”“الانتماء القوي الخفي ”“بقلم م.اشرف الكرم
إذا ما طالعت الصحف عزيزي القارئ، والتي تصدر في مصر وكذلك المواقع المصريه على شبكات منصات التواصل الاجتماعي، ستجد أن العنوان الرئيسي لما تقوله عناوين تلك الأخبار، أنها تعبر عن تضجُّر جموع هذا الشعب من الضغوط الاقتصاديه وضيق العيش وما الى ذلك، وقد يغالي البعض ممن لا يحبون الخير لهذا البلد ليتوقعوا حدثًا سيئًا قد يحدث في مصر، بناءً على تلك الأخبار والمناقشات التي تدور عبر تلك المنصات المختلفة.
لكن الأمر اللافت والذي يعبر عن معدن هذا الشعب الأصيل، ومدى انتمائه القوي جدًا والذي أعتبره انتماءً خفيًا مخفيًا، قد لا يراه إلا مَن يغوص في عمق حضارة هذا الشعب وشدة حبه لأرضه -رغم أي معاناة- بشكل منقطع النظير.
فما أن يحدث حدثٌ ناجحٌ على أرض مصر -مثلما حدث في مؤتمر السلام بشرم الشيخ منذ أيام- إلا ورأينا هذا الشعب العظيم ينتفض حبًا لوطنه وإدارة وطنه، ولكل ما هو مصري في هذا المؤتمر، ويتفجر الاعتزاز بالمِصرية والمواطنة في كتابات الكثيرين من المصريين على تلك المنصات، والتي امتلأت بكلمات المؤازرة والمناصرة لكل ما هو مصري، كنتيجة مباشرة لهذا المؤتمر الناجح والذي قامت به الإدارة المصرية بكل احترافية.
وها نحن اليوم نتابع الفرحة الغامرة التي تغلغلت في صفوف الشعب المصري جراء الإعدادات الجارية لافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم، وما يصاحبه من دعوات لزعماء ورؤساء وملوك دول العالم، وكيف امتلأت صفحات منصات التواصل الاجتماعي بصور المصريين والمصريات بالزي الفرعوني، وكيف يتفاخر كل مصري بهذا العمل العظيم الذي تقدم فيه مصر هدية ثقافية أثرية للعالم أجمع، مما سيكون له أبلغ الأثر في زيادة عدد السائحين والذين تستهدفهم مصر ليصل العدد إلى 50 مليونًا تباعًا إن شاء الله، بخلاف الأثر التثقيفي الذي سيربط بين الأجيال الحالية وتاريخنا المصري القديم، لتأصيل الهوية وإدراك النجاح الذي كان منذ الاف السنين، وربطه بنجاحات اليوم والذي منها إنشاء هذا المتحف.
وبالطبع لا يخفى علينا وجود البعض ممن لهم أيدلوجيات متضادة مع فكرة نجاح اي عمل على أرض الوطن، لنجدهم يحاولون أن يقللوا من قوة النتائج الإيجابية لتنفيذ هذا الصرح الأثري العظيم، وليكرروا النقد الذي وجهوه سابقًا لكل نجاح تم، حين بدأ تسليح الجيش وتقوية القوات المسلحة، وحين بدأت الإدارة المصرية في تنمية وتطوير المحاور المرورية والطرق السريعة والكباري الداخلية، إلى غير ذلك، حيث يوجِّهون مثل هذا النقد لأي بناءٍ يتم على أرض مصر، متجاهلين كل النتائج الإيجابية التي ستحصل عليها الأجيال القادمة، كنتيجه مباشرة لأعمال التطوير والتنميه والبناء على أرض الوطن.
إن فرحة المصريين التي تطفو على سطح الأحداث اليوم، والتي تطغى على أي تضجُّر بسبب الضغوط الاقتصادية، لهي دلالةٌ واضحة على عمق الانتماء لهذا الوطن بشكلٍ قوي ومُلفِت، حتى لو كان انتماءا مختفيًا لا يظهر إلا في وقت الفرح أو الشدائد.


















