مقومات سينما القرآن الكريم ..بقلم دكتور محمد حسن كامل

مما لاشك فيه أن صناعة السينما لها مقومات تعتمد عليها ومن أهم تلك المقومات علاقة الأدب بالسينما , في الأساس العمل الأدبي الجيد يساهم مع باقي المقومات لإنجاح العمل السينمائي .

السينما والأدب
مما لا ريب فيه أن الكتابة هي تحويل الصورة والفكرة إلي كلمات يقصد بها معني معين وكلما كانت واضحة دقيقة كانت الصورة واضحة المعالم والفكرة موزنة القياس
والقراءة هي تحويل الكلمات إلي صور وأفكار وكلما كانت القراءة صحيحة بأدوتها القياسية العلمية كانت الصورة الذهنية واضحة تماما.
وكُتاب السنيما والسيناريو يتبارزون في إبراز تلك الموهبة في إستخدام الخطوط الأساسية لكتابة قصة.
والقصة لها خطوط عريضة من آحداث تصدر عن أشخاص في بيئة زمانية ومكانية وتتشابك الأحداث وتكوّن عقدة والتي تحمل مغزي القصة أو المعني والمفهوم وربما تعرض حلا أو تبقي معلقة بلا حل ويترك ذلك لخيال القارئ .
والسينما تحوّل القصة الي آحداث وحركة ومعايشة وتترجم رؤية الكاتب بمفهوم متكامل بين الكاتب والمخرج يترجمه حرفيا بتعليمات مشددة أمهر الممثلون في مشاهد زمانية ومكانية وإضاءة وحركة وملابس وانفعال الخ......ترصدها وتصورها عدسات دقيقة ومصور بارع .
ونجاح السنيما يرجع إلي جودة فريق العمل من كاتب جيد ومخرج عبقري وممثلون آكفاء وفنيون ومهندسون وكاميرات ومصورون وزوايا وإحداثيات وبقع ضوئية والوان....الخ .
عمل شاق ومكلف وضخم .

هل السنيما بهذا المفهوم موجودة بالقران الكريم؟

نعم كل تلك الاليات موجودة في سينما القرأن الكريم ورغم تعقيدها فهي في غاية البساطة ومن رحمة الله وكرمه أنه زود كلا منا بشاشة سينما خاصة في الذهن حيث تتلقي آفلام العرض وشاشة لاتُبلي ولا تُعطل جاهزة للعرض في أي وقت .
عندما تقرأُ الآيات وتضئ شاشة العقل وما أروع سينما القرآن لكل قارئ سنيما خاصة يحملها معه بكل معدات التصوير ويجر وراءه جيش من العمال والفنيين والممثلين والمخرج ومساعد المخرج كل آليات السنيما بدون تعطيل للمرور ولا أي حركة من حركات الحياة يشاهد من خلالها ماتيسر له من رؤية ويظل تأويل القران سرا لله رب العالمين هي محاولات للمشاهدة والمعايشة للاحداث .
عندما تقرأ الأيات تضئ شاشة العقل التي تستمد وضوح درجات الصورة من وضوح المفهوم ومن نعمة الله تبارك وتعالي انك يمكن أن تري الرواية بعدة زوايا تبعا للمؤثرات المختلفة في كل عرض وتبعاً لثقافتك وأيضاً مزاجك .
إن السنيما في الخارج تقدم وجهة نظر الكاتب مع المخرج مع تفسير نسبي يفهمه المشاهد تبعا لثقافته .
ولكن أنت في داخلك مع سينما القرآن كاتب واحد وهو الله تبارك وتعالي وهو المخرج المجدد المبدع المعطاء في ذاتك يعطيك تبعاً للتغير النسبي للثقافتك وإستيعابك للموضوع في كل قراءة في كل مرة يُعّدل المخرج الصورة والإداء والإضاءة والحركة والإنفعال........... وإستخدام العديد من الكاميرات والزوايا والاحداثيات والجمع والقص والمونتاج والمكساج وغيرها .
ما أعظم عطاء القرآن لكل فكر ولكل عقل ولكل حس.
وقُراء القرأن لهم نفحات خاصة قد يتفقون في الخطوط العريضة والآحداث الرئيسية ولكن لكل واحد منهم منحة من الله ومنح القران لا تُعد ولا تُحصي
سينما القرآن مجانية لا ترهقك الترحال والتنقل ولا بذل الآموال وحجز المقاعد في دور الخيالة .
سينما القرآن تأتيك حيثما كنت جالسا ماشيا متئكا في أي وضع أنت فيه تأتيك دون تذمر.

هل تقبل دعوتي المجانية للعرض الأول ؟
وعلي فكرة عندي قصة رائعة....!!!
لا تخف ....!!
لن يضيع وقتك سدي
صدقني
أقسم بالله
هيا تفضل
الآنوار إنطفئت
وأضاءت شاشة العقل
بسم الله الرحمن الرحيم

(( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ )) سورة يوسف الأيا ت من 1ــ 7

قصة يوسف الصديق من أروع القصص القرأني المصور بعدسات ربانية تعطي لشاشة العقل كل مايريد من تصور وانفعال وحب وغدر وكراهية وسلطة ومال ونساء وإقتصاد وحكمة وانه من المستحيل أن تجتمع تلك الجوانب في قصص آخر وهذا هو الإعجاز الفني في القرآن الكريم ولا سيما من خلال سنيما القران قصة تجتمع فيها كل العناصرلقصص والقران يتحدي الادباء وعمالقة كتاب السينما في العالم بهذا النص الفريد والأوحد الذي يجمع بين الواقعية والرمزية في إناء واحد بحيث يصعب عليك الفصل بين هذا المزيج والقوام والنسيج الأدبي الرائع .
والأدب العالمي الجيد يجنح إما إستغراقا في الواقعية وإما غوصا في الرمزية ومن الصعب أن تجد أدبا وقصصا يوازن بين الرمزية والواقعية هو أدب راقي من السماء سيظل معجزا الي ان يرث الله الارض بما فيها ومن عليها
تبدأ القصة التي سميت في القرآن بأحسن القصص برؤيا منامية وحوار خافت بين يوسف ويعقوب تحت بقعة من الضوء لزوم التركيز ويبدأ العرض
سكوت ....!!
عفوا الآن سألتزم الصمت....!!!
مشاهدة طيبة
وإلي اللقاء في العرض القادم

دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب