×
21 محرّم 1446
27 يوليو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

رامي علم الدين يكتب ”كدة رضا ”

المصريين بالخارج

ن السعى دائماً إلى إرضاء الآخرين يبدو إهمال للذات، لكنه من أكثر السلوكيات أنانية ، إذ أن إرضاء الناس ينبع دائما من الخوف وإنعدام الأمان والحاجة إلى الشعور بالامتنان ، إستناداً إلى الأعتقاد المُحزن بأنك لست كافياً ، وإنك بحاجة إلى رفع قيمتك بين الناس من خلال تلبية أحتياجاتهم ورغباتهم على حساب نفسك، يزداد الشعور بالإجبار أو الاكراه على الشىء تعقيداً من خلال بقعة الضوء ، حيث يكون لدينا إعتقاد مشوه ، بأن الجميع يراقبوننا بأستمرار، ويقومون بأنتقادنا دوناً عن غيرنا ، وهو ما يُعد شعور ضار للأشخاص العاديين ولكنه أسوأ بالنسبة لمن يسعون لإرضاء الأخرين ، لإنه يرفع مستوى الخوف لديهم الى مستويات جديدة مما يتسبب فى إرتكاب عدد من السلوكيات الضارة اهتزاز الثقة بالنفس .

لا يوجد خلاف على أن إرضاء الأخرين فعل مؤذى فقد تحصل بالتملق الذي تسعي إلىه ، ولكن لوقت قصير الأجل، يوجد أسباب عديدة وراء شعورك بالرغبة نحو إرضاء الأخرين ، والتى تبدأ من المعتقدات التى نتمسك بها عن أنفسنا والتى تتمثل ببساطة فى كوننا نشعر بأننا أقل من غيرنا شأناً بطريقة ما ، أو بأخرى مما يدفعنا إلى أن نتبنى أفكار داخلية لإرضاء الناس بل وتعزيز تلك الرغبة فى واقع الأمر، المفهوم الخاطىء للعلاقات، وفكرة أنه يجب أن تكون خدمة الأخرين على رأس أولوياتك حتى لو كانت على حساب نفسك وإذا كنت تمتلك هذا الأعتقاد فسوف تشعر بالذنب إذا حاولت أن تتصرف بطريقة غيره أو طريقة ضده، الشعور بالدونية ، فإذا كنت لا تشعر بأنك مساواً للأخرين فى القيمة ، أو أن الأخرين سيتقبلونك من أجلك فحسب ، سترى ان فرصتك الوحيدة معهم هى التراجع عما تريد وإتباع أهواء الناس، فلقد تعلمنا فى طفولتنا أن الكرم واللطف سمات رائعة ، لكن البعض منا يتمادى فى ذلك ويأخذ الأمر فى منحنى بعيد جداً ، فيظن أن فكرة إعطاء الأولوية لنفسه هى نوع من أنواع الأنانية والسلبية لذلك يعمل دائماً على تفضيل مصلحة الأخر على مصلحته الشخصية، يخشى الكثير من الأشخاص اللذين يتعمدون إرضاء غيرهم فكرة المواجهة إذ إنهم يكرهون التوتر وعدم الراحة ويبذلون قصارى جهدهم فى تجنب تلك المشاعر كمن يخشى فكرة تلقى مخالفة ويصب جم تركيزه على وجود الردار دائماً، لذلك يجب عليك ان تسعى إلى إعادة برمجة معتقداتك ، حيث أن سلوك أرضاء الأخرين يجعلك تتبنى بعض المعتقدات الراسخة ، والتى تتطلب إعادة البرمجة ، ويعد العلاج السلوكى المعرفى أحد العناصر الأساسية فى تغيير تلك المعتقدات، كما يجب أن تُصبح أكثر أنانية فى بعض الأحيان ، لأنه لدينا اعتقاد بأن الانانية هى سمة سيئة ، على الرغم من أن الحقيقة هى انك يجب أن تكون انانيا ، حتى لو كنت تٌريد خدمة الاخرين ، لإنه حينها فقط سوف تستطيع ان تقوم بخدمتهم بكامل طاقتك، فالأنانية لا تُعنى إهمال الاخرين وإنما تُعنى ببساطة إعطاء الاولوية لجسدك وعقلك .

