عمرو المصرى يكتب ”مصرنا الحبيبة”
هذا الوطن العريق مصر، والذي داهمته أعتى غزاة الزمان، من مغول، وحملات صليبيية، وحملات استعمارية استهدفت كيانه التاريخي، هذا الوطن "مصر "رغم ضراوة الكوارث، وسيل الإخفاقات المتلاحقة، وهول الضربات التي تعرض لها ولازالت، إلا أنه لا يموت أبدا، لكنه يمرض حينا من الزمان ..
وحتما يأتي أوان تعافيه وشفائه، وإذا ما استسلم هذا الوطن لليأس ساعة، حينها يموت حتما، .. فهو وطن أبي شامخ لا يبيت علي ضيم، ولا يعرف أهله من الشرفاء لليأس سبيلا.
هكذا قال التاريخ في شأن مصر، كما قال في شأن غيرها من أمم أخرى قد اختفت من الوجود، لما تجاهلت الإصرار وعزفت عن الصمود، وتخلت عن النضال، وتركت موقعها من الثبات والصبر، فحقت عليها حكمة التاريخ حين زالت وانمحت من الوجود، ولم يبق لها أثر .
لا تسمعوا للبائسين المهزومين ضعاف النفوس من بعض أبنائها، أولئك الذين يبشرونكم بضياع مصر، هؤلاء ضحايا صراع طويل بيننا وبين أن نستسلم للهزيمة، هؤلاء قد خسرناهم حين خسروا هم أنفسهم، لما تلبستهم ثقافة الهزيمة، وجلد الذات، والنواح والبكاء علي ما ضاع.
ويبقي لهذا الوطن الصابر الصامد من هم على العهد مرابطون، يبثون في الناس بشارة الخلاص والنجاة، كما يبثون فيهم أمل اقتراب بزوغ فجر مصر الوضاء، وهو يلوح لنا في الأفق البعيد، ينادينا : أن اثبتوا علي إصراركم، فأنا قادم إليكم بأمر السماء لتبقى مصركم كما بقاء الدنيا .. نعم لتبقى مصر .. ففي بقاء هذا الوطن الصابر المرابط على ثغر الأمل بقاء للإنسانية جمعاء ..
كل عام وحضراتكم بألف خير وأحسن حال .. اللهم اجعله عاما سعيدًا على مصرنا وأمتنا العربية والإنسانية جمعاء .. كل عام وشعب مصر بخير وسلام .. اللهم اجعله عاما تتحقق فيه الأماني والآمال، وتنفرج فيه كل ضائقة أو تزول ..
المجد والخلود لمصر الحضارة والتاريخ .. العلياء والسؤدد لشهدائها الأبرار .. العز والفخار لشعبها الأبي .
