زراعة الحُب أم الحَب .....؟ بقلم دكتور / محمد حسن كامل

زَ رَ عَ ..... زرع
حَ صَ دَ ..... حصد
زرع وحصد هكذا علمونا في المدارس أول دروس العلم
في المدارس الإبتدائية
تعلمنا أن لكل رزعٍ حصادٍ
ولأننا بلد زراعي , لابد أ نزرع ونحصد .
ومرت صفحات التاريخ وتراجعت الزراعة , وتراجع الحصاد
كانت لدينا زراعة الحَبَ
وأيضاً زراعة الحُبَ
لدينا الفتحة في الحَبَ
ولدينا الضمة في الحُبَ
والأن ضاعت منا الفتحة والضمة
تراجع الذوق العام في غياب الأخلاق
وضاع الحُبَ والحَبَ
وزرع العلماء القلبَ , ولكنهم فشلوا في زراعة الحُبَ .
الحُبَ بين زرع وحصد
الحب .....!!
تميمة وطلاسم من المشاعر تأتي وتذهب بلا إستئذان ولا بيان ولا برهان .
تهب رياح الحب محملة ببذور هذا الأكسير الساحر
تغير كل شئ وتبدل كل شئ
حاولت أن أفك طلاسم تلك التميمة القديمة التي يرجع تاريخها لتاريخ وجود أدم عليه السلام
تلك التميمة التي حاولت البشرية من قبلي فكها .
ولم ينحج أحد
مثل نتيجة الثانوية العامة في بعض المدارس
لم ينجح أحد
حاولت أن أكون راسباً بدرجة ممتاز
فكتبت في ورقة الإجابة :
الحب هو الإبن الشرعي للمعرفة
لن تجيد السباحة في بحار الحب إلا بالعلم والمعرفة
على الأقل معرفة محبوبك أو محبوبتك
المعرفة هي معين الحب
ولأننا لا ندرك المعرفة الحقيقة عن من نحب
نقع في الفخ
فخ الحب الكاذب
تماماً مثل الحمل الكاذب للنساء
ولاننا تعودنا على ثقافة النقل لا العقل
لم نفهم مفهوم الحب
كلٌ منا يعيش في علبة مغلقة مشبعة بمشاعر نحن حضّرنا غازاتها في معاملنا الخاصة المقدسة .
الحب له منهج مثل أي منهج علمي
يبدأ بالفرضية , ثم ينتقل للنظرية , ويستقر في فلك الحقيقة .
كثيرٌ من قصص الحب تنتهي في سنة أولى حب
في بلاط الفرضية
لانها لم تنعم بالمعلومات الكافية عن طرفي تلك العلاقة
حتى الحب مع الله يتعرض لتلك الأمواج العاتية لعدم توافر المعرفة والعلم بالله
كيف تحب من تجهله ...من لا تعرفه ....من لا تعلم عنه إلا القليل ؟
من هنا تأتي الصدمة
وتأتي الجريمة
كل الجرائم ترتكب باسم الحب
الخيانة باسم الحب
النفاق باسم الحب
الذبح والقتل باسم الحب
السرقة باسم الحب
الحقد باسم الحب
حتى الكراهية باسم الحب
الحب هو المتهم الوحيد في معظم الجرائم
وإذا طرحت السؤال
مجرد سؤال ماهو الحب ؟
تلعثمت كل الألسنة
وتبارت أقواس الفلاسفة
وتغنت كل القلوب العاشقة
لقد خلق الله الحياة للحب
وهبنا حرية الإختيار بالحب دون القهر
حتى العبادة لا تُقبل إلا بالحب
من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
ما احوجنا أن نتعلم ثقافة الحب
في زمن ضاعت فيه معالم الحب
وأضحت كل الجرائم تُرتكب باسم الحب
والحب برئ براءة الذئب
من دم يوسف ابن يعقوب عليهما السلام
هيا نتعلم :
ماهو الحب ؟
وكيف نحب ؟
كيف يعيش بيننا الحب ؟
دعوة من قلب عرف الحب
لكل من احب .
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب