رامي علم الدين يكتب... شرين أبو عاقله.. الوداع الأخير
رامي علم الدين المصريين بالخارجياكلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها، وفتحي عيون البشر للي حصل علي أرضها، علي أرضها طبع المسيح قدمه
علي أرضها نزف المسيح ألمه، في القدس في طريق الآلام
وفي الخليل رنت تراتيل النايس، تفضل تضيع فيك الحقوق لإمتي ياطريق الآلام، وينطفي النور في الضمير وتنطفي نجوم السلام، ولإمتي فيك يمشي جريح، ولإمتي فيك يفضل يصيح مسيح ورا مسيح ورا مسيح علي أرضها..
على الرغم من ثروتها الطبيعية وثقافتها الغنية، تظل أفكار منطقتنا العربية هشة ضعيفة ومنقوصة الأهلية، نلوم الغرب بوصفه الشرير الذي دمر منطقتنا وجعلنا أضعف، وبعادات عمرها قرون، نصرخ في يأس طلبا لـتغير هذا الواقع الذي يحاوطنا، أملا أن ينقذنا من أنفسنا، وننجو باوطاننا من مطامع الطامعين، هل يمكن أن يكون استشهاد شرين أبو عقلة نقطة انطلاق للقضية الفلسطينية، من المؤكد أن إستشهاد مراسلة الجزيرة الفلسطينية لم يكن الحادث الأليم الأول فى فلسطين ولن تكون عملية إستشهادها هى العملية الأخيرة ، وسوف تظل دائرة العنف والقتل والإنتقام والمقاومة والإستشهاد قائمة ومتواصلة مادام هناك إحتلالاً إسرائيلياً للأراضى الفلسطينية ، وقد تهدأ هذه الأحداث فترة من الوقت ولكنها قد تتصاعد فى فترات أخرى إلى درجة غير محسوبة وتخرج عن السيطرة تلقت رصاصة غادرة أودت بحياتها على الفور، لم يكتفي قاتلها بهذا، بل لاحقها وأسقط نعشها أمام مسامع المجتمع الدولي والعالمي.
في مشهد تخيلي يصف هزلية الواقع، أتخيل القاتل الذي أصاب الشّهيدة "شرين أبو عاقلة" في رأسها برصاصة أودت بحياتها غدراً عاد إلى منزله، وخلع ملابسه العسكرية، ثم تابع صفحات التواصل الإجتماعي، وكتب سؤال على صفحته المزوّرة المسمّاة: "تنظيم الخلافة الإسلامية ".. هل يجوز الترحّم على الصحفية شرين أبو عقلة وهي مسيحية كافرة.
- التعليق الأول من حساب وهمي اسمه حامي الإسلام من تونس .. لا يجوز فهي كافرة أحسنتَ يا أخي ...
-وجاء الرد من أبي حمزة من عدن .. أكيد يجوز فهي شهيدة غصبا عنكم يا كلاب...
- تعليق آخر من شاب مصري.. وِدِي عاوزة كلام لا يجوز هذه كافرة يا إخوان ومن يقول يجوز فهو كافر، وبدأت تتوالى الردود هذا يُجوِّز، ذاك لا يجوز ، وهذا يُكفِّر ذاك، وذاك يسب هذا، وكلّما تهدأ التعليقات يأتي أحدهم ومن خلال حساب وهمي "أنصار الحق"يُلقي بعض الكلمات القذرة، يُشعل فيها حرب السباب والشتائم، وهنا تبسّم القاتل وأخذ قيلولة وهو مطمئن إلى أن الجريمة القتل التي اقترفها بدم بارد سوف تمرّ بسلام طالما أن هناك الكثير من الحمقى والأغبياء في عالمنا العربي.
إنحطاط في التفكير، وإنحراف عن المسار السليم للقضية الأساسية، عودة فلسطين، تركو الحدث وإختلفوا علي وصفه،
لقد تحول حدث استشهاد شرين أبوعاقلة من مأساة حقيقية بسبب فُجر المحتل إلي قضية "الترحم عليها من عدمه"، هل يجوز أم لا يجوز؟
هو عملية هروب من أصل القضية و المأساة :
وهي الإحتلال الإسرائيلي إلي قضايا أخري بسبب عدم
وجود حلول عملية أو فعالة ضد الإحتلال و جرائمه التي باتت مفضوحة أمام المجتمع الدولي الأعمى، جدل عقيم بين فريقين أحدهما يترحم على مراسلة شجاعة سقطت ضحية لبطش المحتل ويصنفها شهيدة والآخر يحرم الترحم عليها لكونها مسيحية، وحتى ان المسيحيين أنفسهم انقسموا لطوايف، هل وصل بكم السقوط والهوان لهذا الحد ؟
لقد نجحوا لسنوات في زرع روح الفتنة، والاختلاف بدعوى الديمقراطية، المنطق، النقاش، فأصبح كل عربي فيلسوف، وقديس، وشيخ ان لزم الأمر، من إهتمامات العامة تقيس التحضر أو التخلف الفكري للمجتمع، أفكار مجتمعنا العربي كارثية، هي جريمة بشعة من قوات الإحتلال الإسرائيلي
هو عمل مدان مقيت وجبان، سيأخذ هذا الخبر صدىً لمدة أسبوع على الأكثر لدى المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة في أمريكا والغرب ومن ثم، لن تسمع لهم صوتًا وسيدفنون هذا الخبر في مقابر طي النسيان، شيرين هي شهيدة القدس، شهيدة كنيسه القيامة، شهيدة المسجد الأقصى، شهيدة جنين، شهيدة فلسطين كلها، والأهم ..شهيدة الإنسانية، وشهيدة الحقيقك التي أرادوا حجبها عن العالم.
أطمئنكم ..
أجيال أصابت الرصاصةُ ذاكرتهم فأحيتها ولم تُمتها، لأن ذاكرة الحُر لا تقبل النسيان أو الفناء، في فلسطين لا يموت الشهداء، إن أرواحهم تبعث في مقاومين جدد ليواصلوا الطريق نحو تحرير الأرض، نحو عودة القدس العربية، لعنة الله علي المحتل الغاصب، الخذي والعار لفاقدي النخوة والعروبة وأصحاب الفكر العقيم، المجد للشهداء ولتراب تفوح منه رائحة دم الشهيد.
خانوه... خانوه نفس اليهود، ابنك ياقدس زي المسيح لازم يعود علي أرضها، وداعاً .. شرين أبو عاقلة.