م.اشرف الكرم يكتب ..”كلمات متقاطعة في المقاطعة”


وحيث أنني لست بصدد الاصطدام بالعقل الجمعي المجتمعي، فيما يخص المقاطعة للمنتجات التي يتم تصنيعها في مصر، ولا أود الدخول في دهاليز الجدالات حين نفتح ملف جذب الاستثمارات الأجنبية والتي تقدم لها الدول الأخرى تسهيلات كبيرة لمجرد أن تجتذبها لبلادها، وتقوم على تحسين البنية الأساسية التحتية لتكون تلك الدول مناخا خصبا ومناسبا للجدوى الاقتصادية للمشروعات الإنتاجية، مما يعود بالطبع على أبنائها بفوائد، منها تقليل البطالة وفتح أبواب الصناعات المساندة وغير ذلك،، مما يعمل على تقوية الاقتصاد فيها.
وحيث أنني قررت عدم الحوار في هذا المحور، لأنه شائك ومحفوف باتهامات التخوين والتلقين والتهويل والتهوين، فقد ركزت في مقالتي اليوم على المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج، وبتصنيع تام وكامل من خارج مصر، وهي ليست إلا منتجات استهلاكية أو ترفيهية لا ينبني عليها صناعات وطنية داخل مصر،
وهذه المنتجات -وهي شهيرة وكثيرة- عليها طلبًا واسعًا واستهلاكًا كبيرًا، رغم أنها لا تُنتَج في مصر، ورغم أنها تدخل في قوائم المقاطعة بوضوح، ولا تفتح بيوتا مصرية من خلال العمالة، وليست تمثل شيئًا في اقتصادنا القومي، ومع ذلك ألاحظ الطلب العالي عليها.
ولا نغفل أيضًا، أن استيراد تلك المنتجات المصنعة خارج مصر، يمثل ضغطًا على طلب العملة الأجنبية في الداخل، مما يؤثر سلبًا في قيمة الجنيه المصري أمام الطلب العالي لها.
في الحقيقة لا أدري لماذا لا يتم التركيز على تلك المنتجات المصنّعة بكاملها خارجيًا، ولا أدري لماذا لا يتم إعلاء الصوت الإعلامي الشعبي لتوعية الناس بمقاطعة تلك البضائع التي لا نستفيد من ورائها إلا الترفيه والتسلية، والضغط أيضًا على السوق المالي المصري بشكل يضرنا بشدة.