رسالة إلى كورونا

حسن بخيت يكتب :  "رسالة الى كورونا" -------------------------------------------------  كورونا .. لا نعلم هل نحن قدرك أم أنت قدرنا ،، نؤمن بأنك جند من جنود الله ، وجئت بقدر الله ، وبرسالة يعلمها الله ، لكنك : أصبت الجميع بالهلع والفزع والضرر ، الصالح من البشر قبل الطالح ،، المؤمن قبل الكافر ،، التقي قبل الفاجر ،، الفقير قبل الغني ،، المعافى قبل المريض ،، الأمن قبل الخائف ،، الجائع قبل الشبعان ،، اذن ما قصتك ؟ وما رسالتك ؟    عبرت البحار والقارات ، واخترقت الحدود والمطارات ، لم تسلم من زيارتك السفن ولا السيارات ولا الطائرات  دخلت جميع الدول بلا تأشيرة ولا جواز سفر ولا استاذان، لم يستطع أن يمنعك أحد من الدخول ، لا أجهزة تفتيش ولا مخابرات ولا رجال أمن ، وفشلت أقوى الجيوش والمعدات العسكرية في التعامل معك ،  اخترقت أكبر القارات ، وهاجمت أعظم الدول ،وجعلتها ترتجف رعبًا ، .أربكت العالم ، وجعلت سكان الأرض يعيشون في رعب ،،والحياة البشرية تكاد تصاب بالشلل خوفا منك ، تسببت في عزل الدول عن بعضها ، وتوقفت بسببك حركة السفر والترحال ، والبيع والتجوال ، وأغلقت الحدود بين الدول جوا وبرا وبحرا ليعيش سكان الأرض في عزلة اضطرارية مخافة خطرك --  شتت العالم ، وعطلت مدارسه ، والغىيت  مؤتمراته وبطولاته ،، حتى بيوت الله في الأرض أغلقت من غشمك    جعلت العالم كله في حالة تأهب وترقب وكأننا على أعتاب يوم القيامة ،، زادك القتل وهمك الوحيد العدوى والانتشار ، لا توقفك  دبابات ، ولا ترهبك تهديدات ، ولا يخيفك علاجات ولا دواء ... أي غول أنت يا كورونا ؟    اشعلت النار في العالم كله ،، لا تحترم أعراف ولا أحكام ولا قوانين ، من يصاب بك يرتجف ، ومن تتملك منه يموت ،، فرقت بين الأبن وأبيه ،، وفر بسببك المرء من أمه وأخيه ،، قطعت الأرحام ،  فمن يصاب بك يتركه أهله وأصحابه وقومه ويهرب منه الجميع خشية العدوى ،، جعلت المستشفيات مكتظة، وعشرات الآلاف ينتظرون الفحوصات، وجعلت مئات الملايين من المعزولين عن العالم الخارجي خشية نقل الفيروس إلى آفاق أخرى ،، تنتشر بسرعة جنونية ،، لم نرى لها مثيل على كوكبنا ،،ضحاياك في ارتفاع وزيادة ، حتى كعبة الله المشرفة لم تسلم من شرك ولا بطشك ولا غشمك  ، ووضعتها في مشهد قاسي لم تشهده من قبل منذ خلق الأرض ،، أحزنت بسبب فعلتك هذه  قلوب المسلمين ،، وأبكيت عيونهم ،، جعلت صحن المطاف فارغا من المعتمرين والمصلين - بلا طوافين ، ووضعته في مشهد لم يحدث منذ طوفان نوح عليه السلام ..   اذن :  من أنت أيها الغاشم ؟  وما قصتك ؟  ولماذا جئت الى كوكبنا ؟  وماذا تريد ؟  ان كنت جند من جنود الله ، فلا لنا الا أن نستغيث بالله منك .. وان كنت جئت الينا برسالة ،فاتركها،، وغادر وسنقرأ رسالتك .   أما ان كنت جئت معتديا ، لانك قوي ونحن ضعفاء ،، فاعلم أن من خلقك هو أقوى منك ، وقادر على أن يجعلك في مهب الريح ، بقوله -سبحانه - لك . كن .. فتكون ..   وأخيرا : ان كنت جئت الينا زائرا وضيفا ،، فاعلم أنك ضيفا ثقيلا غير مرحب بك .... فأرحل عنا..   وأختم بقول الله - سبحانه وتعالى    وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا  حسن بخيت