م اشرف الكرم يكتب .. المجتمع البشري ليس الملائكي
مهندس اشرف الكرم المصريين بالخارجقلت: لماذا وصل المجتمع إلى هذه الدرجة، من اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يجري بين الناس من تعديات وإساءة، وتجريح وإهانة ؟
قالت: لأننا لسنا في مجتمعٍ ملائكي.
قلت: هذا يأكل حق ذاك، وهؤلاء يظلمون الآخرين ولا يكترثون لوازعٍ من ضمير أو دين، ثم يتمادون في ذلك دون رادع، لمجرد أننا مجتمع ليس ملائكي،
قالت: القانون رادعٌ وسطوته كبيرة، يمكن أن يُحجِّم التعدي ويجبر المتعدى على أن لا يتعدى، طالما أن الضمير لا يردع.
قلت: هذا قد يكون صوابًا حين يكون هناك تكييفًا قانونيًا واضحًا وجليًا للتعدي أو الإساءة، لكن هل كل من يتعدى تكون لتعدياته قوانين مسنونة كي نعاقبه على أساسها،؟
وهل الإساءة والتعدي اللفظي أو التجريح والأذى المعنوي يمكن أن نعاقب عليه قانونًا،؟
قالت: إذًا فما الحل الذي يجب من وجهة نظرك،؟
قلت: نحتاج لتفعيل الدور المجتمعي، في مجتمعٍ ليس فيه ملائكية، مجتمعٍ يصرخ فيه المجموع تجاه الفرد الظالمِ لغيره، مجتمعٌ بشريّ ينطق في كل جنباته بأن يا معتدي لن نتركك، ولن تفلت من العقاب المجتمعي الداعم لأخذ حق المعتَدَى عليه، والوقوف في وجه المعتدي كواجبٍ ومسئولية مجتمعية تجاه المسيء والمتعدي.
وأضفت مؤكدًا أن المجتمع الملائكي هو الذي لا تقع فيه الاخطاء، وهو غير موجود.
أما الذي أبحث عنه هو المجتمع البشري الذي لا يترك المسيء يتعدى حتى يحفظ لكل مواطن حقوقه بشكلٍ فاعلٍ وعادلٍ ونزيه.