جبر الخواطر
بقلم : د.هدى بسيوني
العباده الخفيه التي يفعلها الإنسان بضميره وروحه بينه وبين نفسه ويشهدها الرحمن عز وجل جابر الخواطر وجابر القلوب فهناك جبرا للخواطر بالقلب وجبراََ بالابتسامة، وجبراََ بالكلمة، وجبراََ بالتصرف الملموس، الجبر يحيى القلوب ويوصل العلاقات ويفتت الغضب، ويخلق حاله من الرضى والسمو والعبو عن الأحزان والصغائر.
وجبر الخواطر من أهم العبادات التي حثت عليها جميع الأديان، أن أول ما يتبادر إلى أذهاننا بالعبادات هي الصلاة والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من العبادات التي تتبادر إلى الذهن عادة، ورغم عظم شأن هذه العبادات وكبير فضلها إلا أن هناك عبادات خفية، وأجرهافي وقتها المناسب يفوق كثيراً من أجور العبادات والطاعات، ومن هذه العبادات عبادة “جبرالخواطر”.
يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجملها وما أعظم أثرها، يقول الإمام سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”والجبر كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسني وهو “الجبار” وهذا الاسم يُطمئنُ القلبَ ويريحُ النفس فهو سُبْحَانَهُ “الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ
جبر الخواطر وجبر النفوس من الدعاء الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني”.
فلما كان جبر الخواطر اسم من اسماء الله الحسنى وصفه وسنه نبينا. ودعوه من جميع الاديان لذا كان لزامًا على الإنسانيه أن تنتهج هذه العباده التي ترتقي بالانسانيه. فلا تعلم ماهو عاقبه كسر الخواطر فكل كلمه طيبه جبرا للخاطر دعونا في هذه الأيام الشدائد. إيام الابتلاءات أن نتقرب إلي الله بجبر الخواطر ولا نتجبر على أنفسنا أو الآخرين.
