*أميرة البيطار تكتب *ومضات رمضانية(نساء حول الرسول)*

ومضات رمضانية..اخترتها لكم لتدخل بيوتنا في هذه الأيام المباركة الجميلة لنأخذ منها عبرة ونخرج منها بقدوة.. تلك الومضات ستكون عبارة عن شخصية إسلامية التفت حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنأخذ منها قصة وعبرة ؛ كان ومازال القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة هما قدوة وقرار يصلح لتربية أنفسنا وتهذيبها؛ وكذلك أولادنا وبناتنا.

والقصة هذه المرة فيها عبرة جميلة ورائعة جدددًا ؛ ألا وهي أن قدر الله تعالى لنا هو الأفضل والأصلح؛ فما نعتقد انه أُخذ منا لم يكن إلا لأن الله عزوجل لديه الأفضل لنا... يخبئ لنا من الخير مالا ندركه ولايخطر ببالنا..... فعندما يُذهب شيء أو شخص أو عمل أو أي شيء في الحياة كما فعل مع شخصيتنا الجميلة والذكية السيد؛ *"حفصة بنت عمر بن الخطاب*" .. رفضها أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان ليتزوجها الرسول..

لم يشهد بدرًا من بني سهم سوى رجلًا واحدًا فقط، وهو الصحابي خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي، فهو كان صاحب هجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها، ثم هاجر إلى المدينة وشهد غزوة أحد وأصيب فيها ثم توفي على إثر هذه الإصابة، ليترك السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة شابة تبلغ من العمر فقط 18 عاما.

شعر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحزن على حال ابنته، خاصة وأن حدادها على زوجها امتد لأكثر من 6 أشهر، وفكر في أن يختار لها زوجا يراعيها، وبعد تفكير طويل استقر على أبي بكر الصديق، فهو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أن كبر عمره سيجعله يحتمل طبع حفصة، حيث كانت شديدة الغيرة وصارمة الخلق، وأصابها الترمل ببعض الضجر.

عرض عمر بن الخطاب على أبو بكر الصديق رضي الله عنه الزواج من ابنته حفصة، وتوقع أن يرحب الصديق بالفكرة، ولكنه صمت عندما سمع مقترح عمر ولم يجبه، فشعر عمر بالغضب لأن صديقه رفض الزواج من ابنته بعدما عرضها عليه.

وتوجه عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى بيت عثمان بن عفان، حيث أصيبت زوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم بالحصبة بعد عودتها من الحبشة والمسلمون يحاربون في غزوة بدر، ثم توفاها الله تعالى بعدما تم إعلان نصرهم في الغزوة، فرأى عمر أن ابنته حفصة ستكون مناسبة لعثمان بن عفان، فطلب منه عثمان أن يهمله بضعة أيام ليفكر، ثم قال له في النهاية "لا أريد أن أتزوج اليوم".

شعر عمر بالغضب والحزن الشديد على ابنته فذهب يشكو أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشرح له أنه تم رفضها من أبو بكر ومن عثمان، وتأتي هنا العبرة التي نرجوها ونرجو أن نتعلم منها ألا وهي ماقال خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه...فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "يتزوج حفصة من هو خير من أبابكر ، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة".

فرح عمر بن الخطاب فرحا شديدا وزال عنه شعوره بالمهانة لرفض ابنته، وخرج من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبر المدينة كلها بخبر الخطبة المباركة، ولقيه أبو بكر الصديق فهنئه قائلا، "لا تجد عليّ يا عمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة، فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لتزوجتها"، ثم ذهب أبو بكر لمنزل بيت ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها ليهوّن عليها خبر زواج الرسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، بينما ذهب عمر ليبشر ابنته بالزيجة السعيدة.

باركت المدينة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من حفصة تكريما له، ومواساة لجراح حفصة الأرملة الشابة، وبعدها بفترة وجيزة في السنة 3 من الهجرة تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه من أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم.