الجيش الأبيض
كتبت : شيرين عبدالجواد ـ نيويورك
هل يعقل أن يكون هذا سلوك بعض منا في معارضة دفن الطبيبة في بلدتها بالدقهلية؟ هل هذا هو رد الجميل لمن يقفون في خط الدفاع الأول عن صحتنا وحياتنا ؟ أي دين سماوي يقبل هذا؟ هل تعلمون أن كل من يعمل في هذه المهنة علي مستوي العالم منذ ظهور الفيروس اللعين وهم يعانون في حياتهم ومع أسرهم؟
يعملون أكثر من ١٢ ساعة يوميًا وذلك لكثرة الحالات المرضية، يضحون براحتهم وذلك علي حساب صحتهم وأولادهم وأسرهم، لايستطيعون الهروب من الميدان لأنهم ملائكة الرحمة على الأرض، يحاولون رفع المعاناة عن كل مريض و أسرته، ونتيجة لتضحيتهم المستمرة وعدم أخذ قسط من الراحة ونتيجة تعاملهم المباشر وعن قرب مع المرضى وحاملي الفيروس ،يسقط منهم الكثير أثناء مكافحة الفيروس اللعين ، ويفتقدهم أبناؤهم وعائلاتهم إلى الأبد ، وبدلًا من تكريمهم ومؤازرة أسرهم ،يستغل بعض المنافقين والإخوان الموقف ويقوموا بإثارة الأهالي والتجمهر لمعارضة دفنها في مقابر عائلتها وهم أهل وجيران لهم في البلدة.
أي تنمر هذا ؟ أي انفصام في الشخصية ؟ أي ازدواج في المعايير ؟ أليس بينكم رجل رشيد؟
الحكومة المصرية تقوم بأرقى أداء لحكومة في مصر منذ سنين طويلة ومن الواجب علينا كشعب أن نرتقي إلى مستوي أداء الحكومة ونعاونها في أداء مهامها ونلتزم بالقوانين والإجراءات الاستثنائية في هذة الأزمة ونلتزم بمواعيد الحظر ومسافات البعد المجتمعي وعدم التزاحم في أي مكان حفاظًا علي صحتنا وصحة أسرنا ، وعدم زيادة الأعباء علي دولتنا.
وفي نفس التوقيت نجد دول العالم حولنا ـ وعلي الرغم من زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا ـ تذكر دومًا وبالعرفان الدور العظيم للجيش الأبيض في هذه الأيام.
مواطن يتبرع بجزء من مدخراته ويقف في محطة بنزين ويقوم بتموين سيارات الدكاترة والممرضات في منطقته، مطعم يتبرع بإرسال وجبات مجانية للأطقم الطبية بالمستشفي المجاور له، مواطن يذهب إلى السوبر ماركت لإحضار مشتريات لممرضة عندما علم أنها تعمل أكثر من ١٢ ساعة في المستشفي وليس لديها وقت لشراء مستلزماتها .
كثير من الجيران تطوعوا لاستضافة أبناء جيرانهم العاملين في المجال الطبي لحين عودتهم من وردياتهم وذلك بسبب إغلاق جميع المدارس.
وفي مدينة ووهان الصينية ـ وفي مشهد جميل تقفز له القلوب فرحًا ـ وقف جيش الشعب يؤدي التحية لأطباء الشعب، بعد الملحمة البطولية التي خاضوها وانتصروا فيها على هذا العدو غير المرئي، لقد واصلوا العمل ليل نهار، ناموا في الطرقات وهم يستندون على أكفهم المتعبة، ووجوههم المشحبرة والمجروحة من آثار الكمامات، كما تزينت مباني مدن الصين الجميلة بصور الأطباء الضوئية لتشع فرحًا وأمنًا وأمانًا على الشعب من جنود الجيش الأبيض.
شكرًا للمبادرة التي تم إطلاقها بعنوان "ادعم الجيش الأبيض"، والتي جاءت تقديرًا لدور الأطباء وهيئات التمريض بمستشفيات الحجر الصحى فى مختلف محافظات الجمهورية، فى مواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا.
شكرًا لكل مواطن إيجابي يشارك في معاونة أطقم الجيش الأبيض علي أداء عملها سواء بالكلمة أو بالفعل وبعث الروح الإيجابية علي الجو العام في بلدنا حتي نعبر هذه المحنة، ونتطلع إلى أن ينظر العالم إلى سلوكياتنا المتحضرة بنظرة إعجاب كما نظر العالم إلى أداء حكومتنا والقيادة السياسية.
اللهم احفظ مصر والمصريين من كل شر.
