ابتسم واطمئن ولاتخزن

بقلم : التميمي الحبال 
لا شك أن البسمة حين تخرج من القلب تنير الوجه وتجعله كالشمس الساطعة وسط النهار.
إن البسمة والفرحة بلسم الهموم والأحزان....وحسنات توضع فى ميزان العبد بلا نقصان.
-لقد كان النبى الكريم يبتسم ويضحك أحيانا حتى تبدو نواجزه .
وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقول:إنى لأضحك حتى يكون إجماما لقلبى،.
*قال صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة....).
ما أكثر الصدقات التى نضيعها بسبب التجهم والعبوس وتقطيب الوجه .
إن بعض الناس يظن أنه إذا ابتسم قلت هيبته، وأنه إذا عبس وكشر في وجوههم وتجهم ،ازداد احترامهم له .وهذا خطأ فى الفهم والتصور ؛لأن الناس لا يحترمون من هذا حاله ،بل ياجنبونه ويفرون منه.

والإبتسامة تنفع صاحبهاقبل غيره،فبسببها يشرق الوجه ،ويتدفق الدم إليه،ويظهر بريق عينيه.وهى بمثابه تمرين لعضلات القلب .

قال الصادق المصدوق (روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كان عميت).وإن البسمة تسرى فى النفس ،فتشيع فيها الأمن والفرح والسرور ،وتذهب الأحقاد،وتقضى على العداوات والبغضاء،وهى بمثابة هدية يهديها المبتسم إلى المبتسم له،فلا تحرم نفسك من الابتسام تسعد ويسعد الٱخرين .

ونحن نعلم أن ديننا هو دين الوسطية والاعتدال فى كل شئ،فلا يجب أن يكون المسلم عبوسا كشر الوجه مخيفا بتقاسيم وجهه العابس ، كما يجب ألا يكون مقهقها دائماً بلا انقطاع وإنما يتوسط بيب هذا وذاك بلا إسراف.
قال صلى الله عليه وسلم (لا تكثر الضحك،فإن كثرة الضحك تميت القلب).ونحن نعلم أنه من نعيم أهل الجنة الضحك (فاليوم الذين ٱمنوا من الكفار يضحكون).

قال أحدهم (ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط،بل هم كذلك أقوى وأجدر على القيام بالأعمال،وأكثر تحملا للمسؤولية،وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب،والإتيان بعظائم الأمور التى تنفعهم وتنفع الناس.

لو خيرت بين مال كثير ومنصب رفيع ،وبين نفس راضية باسمة ،!
ماذا سوف تختار؟
أما أنا فسأختار الثانية ،فما فائدة المال مع العبوس؟!
وما فائدة المنصب مع انقباض النفس والخوف والقلق؟!
وماذا يعنى كل هذا فى الحياة إذا كان صاحبه ضيقا حرجا كأنه راجع من جنازة حبيب!؟
وكيف حال الزوجة إذا قلبت بيتها جحيما ؟!
وما حال زوجة ليس لها قسط من الجمال إنما قلبت بيتها وزوجها حبا وابتساما ؟!

لا قيمة البسمة إلا إذا كانت منبعثة من واقع حياة الفرد.

الزهر باسم والغابات باسمة،والبحار والأنهار والسماء والنجوم والطير باسمة.والانسان بطبعه باسم ،لولا ما يتعرض له من أطماع وأحقاد وشرور قد لا يكون له دخل فيها.

من أجل ذلك وبسببه لا يرى الجمال من عبست نفسه ولا يرى الحقيقة من تدنس قلبه.كل منايرى الدنيا من خلال عمله وفكره وما يجول فى نفسه ومخيلته.

فإذا كان العمل طيبًا والفكر نظيفًا والبواعث طاهرة ،...كان منظاره الذى ينظر به نقيا ورأى الدنيا جميلة كما خلقت .

هناك أناس يستطيعون تحويل كل ششى شقاء،ونفوس أخرى تحول كل شقاء سعادة،المرأة فى البيت لا تقع عينًا إلا على الخطأ،اليوم أسود فقد كسر طبق ،هذه تحول سعادتها شقاء، وهناك أخرى مها حدث تتقبله بنفس راضية فتلك تحول الحزن فرحا والشقاء سعادة.

الحياة فن صعب التعلم لا يأتى تعلمه إلا بالمثابرة،والخير والانفع للإنسان أن يجد ويجتهد فى وضع الأزهار والرياحين فى حياته،من أن يتعب فى تكديس المال فى جيبه. 

أكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة،وإنما يفتحونها لجمع المال .
يمرون على الحدائق الغناءبأزهارها ومياهها المتدفقة والطيور المغردة فلا ينتبهون لهاولا يأبهون(شغلتنا أموالنا وأنفسنا).
لبس عبس النفس والوجه كاليأس ،إذا ما أردت الابتسام فحارب اليأس .

إن الفرصة سانحة لك والنجاح مفتوح باله لك والناس ،فعود عقلك تفتح الأمل وتوقع الخيرفى المستقبل.

النفس تعطيك من الهمة بقدر ما تحدد من الغرض .
حدد غرضك وليكن ساميا صعب المنال واخطو إليه خطأ وئيدة ،وتمسك بالأمل واحرص عليه بدوام البسمة ولا تنظر إلى اليأس ولا تتعرف طريقه تطمئن حياتك .
أيا هذا الشاكى وما بك داء 
كن جميلا ترى الوجود جميلًا .
يقول إيليا أبو ماضى :
فاضحك فإن الشعب تضحك والدجى
متلاطم ،ولذا نحب الأنجما
قال :البشاشة ليس تسعد كائنًا..
يأتى إلى الدنيا ويذهب مرغمًا
قلت:ابتسم ما دام لبنك والردى
شبر،،فإنك بعد أن تتبسما
وهكذا ابتسم واطمئن للحياة ولا تحزن أسأل الله العظيم أن يجعل البسمة والتعليم غايتنا فى الحياة.