د.محمد حجازى يكتب ..قضية الوعي وتحصين الشباب في ظل الحروب الجديدة
د محمد حجازى المصريين بالخارجواجهت مصر حروبا عديدة خلال القرن الماضي باشكال مختلفة بداية بحروب الجيل الاول والمواجهات العسكرية المباشرة مع اسرائيل بداية بحرب 1948 م ( حرب فلسطين ) ونهاية بنصر اكتوبر 1973 م مرورا بحروب ( السويس 1956 م - حرب يونيو 1967 - حرب الاستنزاف 1967وحتي 1970)
ثم واجهت مصر حروبا بالوكالة ، وحرب العصابات ، وحرب الارهاب ، حيث واجهت الدولة المصرية وحدها المنتخب العالمي لارهابي العالم الذي تموله دول واجهزة مخابراتية علي ارض سيناء عقب ثورة 30 يونيه 2013
تمَثل حروب الجيل الرابع أحد أهم وأحدث أنواع الحروب الجديدة ، حيث تستخدمها الدول الکبرى فى السيطرة على باقى دول العالم من خلال الغزو الثقافى، وترکز بشکل رئيسى على إضعاف الهوِية الثقافية لدى الشباب بشکل خاص، مستخدمة فى ذلك وسائل الإعلام وشبکات التواصل الاجتماعى فيما يسمي القوي الناعمة .
إن حروب الجيل الرابع قائمة على تكتيكات الحرب النفسية وفكرة الأكاذيب والتحريف، والتشكيك فى مؤسسات الدولة، وزعزعة ثقة المواطن في نفسه وفي بلده وفي مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسة العسكرية .
أن حروب الجيل الرابع هى ( حروب خرساء سلاحها التأثير في الوعي باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، والاستمالة تجاه رأى محدد )
وهي حروب ممتدة ، ونتائجها تراكمية تنال من الفكر والارادة
ان اكثر الفئات استهدافا من قبل الخارج في ظل الحروب الجديدة هم الشباب الذين يمثلون نحو ثلثي عدد السكان في مصر
وقد قمنا بعمل بحث من اجل الوقوف على تأثير حروب الجيل الرابع على الشباب الجامعى المصرى، بالاعتماد على المنهج الوصفى، مستخدما أداة الاستبيان التى طُبقت على عيِّنة من الشباب الجامعى بالجامعات الحكومية والجامعات الخاصة والجماعات الاهلية بلغت (500) مفردة. وتوصل البحث إلى النتائج التالية :
- انغماس الشباب فى استخدام شبکات التواصل الاجتماعى بشکل يومى ولمدة تصل إلى أکثر من 6 ساعات
- ثقة أکثر من نصف الشباب المبحوثين فيما يُنشر من أخبار ومعلومات عبر شبکات التواصل الاجتماعى . ليس هذا فقط بل انهم يشاركونها علي صفحاتهم الشخصية وعلي جروبات اخري
- ضعف الثقة في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية علي السواء والانسياق وراء الادعاءات والشائعات المغرضة
ومن هنا نطالب الشباب بضرورة البحث عن الحقيقة، والتأكد من حقائق الأمور وصحتها فى ضوء مواجهة الشائعات والاكاذيب والادعاءات .
وفي نفس الوقت نطالب كافة مؤسسات الدولة التربوية والتعليمية والدينية والاعلامية والجامعات بتحمل مسئوليتها في تنمية الوعي وتاصيل قيم الانتماء والمواطنة والهوية
وتوفير المعلومات التي تساعد الشباب علي فهم ما يجري حولنا وما جري لدول اخري . كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقا وتفتيته الي 15 جمهورية سوفيتية
وما حدث في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا ومازال مستمرا حتي الان .
ونحن لسنا بعيدين عن هذا المخطط ، بل نحن في قلب هذا المخطط باعتبار مصر القلب النابض للامة العربية والامة الاسلامية
وعلي الجميع ان يعلم ان قضية الوعي ليست قضية وقتية ، وانما هي قضية ثابتة ودائمة في مواجهة حروب ممتدة .