بطولات يجهلها التاريخ وغاب عنها الاعلام.. الانتصار بعد الانكسار 30 مايو 1970
المصريين بالخارجتقرير سامح طلعت
العمليه الفدائيه التي جعلت الرئيس جمال عبد الناصر يبتسم بعد حرب 67 العملة الي سميت في إسرائيل باسم ( السبت الحزين ) كان ختام حرب الاستنزاف عملية ناجحة نالت شهرة كبيرة أطلقت إسرائيل عليها "السبت الحزين".
كان التنافس الرائع بين الجيشين حافزاً لأن يطلب قائد الجيش الثاني اللواء عبد المنعم خليل من قواتة أن تحضير اسري معها لان الجيش الثالث يتفوق عليهم في عدد الاسري.
و تم التخطيط لعملية كبيرة يقوم بتنفيذها مجموعة من الصاعقة و أخرى من المشاة تم تدريب المجموعتين لمدة شهر
و شدد قائد الجيش على المجموعات ضرورة إحداث أكبر خسائر و إحضار أسرى.
و تحدد التنفيذ السبت 30 مايو 1970
عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/30 مايو.
كانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من
10 صف ضابط و جندي بقيادة ملازم محمد التميمى
و ملازم عبد الحميد خليفة، و مجموعة المشاة من اللواء
135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب شعبان حلاوة.
تمركز كمين الصاعقة في منطقة شمال مدينة القنطرة
و كمين المشاة في جنوب رأس العش و اتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء و التمويه الجيد و حتى الصباح لم يحدث أي شيء غير عادي.
في العاشرة صباحاً أفادت عناصر الاستطلاع و المراقبة المصرية، أن هناك فوج إسرائيلي مكون من 4 دبابة + 4 مدرعة متجه من القنطرة شمالاً إلى رأس العش.
و صدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع الفوج و هو متحرك شمالاً، و إنما ينتظره و هو في طريق العودة.
و صدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك مع الفوج.
و مر الفوج أمام كمين الصاعقة، و لم يكتشفهم رغم العناصر التي تقوم بتفتيش الأرض إضافة إلى الطائرات التي تحلق باستمرار فوق الجبهة للاستطلاع.
وصل القول مطمئناً في الحادية عشرة صباحاً، و تلقفه كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل و جرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره. و عادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقع إسرائيلي قريب بدأ قصف شديد على موقع الدورية علاوة على وصول طيران العدو. مما اضطر أفرادالمجموعة إلى الاحتماء و الاختباء في السواتر
و في بعض الحفر في السابعة مساء وصل كل أفراد المجموعة سالمين و معهم شاويش المظلات الأسير.
و أعاد العدو تنظيم الفوج للعودة، و فى السابعة مساء كان الفوج مكون من 3عربة مدرعة محملة بجنود المظلات، و وصل أمام كمين الصاعقة.. تجهز الجميع للاشتباك، كانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي الذي عليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة.
و عند التنفيذ
طاشت أول قذيفة منه و كان هذا الخطأ سيؤدي إلى كشف موقع الكمين، فانطلق
الرقيب يوسف مندفعاً حتى أصبح على مسافة 100 متر من العربة الأولى و أطلق قذيفتة الثانية من المواجهة فدمرها
تبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم علي العربة الثانية و الثالثة
فقتل و جرح كل من فيها عدا الرقيب يائير الذي استسلم
و أثناء العودة فـّر مرة أخرى محاولا الهرب
لكن الجندي خليفة مترى ميخائيل لحق به و دار بينهما قتال
فردي بالأيدي استمات فيه الجندي خليفة حتى تمكنٍ من السيطرة عليه و العودة بة الي الضفة الغربية
بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيل خلاف الجرحى
و الاسري فكان طبيعياً أن تتحول المنطقة من القنطرة و حتى رأس العش إلى جحيم من النيران.
ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000
رطل لمدة سبعة ايام نتج عنه تدمير في طريق بورسعيد و الترعة الحلوة و بعض المنشآت المدنية،
لكن الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ و
الحفر البرميلية التي قللت كثيراً من تأثير القنابل عليهم
بعد نجاح العملية ذكر سامي شرف لم اشاهد
الرئيس جمال عبد الناصر يضحك من يوم النسكه الا في يوم السبت الحزين
و قالت وكالة اليونايتد برس:
إن إسرائيل تحاول أن تهون من خسارتها الفادحة فى هذه
المعركة و لكن الكوماندوز المصريين قد أثبتوا نجاحا رائعا
في هذة المعركة و ان هذا النجاح قد أثار قلقا شديدا و أنفعالا بالغا لدى الرأى العام الإسرائيلى.
أيضا نقلت وكالات الأنباء تصريحات المتحدث العسكرى
الاسرائيلي الذي قال إن القوات المصرية أظهرت تخطيطا و تكتيكا متناسقا فى التنفيذ خلال هجومهاعلى الدوريتين الإسرائيلتين نتيجة للتدريب الممتاز الذى تلقاه
أقيمت أحتفالية فى التل الكبير للابطال و شارك فيها
مجموعة من الفنانين و حضرها نخبة من القادة العسكريين