” المجلس الوطني للتعليم” علي مائدة الحوار الوطني....بقلم دينا شرف الدين
أ. دينا شرف الدين المصريين بالخارجو بما أن أهم موارد تشكيل الوعي المباشر هو (التعليم ):
و الذي تعتبر المنظومة التعليمية القائمة هي مصدرة الأساسي ،و كلما ارتقي هذا التعليم و ازدهرت منظومته و آتت أُكلها و حققت أهدافها ارتقي المجتمع من خلال إخراج أجيال من المراحل التعليمية المختلفة قد استوعبوا و تعلموا ما يقدم لهم من مناهج موضوعة بعناية تضاهي أحدث طرق التعليم التي يعمل بها العالم ، لا إخراج أجيال من حاملي شهادات تعليمية غير ذات قيمة عندما يخرج هذا الطالب ليس أسعد حالاً مما دخل ، و في هذه الحالة لا تكون هناك أية قيمة لتلك الشهادة التي لا تتعدي كونها مجرد حبر علي ورق .
* فقد وافق مؤخراً الدكتور عمرو هاشم ربيع، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، على فكرة إنشاء المجلس الوطني للتعليم من حيث المبدأ.
وطالب خلال جلسة خاصة لمناقشة مشروع القانون المُحال للحوار الوطني بإنشاء المجلس الوطني الأعلى للتعليم والتدريب ضمن موضوعات لجنة التعليم، و اعتبار هذا المجلس أو تلك المفوضية مستقلة ولها شخصية اعتبارية وأن تكون تابعة لرئيس الجمهورية وليست تابعة لرئيس الوزراء.
وأشار إلى أهمية أن تكون مدة أعضاء المجلس 4 سنوات تجدد لمرة واحدة وليست مفتوحة، إلي جانب إمكانية اقتراح مشروعات القوانين وميزانيات المؤسسات التعليمية، علي أن يقدم المجلس تقرير سنوي وليس كل عامين بحيث تقدم نسخة منه لرئيس الجمهورية 'ليس فقط للبرلمان والحكومة.
و كما نعلم:
فلن تنصلح منظومة التعليم التي تعد علي رأس أولويات إصلاح المجتمع، و المنوط بها إعادة تشكيل وعي أجيال المستقبل بما يتناسب و خطة إصلاح شاملة لما أفسدته سنوات و عقود من التراجع دون وضع خطة طارئة يعمل علي تنفيذها مجلس مستقل من المخلصين و أصحاب الكفاءات كهذا الذي سوف تتم مناقشته بإحدي جلسات الحوار الوطني علي أمل بإقراره و طرحه للتشكيل و العمل بأسرع وقت ممكن.
فإن تحدثت عن " التعليم " و ما أصابه من تدهور بالعقود الثلاثة الماضية ،سأختص التربية التي كانت حتي زمنٍ قريب تسبق التعليم ،
علي سبيل المثال:
-"التربية النفسية":
فلم يعد هناك تربية نفسية بالمدارس مثلما كان بالماضي، إذ كانت بكل مدرسة الأخصائية الإجتماعية بشكل أساسي و التي يلجأ إليها أي طالب يتعرض لمشكلة ما أو يلاحظ مدرسه أنه بحاجة لزيارتها للتحدث معه و التعرف علي ما بنفسه من مشكلات قد تكون السبب في أي سلوك غير مألوف يصدر عنه .
-"التربية الرياضية ":
و التي كانت نشاط أساسي بجميع المدارس و الجامعات ، فقد كانت هناك فرقاً رياضية في كل أنواع الرياضة و علي أعلي مستوي من التدريب و التأهيل لخوض المسابقات بين المدارس و التي كانت عاملاً أساسياً في تربية الأجيال بدنياً،
إذ كنا آنذاك نري اللافتات المكتوبة التي يعرفها كل منا جيداً و يحفظها عن ظهر قلب مثل ( العقل السليم في الجسم السليم ) .
و لكننا بسنوات الفساد التي كانت و في ظل التطورات الحديثة بجميع مدارس الدولة العامة و الخاصة لم يعد هناك حصص مخصصة للرياضة و لا فرق رياضية و لا مسابقات و لا غيره .
-"التربية الفنية":
تلك التي لم يعد لها ذكر من بابه ، فأين المسرحيات المدرسية التي كانت تقدمها فرق التمثيل بالمدارس و تنظم الوزارة لها مسابقات سنوية و أين مسابقات إلقاء الشعر و فرق الرقص و الموسيقي و الكورال و أين حصص التدبير المنزلي و الأشغال اليدوية التي كانت حصصاً أساسية بالجدول الدراسي اليومي ؟
فقد كنت من آخر أجيال سعداء الحظ الذين حظوا بالتربية المدرسية و الجامعية بجانب التربية الأسرية ، لكن بكل أسف لم يعرف عنها أولادي أي شئ !
*إذن فجزء كبير من الجرم الذي أصاب المجتمع في عصبه من الأجيال الجديدة بالعقود الماضية يقع علي عاتق التربية التي فارقت منظومة التعليم قبل أن يفارق التعليم نفسه منظومته البالية.
و لكن :
في ظل إرادة الدولة و قيادتها التي انتفضت لإصلاح ما أفسدته السنوات بكل المناحي و المجالات بطريقة متوازية ،
قد تم وضع خطة لتطوير منظومة التعليم وفقاً لمعايير مدروسة لإعادة إدراجها بالتصنيف العالمي بعد أن خرجت منه بفعل سنوات الإنحدار و الفساد الذي نال من كل شئ.
إذ أصرت ألا تستسلم لإحباطات لا أول لها من آخر من قائمة طويلة تضم هؤلاء المنتفعين الذين لا يسعدهم و لا يتناسب و أهوائهم أن يتم تطوير منظومة التعليم المهلهلة التي أطاحت بمستقبل أجيال بعينها من الجهال الحاملين لشهادات جامعية بمختلف التخصصات
و ما زالت عملية الإصلاح مستمرة ، و ما زلنا بانتظار عودة المنظومة التعليمية لسابق عهدها و بكامل إمكاناتها التي كانت تهتم بالتربية إلي جانب التعليم بل ربما تسبقه ،
فكلما ارتقي مستوي التعليم بأمة ارتقت مستويات وعي و أخلاق مواطنيها درجات.