ماذا في غبار العواصف ؟
بقلم : أ.د.محمد المليجي
تعجبت كثيرًا لمقال انتشر بين الناس يبشرهم بأن العاصفة الترابية القادمة للبلاد هي نعمة من نعم الله أتت لتقتل الفيروس اللعين والبكتيريا وتطهر الجو من الحشرات والميكروبات وتفيد النباتات والمحيطات بالعناصر الغذائية.
الأعجب أن من كتبها يلقب نفسه بالدكتور فلان ويستعين بأقوال عجيبة يقول إنها من السيرة لفقهاء تشيد بنعمة العواصف والتراب.
منتهى الجهل والاستخفاف بعقول البشر، فتراب العواصف أعزائي كارثة صحية وبيئية تحمل بلايين الجراثيم البكتيرية والفطرية والفيروسات، وتوجد دراسات علمية عديدة كان لي واحدة منها تقول أن الجرام الواحد من تراب العواصف خاصة في بيئتنا الجافة يحمل ملايين من الفطريات والبكتيريا ، ويحمل معه حشرات دقيقة كالاكاروسات والحلم التى قد تحمل الفيروسات المتنوعة.
والمقال السالف ذكره يبين حصر للميكروبات المحمولة بالغبار في شمال إفريقيا وتقدر ب ٧٠٠ نوع من الميكروبات ، منها مسببات أمراض الجلد والعيون والجهاز التنفسي للبشر ومسببات أمراض النبات العديدة من فطريات وبكتيريا وفيروسات.
لذلك فالغبار كارثة صحية يجب الابتعاد عنها بالنسبة للبشر ونفس الشيء بالنسبة للنباتات فينقل مسببات الأمراض ويؤثر على تنفس النبات وعملية البناء الضوئي بالسلب.لذلك كنا ننصح المزارعين بغسيل النخيل من الغبار فيزيد الإنتاج بحوالي ٢٠٪.
الغبار في المنازل أشد وطأة لأن بعض الميكروبات التى تنتقل بالهواء للمنزل تتكاثر بشدة عندما تجد رطوبة ومواد عضوية داخل المنازل وتسبب أمراض تنفسية وجلدية للقاطنين خاصة في المناطق المغلقة.
لذلك لا تسمع لهؤلاء الجهلاء وابتعد عن الغبار بقدر المستطاع.
