ظواهر الحقد المهني
بقلم : م.محمد عثمان
الحقد المهنى موجود فى جميع الشركات وجميع المهن الحره وجميع المهن الخاصه، ومرض متفشى في هذا الزمان، وكثير من الناس يحقدون على بعضهم البعض، الحقد من معانيه الضغط والإنطواء عن الآخريين وإمساك العداون في القلب والتربص لفرصتها، أو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداون أو طلب الانتقام، الحقد يؤدي إلى مهالك.
الحقد قد يتداخل مع الحسد والغضب،ولكن هناك اختلاف فالحقد رذيلة بين (رذيلتين)، لأن له ثمرة الغضب والانتقام، وهو يثمر الحسد ويؤدي إليه فإجتمع في الحقد أطراف الشر، والحقد لو أردنا تحليله يتبين من عناصره ما يلي:
أولاً: الكراهية الشديدة والانتقام العنيف.
ثانياً: الرغبة في الانتقام والتربص بالسوء بمن يكرهه الحاقد.
ثالثاً: تخزين العنصرين السابقين في قرارة النفس وتغذيتهما بالأوهام والتصورات فى العقل الباطن والاسترجاعات المختلفة للمشاهد والتصور المستمر التى تصور لك أنك على حق دون الاستناد إلى حقائق فعليه مع مثيرات جديدة للكراهية والرغبة في الانتقام.
تجد من يحقد على زميله ونجد من يحقد على معلمه ونجد من يحقد على أخيه، تتفاعل هذه كلها تفاعلاً يأكل نفس الحاقد من الداخل، وتتغلغل هذه الدوافع في النفس تغلغلاً يسبب فعلًا التآكل الداخلى وفقدان السيطرة على نفس الحاقد والانهيار في النهاية في نفس الحاقد.
ولكي نبين كيف يتولد الحقد من الغضب، نقول: إنك قد تغضب على إنسان أو أن الشخص قد يغضب على أخيه أو على إنسان فيريد منه الانتقام، فإذا لم يستطع أن ينتقم منه ليشفي غيظ قلبه ويثأر لنفسه،وإرضاء هواجسه الداخليو فى العقل الباطن، ولم يستطع أيضًا أن يصفح عنه ويسامح لأنه شخصية غير سوية، غير مستقلة، لأنه لا يقدر على ذلك، والإصرار بمحاوله إفشاله بشتى الطرق والخوض فى الطرق الغير شرعيه لإظهار خيبته أو فشله، أو إظهار الإشاعات المغلوطه عن عمله أو منتجاته أو التشكيك فى خبرته ، أو التشكيك فى كل ما لديه من قدرات فعليه مشهود بها من الآخرين كافه، لا استطيع الانتقام ولا استطيع المسامحة فماذا يحدث؟
تتخزن هذه الطاقة الكريهة في النفس، ويحتقن هذا الحقد في النفس، ويظل دفيناً يتحرك ويشتعل داخلياً،وكلما رأيت الإنسان الذي أنت تحقد عليه،وكلما ذكر اسمه على مسمعك،أو تذكرت شيئاً من أفعاله وأقواله، والمسألة باختصار: تخزين المشكلات أو الكراهيةوالغل في القلب واستمرار تفاعلها.
وهذا المرض له آثاره المدمرة على نفس الحاقد؛ لأنه يشغل القلب، ويستنفز الأعصاب، ويقلق البال، ويدمر القدره على اتخاز القرارات السليمة، وقد تظلم الدنيا في وجه الحاقد، وتضيق به على سعتها،وتتغير معاملته حتى لأهله وأولاده؛ لأن الحقد يضغط عليه من كل جانب.
وقد تتسع دائرة الحقد لتشمل الأبرياء، كما لو كرهت امرأة زوجها لإهانتها وتعذيبها،فقد تكره جميع الرجال، أو يظلم والد ولده ويذيقه ألوان العذاب، ويقسو عليه ويحرمه ألوان العطف والحنان، فيكره الولد كل الآباء،ويقسو المعلم على طلابه فيعقد الطلبه من التعليم والحاضرين، وهنا يولد الحقد والكراهية، أو إذا مررت ببعض التجارب المريره التى تعود عليك بقسوة قلبك على الآخرين فيكون العائد على الآخرين المحيطين بك فى الفتره القادمة، بالخطر لجميع التعاملات حتى وإن كانت بسيطة.
والحقد في الغالب يكون بين الانعكاسات الحياتية، ولذلك الضرة تحقد على ضرتها، والفقير يحقد على الغني، وكل من سلب نعمة يحقد على من أنعم الله به عليها، وهكذا..وكل صاحب رئاسة يحقد على من ينازعه أو يشاركه فى الإداره الفعلية، ننظر حولنا فى هذا الوقت نجد جميع الدوائر لديها من يتنازع عليها ، لننظر حولنا سنجد الجميع يجادل حتى يكون الافضل ، هذه طبيعه الحياه توجد فئه من الحقد والغيره بين الأطياف.
وإذا كان للحاقد سلطة أو قوة فإنه يسعى للانتقام من كل من يظن أنه عدو له بأشد أنواع الانتقام لذلك يجب تصفيه القلوب وتحديد الأهداف التى تؤدى بك إلى بر الأمان، فيجب السعى وراء أهدافك وأحلامك وتحقيق طموحاتك دون الالتفات إلى الوراء، يجب التخلص من حقدك على نفسك، يجب التخلص من التشويشات الداخليه التى تؤثر على قراراتك فتجعلك تفقد أجمل الأشياء من حولك، فكل منا يوجد بداخله جزئا من الخير والشر والطيبة، والنخوة والرجولة واحترام الذات واحترام الآخرين، فيجب الحفاظ على تلك الأشياء حتى تكون من الفئه التى من الممكن التعامل معها.
السعي فى تحقيق أهدافك وطموحك هى الوسيلة الوحيدة التى تجعلك تصنع عالمك بيدك، هو الذى يجعلك تختار من يقتربون منك، هو الذى يجعلك تجعل من يستحق الاقتراب من نجاحاتك والاستفادة منها، لذلك تصفيه النوايا والحفاظ على معايير التجاره والالتزام بقوانين العمل يجعلك فى المقدمة.
