر رضى الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين حر أو عبد أو رجل أو امرأة أو صغير أو كبير صاعا من تمر أو صاعا من شعير" وإن الحكمة في ايجاب هذه الزكاة ما جاء عن ابن عباس رضى الله عنهما قال" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين" رواه أبو داود، فهذه الحكمة مركبة من أمرين، فالأول هو يتعلق بالصائمين في شهر رمضان وما عسى أن يكون قد شاب صيامهم من لغو القول ورفث الكلام وجبرا لما يحدث فيه من غفلة أو إخلال ببعض الآداب وشبهها بعض الأئمة بسجود السهو، وقال وكيع بن الجراح زكاة الفطر لشهر رمضان، كسجدة السهو للصلاة تجبر نقصان الصوم، كما يجبر السجود نقصان الصلاة، وأما الثانى فهو فيتعلق بالمجتمع.
وإشاعة المحبة والمسرة فى جميع انحائه وخاصة المساكين وأهل الحاجة فيه، فالعيد يوم فرح وسرور، فينبغى تعميم الفرح والسرور على كل أبناء المجتمع فيفرح الجميع غنيهم وفقيرهم، فكانت فرضية الزكاة ليشعر الفقير أن المجتمع لم يهمل أمره ولم ينسه فى أيام سروره ولهذا ورد فى الحديث الذى أخرجه البيهقى والدارقطنى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أغنوهم فى هذا اليوم" وكان من حكمة الشارع هو أيضا تقليل مقدار الواجب وإخراجه من غالب قوت الناس مما يسهل عليهم، حتى يشترك أكبر عدد ممكن من الأمة فى هذه المساهمة الكريمة، وأما عن على من تجب ؟ فهى تجب على المسلم الحر الذى توفر لديه ما يخرج زكاة عنه وعمن يلى أمره زائدا عن قوته، وقوت أولاده، ولا يشترط اليسار فهى فرض على الفقير والغنى، بل يستحب للفقيرين أن يتبادلاها حتى لا يحرما من الأجر ويخرجها الرجل عن نفسه وعمن تلزمه نفقته ويلى أمره بسبب القرابة كطفلة الفقير الذى عليه نفقته.
أما الأولاد الذكور العقلاء فلا يجب على الأب أن يخرج عنهم إلا إذا كانوا عاجزين عن الكسب أو لإشتغالهم بالدراسة، ومتى تجب ؟ فإنه عند الحنفية بطلوع فجر عيد الفطر لأنها قربة تتعلق بيوم الفطر فلا تتقدم عليه كالأضحية، وعند الشافعى ومالك وأحمد هى تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان لأنها تضاف إلى الفطر فتجب به، وإن ثمرة الخلاف هو فى من ولد أو أسلم قبل الفجر من يوم العيد وبعد غروب الشمس في آخر يوم من رمضان وكذلك المكلف الذى يموت فى هذا الوقت، ووقت وجوبها وهو غروب الشمس آخر ليلة من شهر رمضان، فمن ولد له ولد قبل غروبها أخرج عنه وكذا إذا أسلم الكافر قبل غروبها أخرجها عن نفسه، وأما إذا أسلم بعد الغروب أو ولد المولود بعد الغروب أو مات المسلم قبل الغروب فلا تلزمهم لأنهم لم يدركوا وقت وجوبها، وتؤدى زكاة الفطر قبل الخروج لصلاة العيد لحديث ابن عمر رضى الله عنهما قال "أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" ولا حرج أن تؤدى قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة.