”أطباء مصر” من القلب شكرًا
أ. دينا شرف الدين المصريين بالخارج{ يا دكاترة ، خليكوا فاكرين إن اللي بيزور المريض، بيستغفر له سبعين ألف ملك من الصباح حتي المساء إن زاره صباحاً و من المساء حتي يصبح إن كانت زيارته مساءً ،وكمان متنسوش الدعاء للمريض بعد الكشف إن ربنا يشفيه ففي هذا الدعاء أمام المريض أكثر من نصف العلاج ، ربنا يجازينا عنهم كل خير }.
هل تتصورون أعزائي أن هذه الرسالة التي تقطر خيراً و محبة و تفاني خالص لوجه الله تعالي ، هي واحدة من الرسائل المتبادلة علي جروب الواتس آب الخاص بالأطباء بمستشفي حميات العباسية ؟
نعم :فقد اضطلعت عليها من باب الصدفة عندما كنت أتناقش مع شقيق زوجي الطبيب عن دور الأطباء العظيم الذي تجلي بأزمة جائحة كورونا و ما بذله هؤلاء الأطباء بمشافي العزل تحديداً التابعة لوزارة الصحة ، و التي كما نعلم جميعاً برواتب حكومية زهيدة جداً ،وأن مجموعة الأطباء يقدمون كافة ما بوسعهم من خدمات للمرضي دون انتظار أية مقابلات مادية ، بل و يحفزون بعضهم البعض علي احتساب تلك المجهودات عند الله من أجل الواجب و الإنسانية و الوطن الذي يمر بأزمة طارئة ، "و ما علمته للمرة الأولي و كان بالنسبة لي بمثابة مفاجأة "
أن هذا النموذج النبيل للطبيب الإنسان الذي كنت أتحدث معه ، لم يستلم يوماً مرتبه من مستشفي الحميات طيلة ثلاثة عقود ،
والمفاجأة الأكبر:
أن هناك عشرات الأطباء يفعلون مثلما يفعل ، إذ تذهب تلك المرتبات الرمزية لصندوق خاص قد تم تأسيسه بمعرفتهم لمساعدة زملائهم من الأطباء الذين لا يملكون أية مصدر آخر للدخل سوي مرتباتهم من الحكومة ، أي أنهم لا يعملون بمستشفيات خاصة و لا يمتلكون عيادات هنا أو هناك ، فتلك التصرفات الإنسانية شديدة الرقي و الرحمة ليست بغريبة علي فئة الأطباء ، و مبدأ "التكافل" الذي يطبقونه فيما بينهم لمساعدة بعضهم لضيق ذات اليد هو أهم مظاهر تلك الإنسانية التي تجلت بأبهي صورها عند اشتداد الأزمة و ما سبقها من أزمات ، فمنذ ثلاثة أسابيع كانت نقابة الأطباء تنعي الشهيد رقم ٦٦٠ من الأطباء إثر إصابته بفيروس كورونا و هو الشهيد الدكتور ( محمد حلمي محمد)، إستشاري القلب بالمعهد القومي للقلب.
أخيراً :فما أحوجنا لدعم جيشنا الأبيض بكافة أشكال الدعم المادي و المعنوي تقديراً لمجهوداته التي لا ينكرها أحد و الذي لم يتقاعس يوماً عن خدمة الوطن و التضحية بالغالي و النفيس و إن كانت حياته نفسها ، تماماً مثلما يضحي جنودنا البواسل بجيشنا العظيم بأرواحهم حماية للأرض و صوناً للعرض.
نهاية:فها هي مصر كما عهدناها بأبنائها المخلصين الشجعان الذين تهون عليهم الأرواح حال استشعروا خطراً يهدد أوطانهم و إخوانهم سواء علي جبهات القتال بالأسلحة أو في المشافي بالأدوية و الأجهزة عندما تشتد الأزمات و تتفاقم الملمات .
جنود مصر من الأطباء بجيشها الأبيض :
من القلب {شكراً }