رامي علم الدين يكتب ”عودة طابا انتصار الدبلوماسية المصرية ”
رامي علم الدين المصريين بالخارجفماذا جنت مصر من إتفاقية السلام؟
يحل اليوم 19 مارس، ذكرى عودة طابا إلى السيادة المصرية عام 1989، فترة تولي الرئيس الأسبق مبارك، قصة عودة طابا بدأت بتوترات استمرت لسنوات بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 1979عهد الرئيس السادات الذي نجح في استعادة سيناء كاملة بعد حرب التحرير 1973، والتي ساهمت في تحرير التراب المصرى ونصف الجولان السورية في آخر الانتصارات العربية علي الكيان الصهيوني الغاشم .
نصت المعاهدة على سحب إسرائيل لكامل قواتها من شبه جزيرة سيناء بحلول إبريل 1982،لكن إسرائيل أثارت أزمة تعرقل مرحلة الانسحاب قبل شهر واحد من إتمامها، حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، في محاولة لضم منطقة طابا إلى إقليمها، إلا أن الدبلوماسية المصرية كانت حاضرة ونجحت في التفاوض الدولي من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة في ادارة ملف التحكيم الدولي بنجاح وجدار، ونجحت في إجبار الكيان الصهيوني الانسحاب الكامل، ورفع علم مصر خفافا علي الحدود المصرية في لحظة خلدها التاريخ الحديث، حرصاً من مصر على إتمام الانسحاب وتنفيذ شروط معاهدة السلام، اتفق الطرفان على تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع وفقاً لقواعد القانون الدولي.
" أسعد أيام حياتي يوم رفعت علم مصر فوق أرض سيناء "
طابا، 19مارس1989،وأعظم ما قيل في حق سياسة الرئـيس مــبارك بلسان العدو وبشهادته "إن المصريين تمسكوا بطابا مخاطرين بالسلام نفسه من أجل الكبرياء الوطنى واسترداد كامل اراضيهم"، إسحاق شامير رئيس وزراء أسرئيل فى مذكراته عن طابا، الـرئـيس مـــــبارك" إسرائيل كانت تحاول أن تراوغ بكل الصور كما تفعل مع الجولان ، وأن تحتفظ بطابا بحجة أنهم يمتلكون فندقًا هناك ، وهو على مساحة كيلو متر فقط ، لدرجة أنهم جاءوا فى مارس 1982 قبل الانسحاب بشهر، وقالوا إن طابا ليست من الحدود التاريخية لمصر، وذلك حتى يتأخر الانسحاب المقرر فى المرحلة الثالثة "، وبرغم كل شئ سعينا لاسترداد طابا والتى أثبتت الوثائق التاريخية أحقية مصر فيها، موقفى كان صارما أمام الجميع، الذي جعل أسرائيل اضطرت إلى قبول التحكيم الدولى، وتم تشكيل لجنة على أعلى مستوى لاسترداد طابا، وكنت صبورًا جدًا لأبعد مدى أمام مراوغة إسرائيل فى تنفيذ حكم استرداد طابا حتي استرددنا ارضنا بالكامل .
ومن التاريخ الصورة لــ الرئيس مبارك و د/عصمت عبد المجيد وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسرئيلي شمون بيريز خلال قمة مباحثات طابا بالقاهرة في 1 سبتمبر 1986، ان أعظم لحظات التاريخ الحديث رفع العلم المصرى علي ارض طابا حتي اليوم شاهدنا علي فرض الارادة المصرية وسيادة قواتنا المسلحة الباسلة على كامل أراضيها.
ما أشبه اليوم بالبارحة ومع تجدد محاولات التمدد و الاختراق، تقف قوى الشر أمام الإرادة المصرية عاجزة عن تنفيذ أي مخطط للتهجير القصرى لسكان قطاع غزة، وتقف مصر بكل اجهزتها ومؤسساتها الوطنية حائط صد منيع ضد محاولات تهويد القضية الفلسطينية، ومحاولة حل القضية علي حساب الأشقاء العرب، تقدم مصر كل ما لديها من إمكانيات ومساعدات لدعم المقاومة الشعبية داخل القطاع، ولعل الدبلوماسية المصرية تقيد معارك قضائية في المحكمة الدولية لادانة العدو الغاشم، وإظهار جرائمه أمام العالم.