الحياة بعد الموت
بقلم : محمد أحمد عثمان
اعلم أنه لن يبقى الوضع كما هوا عليه ، اعلم أن الحياة ستعود من جديد ، اعلم أن شمس كل يوم ستأتي بالأمل والسعادة للجميع، بعد أن باتت الشوارع تصيح بها كل صباح الاستغاثات بأعداد الموتى ، وباتت تسيطر أوقات الحزن على الجميع من فقدان أعز مالديهم دون أن يلقوا عليهم النظرة الأخيرة ، وسيطر الواقع الأليم على الجميع ،كنت أعلم أن الحياه ستعود من جديد ،كنت أعلم أن الإمرأة العجوز ستنهض من جديد لأنني على يقين ( إنه على كل شيء قدير )، ( إنه يعلم الغيب )، ( إنه الواحد الأحد )،(الله لا إله إلا هو الحى القيوم).
كنت أبتسم لأننى أعلم أن الحياه ستعود ،لا معنى للحياه بدون تفاؤل وأمل، فالحياة مليئة بالمصاعب والأحداث التى يؤثر فينا بشكل قليل أو كثير ، ولنكتمل حياتنا وتكتمل المسيرة، لابد من تجاوز هذه الصعاب ،كادت الحياة تفققد روحها، كادت الحياة تفقد نقائها، كادت الحياة أن تفقد العامل البشرى التى تعودنا رؤيته يزين أجمل مدن العالم.
لقد عادت الحياة بعد الموت التى كان يراود الجميع من خلف نوافذ المنازل ، عادت الطبيعة الساحرة بالعامل البشرى المشترك الوحيد فى تقييم وضع الحياه بجمالها وطبيعتها ، إن حل الليل لابد من شروق الشمس لتشدك للحياة من جديد ، ويوقد فى داخلك أمل العمل والطموح والتحدي فى تخطي كل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحيه لكى تعيش من جديد.
نحن نرسم ابتسامه الأمل على الآخرين ونعدهم بأفضل النتائج في شتى مجالات الحياة ، اقنع نفسك وردد أنك سعيد وأنك تملك أسباب السعادة وهى وجودك على قيد الحياة ، نعم وجودك على قيد الحياة سعادة، وجود روحك على قيد الحياه سعادة ،ومن أسباب السعادة كسر اليأس وتحطيم جميع عواقبك ، يجب عليك تجاهل جميع السلبيات.
السعادة الحقيقية فى تلك الحياة هم الأشخاص الحقيقيون الذين يتعافوا بعد الحروب والعزوات، هم من تعرقلت حياتهم وهم ثابتين ، هم من بقوا من أجل الاستمرارية ، هم من خلدت لهم قصص يتحاكى عنها الجميع ، هم من العائدين من الموت ،لا يوجد أبشع من تقتل نفس بغير حق أو تخوض في أعراض الآخرين أو تستمر في التضليل والكذب، ولكن هناك أيضًا من خلد نفسه من أجل بقاء الآخريين ، هناك من جعل نفسه بطل لقصه بطولية أو فارس لحرب اكتسب فيها الثقه لنفسه والحياة للآخرين.
نعم عادت الحياة بعد الموت التى صارع الجميع ، لقد عادت الحياة بعد الموت التى راود الجميع ،وعادت شيئًا فشيء، وعادت معها القصص البطوليه التى تغنت بها شوارع العالم ، عادت القهوة تعطر شوارع أوروبا وتتزين بقطع الحلوى التى يتناولها الجميع فى كل صباح.
فلكي نودع حياة بائسه خامدة فليس علينا إلا أن نعيش حياة جديدة مشرقه يملأها التفاؤل والأمل، عادت المرأه العجوز تتزين عند مصففها، تصف له كيف عبرت تلك المحنة وتبتسم وعيناها، تغمرها الدموع بأنها على قيد الحياه ، عانينا جميعًا من خيبة الأمل فى أكبر دول العالم اقتصاديًا وترفيهيًا، ولكن يتوقع أحد أن الحياه ستعود من جديد ، عادت الحياه بعد الركوض، عادت الحياة بعد الموت ،سننهض جميعًا معًا من تلك الأزمه ولكن مع التعاون مع التفاؤل مع التضحيه من أجل البقاء.
لقد باتت الدموع صديقه تواسى بها الجميع فى تلك الفتره ولكن دون جدوى باتت أمالنا حائرة على أن تعود الحياة بعد توقف طال انتظاره، لقد سيطر الحزن على العالم ، وغابت عيناه عن الوعى وغاب العقل عن الجسد فى انتظار الصحوه الأخيرة فى عودة الحياة،ولكن يقينى كان عنوانى بأن تعود الحياه بعد الموت ، ويبقى الأمل والتفاؤل سمة الوقت الحاضر.
