الطائرات الورقيه تملأ سماء مصر بالبهجه والأمل لكنها قد تتحول إلي آلة قتل فتاكة

تقرير:

علاء حلمي

​​​​​أدي أنتشار ڤيروس كورونا المستجد إلي توقف المدارس والجامعات وتحولت الإجراءات التي إتخذتها الدوله حينها من الإلتزام بالمنازل وقرارات حظر التجوال وغلق الأماكن والحدائق العامة إلي شعور الجميع بالملل والإكتئاب، وكعادة أهل مصر فهم يستطيعون التكيف مع كل الأوضاع فتاريخ الشعب المصري يشهد لهم بذلك، فقد أعادوا إكتشاف وصناعة الطائرات الورقية والتي أصبحت الملاذ للكببر قبل الصغير وتحولت من مجرد لعبه يمارسها الأطفال في الإجازة الصيفية إلي تجارة رائجه وتنافس قوي بين صناعها ومستخدميها .

تاريخ الطائرات الورقيه

الطائرات الورقيه تصنع من الورق أو النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت وهو المادة المفضلة لصنع الطائرات، ويتحكم في طيرانها ما يسمى بـ "الميزان" وهو عبارة عن ثلاثة خيوط يربط الأول في اليمين والثاني في اليسار والثالث في مركز منتصف الطائرة، فيما يربط ما يسمى بـ "الذيل" في الأسفل، ويصنع من قصاصات الورق أو "أكياس البلاستيك" الملونة.

وتنتشر هواية الطائرات الورقية في الهند واليابان والصين حيث يعتقد ان الطائرات الورقية نشأت هناك. وقد أستخدمها مسيلمة الكذاب للإيقاع بالعرب لإيهامهم بأنه نزلت عليه النبوة وكان يستخدمها " راية الشادن " ويقول بأن الملائكة هي التي تحملها كما ذكر في كتاب "الحيوان" للجاحظ. وفي مصر فقد عرفت الطائرات الورقيه في العصر الفاطمي، وقد تركز إنتشار الطائرات الورقيه بالإسكندرية والمدن الساحليه لقربها من البحر وزيادة قوة الرياح بها.
 لكن بعد أزمة كورونا قد زاد إنتشارها في جميع أنحاء الجمهورية بشكل ملحوظ وأصبحت تزين سماء مصر ليلاً ونهاراً.

كيف تحولت إلي تجارة رائجة؟!

يقول محمد حسام أحد صانعي الطائرات الورقيه بمدينة الشروق " للمصريين بالخارج " 
"بعد أنتشار ڤيروس كورونا توقف عملي وأصبحت بلا دخل وفكرت في طريقه لتعويض دخلي المفقود فقمت بعمل الطائرات بأحجام وأشكال مختلفة وقمت ببيعها وأصبحت دخل بديل لي ولأسرتي بعد ان فقدت مصدر دخلي "
وأضاف بأنه يستطيع صنع الطائرة في أقل من ساعه وبخامات بسيطه جداً وفي المتناول وقد وصل سعر الطائرة في مدينة الشروق إلي 300 جنية، حيث يتم إضافة بعض اللمبات التي تجعلها تضيئ باليل مما يرفع من ثمنها.
ويقول خالد مصطفي بأن بعض الشباب يطلبون منه إضافة بعض الأمواس الحادة حتي يتمكنوا من إتلاف أي طائرة تقترب منهم الأمر الذي يرفه من ثمنها، بالإضافةإلي حجم الطائرة فكلما زاد حجم الطائرة إرتفع ثمنها .

ويقول محمود أبو أدم أجبرتني أبنتي علي عمل طائرة لها ولم أكن أتخيل أنها ستضيف هذة الحاله من البهجه لها ولي علي حد سواء فقد كنت أصنعها منذ نعومة أظافري ولكن لم أتخيل بأن الزمن سيعيد نفسه مرة أخري وأقوم بصناعتها ويضيف أصبحت أنتظر كل يوم بعد أذان العصر أصطحب أبنائي ونقوم باللعب بالطائرة التي كلما أرتفعت كلما زادت أبنائي بالبهجه .

كيف تتحول هذة الطائرات إلي آلة قتل فتاكة؟!

ورغم كل هذة المميزات وما تضيفه من شعور بالأمل والبهجه وقدرتها علي بقاء خطوط الطيران مفتوحه حتي ولو لمئات الأمتار، ورغم قدرتها علي إعادت الجميع للنظر إلي جمال السماء إلا أنها قد تحولت إلي آلة قتل فتاكه.

فكل يوم نطالع وفاة صبي سواء بالسقوط من سطح المنزل أو صعقا بالكهرباء أو غرقا في أحد الترع أو إصابة أخرين بعد مشاجرة بسبب الطائرات .
وقد إنتقلت " المصريين بالخارج " إلي أحد هؤلاء المصابين والذي لم يكن يستخدم أو يصنع هذة الطائرات ولكن فقط القدر وضعه في طريقها أثناء ركوبه دراجتة البخارية "سكوتر" .
يقول عزت محمد وهو صاحب محل موبيلات في منطقة باب الشعريه والتي تعتبر أحد المناطق التي تنتشر فيها الطائرات الورقيه " الحمدلله اني لسه عايش ، أنا شوفت الموت بعنيا " ويردف ويقول " كنت علي دراجتي علي طريق سريع وإذا بحبل أحد الطائرات يلتف حول رقبتي، وحاولت أن أمنعه بأحد أصابعي وإذا به يقطعهه ثم يقطع جلد رقبتي، وأحمد الله أنني أستطعت أن أوقف ال"سكوتر" فقد كنت علي طريق سريع ولو وقعت كنت سأكون في عداد الموتي "

يطلب عزت محمد من المسؤلين بأن تنتهي هذة اللعبة والتي كانت سوف تقضي علي حياته .

طلب إحاطه بمنع الطائرات الورقيه

فقد طالب النائب سعيد حساسين عضو مجلس النواب، من الحكومة مواجهة ظاهرة "الطائرات الورقية"، ومنعها بعد كثرة حوادثها، خاصة بعد تأكيد وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بأن هناك حوادث عدة وقعت جراء "الطائرات الورقية"، التي انتشرت بكثرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وأن من بين الحوادث سقوط من أعلى العقارات وأخرى من خلال الصعق الكهربائي.

فيما ذهب النائب خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان بعيداً، فقد قدم النائب طلب إحاطة إلى رئيس الوزراء، من مخاطر الطائرات الورقية على الأمن القومي، بعد أن تم تزويدها بكاميرات.
فيعتقد النائب بأنه مم الممكن ان تكون خطر علي الأمن القومي في حالة إستخدامها  لمراقبة وتصوير المنشآت الهامة والحيوية.

ودائماً فهناك وجهان للعمله فلا يمكن أن نقول بأن الطائرات لم تضيف الأمل والبهجه في زمن الكورونا ولا يمكن أن نغفل الحوادث التي تتم بسببها يبقي الحفاظ علي الأستخدام الأمثل لها هو محور الحدث وتبقي المسؤلية الأسرية هي أهم عناصر التوجيه المجتمعي، فلا نريد أن يكون ثمن البهجه هو القتل أو الأصابه.