م.اشرف الكرم يكتب ..الصالونات الثقافية، غابت لتعود


لاشك في ان الصالونات الأدبية والثقافية التي كانت تُعقَد منذ عقود، قد شكلت الحياة الثقافية وأثرت جوانبها وتدخلت في كل مفاصل الحياة الأدبية والفنية والثقافية، بل والسياسية أحيانًا، ولم نجد عبر التاريخ الحديث أداةً تقارب تلك الصالونات في أهميتها.
ولقد سطر لنا تاريخنا الحديث الكثير من تلك الصالونات الراقية عبر عقود، كان منها -على سبيل المثال- صالون "مي زيادة" التي أتت من فلسطين لتجمع رواد الأدب والثقافة والفنون على أرض مصر في صالونها، وكذلك صالون "العقاد" وصالون "احمد تيمور" وغيرها من تلك الصالونات التي مازلنا نذكر أثرها الكبير في مسيرة الحركة الثقافية الحديثة، وكيف هي أضافت في معركة الوعي التي لن تنتهي أبدًا.
وفي الحقيقة، لا يُنكر أحد أهمية وجود تلك الصالونات في تنوير العقل الجمعي للمجتمع، وكيف تُقدم المعرفية بشكل أدبي وفني أخّاذ، ولقد بحثت كثيرأ عن تلك الصالونات في محيط مدينة أكتوبر ولم أجدها.
حتى دعيت منذ أيام إلى تدشين اول لقاء من لقاءات صالون *أسامة قاسم" الثقافي، والذي وجدت فيه ضالتي من حيث تقديم جرعات الوعي الثقافي والأدبي للمدعوين.
فلقد وجدت المعلومات المتخصصة من المحاضرين من ذوي الاختصاص.
ولمحت "خفة الدم" المصرية في كلمات الأديب أسامة قاسم، أثناء إدارته الناجحة للقاء، كما انني استفدت من الكلمات التي ألقاها علينا المتحدثين على المنصة، لتكون وجبة دسمة متنوعة بتنوع ثقافات المتحدثين واسعة الطيف.
أتمنى أن تعود لنا تلك الصالونات وتنتشر، وأن تتنوع بتنوع رؤى وتخصص المتحدثين.
إن تدشين صالونًا أدبيا بهذ المستوى المدروس والمُحكم، شيء يدعو للتفاؤل والسرور، وخصوصًا حين يكون الراعي لهذا الصالون أحد أكبر الأحزاب السياسية في مصر -مستقبل وطن- فهذا أيضًا يدعونا لأن نقول: خطوة موفقة من حزب يعمل بالسياسة، ويقدم للناس ما ينغعهم في المحور الثقافي الفكري، مما يدعونا للفخر والامتنان.