رامي علم الدين يكتب : التحرش جريمة

كتب : رامي علم الدين 

شغلت قضية طالب بالجامعة الأمريكية، متهم بجريمة التحرش والإغتصاب بما يقرب ب 50 فتاة، وتحت انفجار شعبي قاده رواد السوشيل ميديا على صفحات التواصل الإجتماعي، أمرت النيابة بالتحقق في الواقعة، وناشد المجلس القومي للمرأة الضحايا تقديم بلاغات رسمية ويتعهد السرية وعدم النشر في الإعلام ، أحداث تعيدنا إلى فيديو واقعة التحرش بفتاة المنصورة يناير الماضي يؤكد أن شبابنا أصبحوا في منحدر خطر ظاهرة تهددة السلام والأمن الإجتماعى لا يجب أن نغض الطرف أو نضع رؤوسنا بالرمال كالنعام، لابد من المواجهة الشاملة وبأقصى سرعة لحماية المجتمع، التحرش جريمة وليست وجهة نظر كل من يبرره مجرم في حق المجتمع. 

صورتين لطفلتين أولاد فنان مصري شهير ، وصورة للفنانة أربعينة محتضنة أولادها الشباب، أشعلت حالة من الجدل على السوشيال ميديا، وجدال واسع، والهوس والتحرش والتنمر ، أصبحنا في مرحلة خطيرة جدًا، نعيش وسط النيران وسط تزايد المغتصبين ومن يعانوا من الاضطرابات النفسية، نحتاج لمزيد من إقامة مستشفيات لرعاية الصحة النفسية، فالذي تثيره صورة طفلة أو لقطة لأم تحتضن أبنائها حتما مريض وغير سوى، وقد يشكل خطر مستقبلاً على نفسه وأسرته ومجتمعه، ظواهر مقلقة تنبأ بكوارث حال مزيد من الصمت والتجاهل، البيوت أصبحت مقفولة علي جرائم، ولا يجب الصمت على من يتصيدون في الماء العَكِر ليوهموا الناس بأن الدين يبرر التحرش أو يرون أن البنت غير المحتشمة تستحق التحرش كعقوبة لها، ولكن يجب الحرص ومراعاة الآداب العامة، وتستحضرني مثلاً عظيم :"يحكى أن رجلاً ترك باب بيته مفتوح لمدة أسبوع فسُرق بيتُه، فقيل له إن ترك بابه مفتوح جرّأ اللصوص على سرقته، فقال: هل تسوّغ للصوص إجرامهم؟ وماذا تقول في جارنا الذي سُرق بيته المراقب بالكاميرات والمغلق بالأقفال؟يارجل: سرقة بيت غيرك المغلق لا تعني أن تترك بيتك مفتوحًا بلا حماية، ولا تعني أيضا أن سارق بيتك المفتوح ليس مجرماً". 

من الضروري إبراز القضية والدفاع عنها بكل قوة، ليستقيم المجتمع،تعريف التحرش (حسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان) : "هو أي فعل يُراد به الحصول على منفعة جنسية دون موافقة الطرف الآخر سواء بالكلمات أو بالملامسة أو بالإشارة، سواء كان الفعل علانية أو سراً"، الفرق بين التحرش والعلاقة الجنسية (سواء شرعية أو غير شرعية) خيط رفيع إسمه "لأ" نحتاج إلى قوانين وتوعية من المجتمع وإعادة فهم للمصطلحات الصحيحة، عقوبة المتحرش التى نص عليها قانون العقوبات حيث تنص المادة 306 مكرر (أ) بالقانون المصري :- ”يعاقب المتهم فيهل بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن الحبس سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه، وفي حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.

التحرش جريمة لا تقبل التبرير ليس لها أعذار، حتى ولو كانت صاخبة الملابس، لا يجوز التحرش بها ولا النظر إليها، مع القطع بأنها على معصية وهذا من مُسَلَّمات الشريعة، غضُ البصر فرضٌ حتى ولو تبرجَت كلُ النساء، والحِجاب فرض حتى ولو بين أطهر الرجال، فليس التبرج إقراراً للتحرش، ولا غضّ البصر تحليلاً للتبرج،ضعوا الحلال محلهُ، والحَرام محله، ولا تُبرروا فتخسروا دينكُم."واستقيموا يرحَمكم الله."