العيد.... بقلم محسن طاحون


شُرِعَ العيد شكراً لله عز وجل، ولأنَّ الإنسان يحتاج إلى الترويح عن نفسه لذا كان العيد، وسمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد. و يأتي في أول يوم من شهر شوال الذي نفطر فيه محتفلين باتمام عبادة الصيام في شهر رمضان .
والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني ، وضعف الفقير على محبه ورحمة وعدالة من وحي السماء ، عنوانها الزكاة والإحسان ، والتوسعة .
فيتميز عيد الفطر بإغناء الفقراء عن السؤال بدفع زكاة الفطر الواجبة على كل فرد مسلم لديه قوت يوم وليلة و ذلك في ليلة العيد وتؤدى قبل صلاة العيد.
والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح ، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة ، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور ، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب ، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها ، فتجتمع بعد إفتراق ، وتتصافى بعد كدر ، وتتصافح بعد انقباض .
وفي هذا كله تجديد للروابط العائلية والاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب ، والوفاء ، والإخاء.
و أهم هذه الروابط صلةُ الرحم فقد عظمها الله، وجعلها رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم- من الإيمان فقال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"(رواه البخاري ومسلم)،
ورغَّب فيها -صلَّ الله عليه وسلم- فقال:
"من أحب أن يبسط له في رزقه، ويُنْسَأَ له في أثره فليصل رحمه" -أي: يؤخَّر له في أَجَله-. (رواه البخاري ومسلم).
وقال صلَّ الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل مَنْ إذا قُطعت رحمُه وصلها"، وقطيعة الرحم من الفساد في الأرض: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[مُحَمَّدٍ: 22-23]،
ومن المؤسف ما نراه مؤخرًا بين الأهل والأقارب من تقاطع وخلافات تمتد لسنوات بينهم لأسباب تافهة؛ فالعيد فرصة للتصالح ومحو ما بالخواطر والتسامح والتصافح.
فلا تفوتوا هذه الفرصة و اسعوا لخيركم ولخير غيركم و أصلحوا ذات بينكم، و إذا لم نتواصل في أيام العيد ونلتقِ وننسَ ما بيننا من خلافات فمتى نلتقي؟
إذا لم يُحَيِّ بعضُنا بعضا ويدعُ بعضُنا لبعض في العيد فمتى يكون ذلك؟
عيـــدكم مبارك و ســعيد ..
و من الفائزين و العايدين على الدوام ..
و كل عام و أنتم بخير ..