متحف النيل في محافظة أسوان شاهد على حضارات عاشت على ضفافه

تقرير :سامح طلعت

كان من الطبيعي أن يكون لنهر النيل العظيم الذي قدسه المصريون القدماء، متحفٌ خاصٌ به، يحكي تاريخ حضاراتٍ عريقةً عاشت على ضفافه، وقصص جيران دول حوض النيل الذين ربطت أواصر الصداقة والمحبة بينهم وبين مصر، مما جعل متحف النيل ضمن معالم السياحة في أسوان التي تجذب السياح من جميع بلدان العالم وخاصة من دول حوض النيل الشقيقة.

إنشاء  المتحف بدأ فى عام 2004 إلا أنه تأخر ولكن تم الانتهاء منه وافتتاحه فى يناير 2016 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتزامن مع العيد القومى لمحافظة أسوان.

و المساحة الإجمالية لمتحف النيل تبلغ نحو 11 فداناً، ويشمل" لاند سكيب ومبنى" ويحتوى اللاند سكيب على: "مجرى العيون وماكيت لحيوانات الغابة الأفريقية، وماكيت لوسائل الرى القديمة".

المتحف يتبع وزارة الموارد المائية والرى والهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان، وأنشأ بهدف توطيد العلاقة بين مصر ودول حوض النيل بالقارة الأفريقية والبالغ عددهم 11 دولة، وأيضاً توعية المصريين بضرورة الحفاظ على النيل من التلوث وإهدار مياهه.

فى موقع رائع يطل على خزان أسوان، بُنى متحف النيل الوثائقى، والذى يعد قبلة السائحين الأفارقة وشتى البلاد الأجنبية الأخرى، ويعد أبرز المواقع السياحية للزائرين داخل محافظة أسوان

و منذ افتتاح المتحف وحتى اليوم يتوافد عليه الآلاف من الزوار من كافة دول العالم، وسجل المتحف ما يزيد عن المليون زائر منذ افتتاحه فى عام 2016، 

إضافة إلى أن متحف النيل الوثائقى يستقبل العديد من الزائرين بمختلف الجنسيات يتوافدون على زيارة المتحف، وبعد ملتقى الشباب العربى والأفريقى الذى عقد بمدينة أسوان تضاعفت نسبة الزوار بشكل أكبر للتعرف على حضارة دول حوض النيل، ويحرص كثيرون من مختلف محافظات الجمهورية والدول الإفريقية والعربية على زيارة المتحف بشكل مستمر سواء فى فصل الصيف أو الشتاء ويتوافدون للاستمتاع بهذه التحفة الجمالية.

يجمع المتحف الكثير من آثار الحياة القديمة لدول حوض النيل، مع علامات إرشادية تحكي الكثير عن رحلة النهر الخالد من منبعه في هضبة البحيرات وهضبة الحبشة (إثيوبيا حالياً) وحتى يصب فائض مياهه في البحر المتوسط، كما يجد الزائر توثيقاً للمشاريع المائية التي قامت على مجرى النهر من العصور الأولى وحتى العصر الحديث، ولم يغفل القائمون على المعرض إضافة اللمسات الفنية لفنانين مصر العظام، وأيضاً إضافة الجداريات القديمة التي تظهر الفلاح المصري القديم وعمله في مراحل الزرع والحصاد

ففى مدخل المتحف بوابة ضخمة، كما يوجد 11 سارية ترتفع عليها أعلام دول حوض النيل

يضم المتحف قاعات عرض ومؤتمرات ومكتبة وقاعة كبار زوار ومكاتب إدارية، إضافة إلى موقع عام يشمل منطقة مجرى العيون ومسطحات خضراء.

يتكون المتحف من 3 طوابق، ويضم مئات الصور والمعروضات التى تحكى تاريخ النيل والمشروعات المصرية التى أقيمت عليه.

ويحتوى المتحف على عدد من المقتنيات الأثرية تشمل 250 قطعة أثرية، تسجل رحلة جريان نهر النيل بداية من منابعه وحتى المصب بالبحر الأبيض المتوسط، كما أهدت وزارة الثقافة المتحف 61 لوحة فنية هامة توضح أبرز ما تناوله كبار الفنانين المصريين لرحلة نهر النيل فى مصر.

وداخل المتحف يوجد أيضًا جزء كبير مخصص لعرض تاريخ السد العالى وتوثيق إنشاؤه، بالإضافة إلى تخليد الشهداء الذين سقطوا خلال بناء السد العالى.

كما يتضمن المتحف عرضاً لأهم المشروعات القومية لوزارة الرى، والتى ساهمت فيها بدءًا من القناطر الخيرية أيام محمد على، مروراً بترعة السلام ومشروع توشكى، ونهاية بمشروع 4 ملايين فدان الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما يعرض أعمال الوزارة فيما يخص مكافحة السيول، وما تم إنجازه من سحارة سرابيوم، ومشروعات حماية وإنقاذ نهر النيل.
بينما يحتوى على  أهم الوثائق التاريخية، ومنها وثيقة اتفاقية 59 بين مصر والسودان، ووثيقة حماية نهر النيل، التى وقع عليها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.

شهد المتحف مشروعات جديدة جارى افتتاحها خلال الفترة المقبلة، منها تحويل المتحف لمركز ثقافى يضم مسرح مكشوف يسع 2500 فرد، وملعب رياضى خماسى وغير ذلك، موضحةً بأن هذا المسرح يعد صرحاً ثقافياً شامخاً وتم تنفيذ المرحلة الأولى لإنشاء المسرح المكشوف لمتحف النيل والذى يقع على مساحة 1500 م2 تشمل المسرح ومنطقة اللاندسكيب المحيطة بها وذلك بتكلفة 4,6 مليون جنيه، حيث يسع المسرح حوالى 2500 متفرج ومن المخطط الانتهاء من هذه المرحلة فى نهاية أغسطس القادم لتبدأ المرحلة الثانية والتى تشمل أعمال الكهرباء واللاندسكيب، مشيرة إلى أن الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، زار المتحف وتفقد الأعمال الجارية بالمسرح الكشوف.

ولأول مرة، تم عمل لأول مرة جدارية لأهم زوار المتحف من الشخصيات البارزة من الوزراء والسفراء والفنانين والقيادات المختلفة الذين أثروا المتحف بزيارتهم، حيث أنه من أبرز الزائرين جيهان السادات حرم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ولفيف من الوزراء وسفراء الدول الأجنبية والأفريقية، مؤكدةً أن رسالة متحف النيل هى الحفاظ على المياه ولفت نظر المصريين إلى قيمتها، لذلك يسعى المتحف إلى التوسع فى أنشطته الثقافية والترفيهية لنشر هذه الرسالة بصورة كبيرة.

 وتولى وزارة  الرى تعطى اهتماماً خاصاً بالمتحف نظراً لدوره الهام فى توطيد علاقات مصر مع دول حوض النيل من خلال الروابط الثقافية المتبادلة، حيث تم تخصيص عدة قاعات لكل دولة بحوض النيل تحتوى على مقتنيات ومعلومات خاصة بها لزيادة توعية الزائرين ومدهم بداية معلومات جغرافية وتاريخية عن كل دولة.