يجب أن تقبل وتُحب نفسك ، وأن تكون أكثر تعاطفاً مع نفسك وتفهم أن القبول هو أختيار وعادة ما يكون خيار غاية فى الصعوبة بسبب المعايير والتوقعات المستحيلة التى تضعها نصب عينيك يجب أن تؤمن بأن الحزم ليس صفة سيئة أيضاً ، أترك ماضيك خلفك ، فرغم أنه يشكل ذاتك إلا أنك لست تجاربك وذكرياتك وحاول أن تٌدرك أنك تتصرف بدافع الماضي أو بدافع إرادتك الحرة، كن قوياً تحت الضغط فعندما تتوقف عن إرضاء الآخرين ستواجه بعض ردرود الفعل الغاضبة ورغم أنه ليس خطأهم لإنك رفعت سقف التوقعات لديهم ، إلا إنه هذا هو المكان الذى يجب ألا تستسلم فيه تحت الضغط كما كنت تفعل فى سابقا، وسوف يستغرق الأمر لحظات من الإرادة القصوى ومن ثم سيصبح أسهل فى كل مرة بعد ذلك، توقف عن تحمل مسئولية مشاعر الاخرين وسعادتهم ، كل شخص مسئول عن عواطفه وسعادته لست بحاجة الى أن تكون وصياً عاطفياً لأحد ، خاصة إذا كان ذلك يُشكل ضرراً بالنسبة لك، إن الحدود القوية والواضحة واحدة من أفضل أساليب الدفاع ضد الرغبة فى إرضاء الآخرين والأشخاص الذين قد يجعلونك تفعل ذلك ، والتى لا يجب عليك الاحتفاظ بها لنفسك ، أوجعلها تبدو مرنة للغاية، بحيث لا يرى الناس سبباً للالتزام بها ، بل يجب عليك إيضاحها بوضوح وتنفيذها بدون استثناء، إنك تحتاج إلي توضيح حدودك أولاً من خلال أستكشاف القيم الأساسية ، وهذه هى الطريقة التى يٌمكنك من خلالها أن تعرف ما يجب عليك حمايته ،وما يٌمكنك التخلى عنه، ثم قم بتوصيلهم للآخرين ، هناك جانب رئيسى آخر وهو تخيل النتائج ، ومن ثم تطبيقها وهو ما يحدث عندما يحاول شخص ما إنتهاك حدودك بعد ان أبلغته بها ، ويمكن لهذا الجزء أن تٌحدده حسب ما تريد شرط ان تفعل شيئاً ولا تقف ساكناً ، وإلا سيؤدى ذلك إلى إمتلاك حدود يسهل أختراقها وهو الأمر الذى سيصبح بمثابة عدم وجود حدود على الأطلاق ، ومع ذلك فأعلم أن تلك العواقب لا يمكن ان تكون جامدة للغاية .

لسوء الحظ ستتلقى دائماً نوعاً من ردود الفعل السلبية تجاه حدودك وهو شىء يجب أن تكون مستعداً له لكنه سيكون صعباً رغم ذلك ، فلا يٌحب الناس أن يشعروا بالرفض ولكن هذا يجب ان ينعكس عليهم وليس عليك كشخص، يعتبر قول لا من أصعب المواقف فى الحياة اليومية لإنه مواجهة صغيرة فى كل مرة ، ولكن هناك العديد من الطرق لجعل هذا الجزء من الحياة أكثر سلاسة وأقل توتراً، هناط طرق لا حصر لها لقول لا أنت تعرف القليل منها بالفعل والتى تتضمن الطريقة الأبسط لا جملة كاملة وإفهم أن الناس سيمتلكون رد فعل قوياً إذا كان لديك تاريخ من إرضاء الأخرين، كما عليك مقاومة اللحظة التى تشعر فيها أنك تريد فيها النقاش حول الأمر، أتذكر في خاطري عدد الحوادث والمشاكل التي مررت بها، وتدميري للكون من حولي عمداً ثلاث مرات لأني لم ارض بما هو متاح بل بما انا اريده فحسب، أتذكر طلقات الرصاص من حولي وفى جسدي في سنوات العمر الضائعة ، واوقن اننى لن اغادر هذا العالم بهذم النتيجة والشعور، ولكن ذلك القلب الذي لا ينتمي لهذا العصر سوف يتوقف يوماً ما فحسب دون ان اتعفن حتى الموت بداء السرطان او يتجلط الدم بغتة في رأسي، لست حزيناً على ما حدث،

بل ما كان يجب ان يحدث ولم يحدث، وينتهي الامر على يد حزن يليق بالنبيل الذي عاش في هدوء راهباً لمبادؤه، ونودع زمن أشباه البشر مرضى جفاف المشاعر والأحاسيس الذين يحيطون بنا من كل مكان ، زمن البرود وإدعاء الإنسانيات وادعاء العاطفة وتزييف المشاعر.
كتاب "مبدأ التعايش السلمي"

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 07:57 صـ
21 محرّم 1446 هـ 27 يوليو 2024 م
مصر
الفجر 03:31
الشروق 05:11
الظهر 12:02
العصر 15:38
المغرب 18:52
العشاء 20:20