قصة شهيد بلا رفات
كتب : سامح طلعت
لم يكن الضابط المصري الشاب قد بلغ العشرين من عمره بعد. عندما دهسته الدبابات الإسرائيلية بعد مضي 74 يوماً فقط علي تخرجه في الكلية الحربية وانضمامه إلي صفوف جيش مصر الباسل.
كان الملازم البطل أحمد حامد خسين أبو الحسايب من أوائل الدفعة “64 أ” حربية التي تخرجت يوم الخامس من أغسطس عام 1973حيث التحق بسلاح المظلات وأظهر من الكفاءة والبطولة خلال التدريبات ما جعله ملء السمع والبصر بين زملاء دفعته.
ومن ثم حظي بثقة وإعجاب قادته وعين قائداً لسرية اقتحام جوي بإحدي وحدات المظلات بمدينة الإسماعيلية. وعندما نشبت حرب أكتوبر المجيد وصدرت الأوامر بالقتال ظل البطل المصري الشاب يقاتل بضراوة علي مدي أسبوعين ويشارك مع وحدته في العديد من العمليات المؤثرة ضد العدو الإسرائيلي.
تلك العمليات التي شهدت قصصا تفوق الخيال حرصت وكالات الأنباء العالمية علي رصدها، كانت الساعة تشير إلي الثانية والنصف بعد ظهر التاسع عشر من أكتوبر عام 1973 عندما فوجئت وحدة الشهيد أحمد حامد حسين أبو الحسايب المتمركزة بمنطقة سرابيوم بهجوم إسرائيلي مدرع يستهدف اختراق موقعهم في محاولة لاحتلال مدينة الإسماعيلية والتأثير علي تماسك وحدات الجيش الثاني الميداني..
في ذلك التوقيت التاريخي خلال حرب أكتوبر المجيدة شهدت منطقة سرابيوم تكتيكاً عسكرياً جديداً أطلق عليه اسم “الأرض الموحولة” تم تنفيذه علي جزأين:
ـ الجزء الأول ويتمثل في إغراق الموقع بالمياه لإجبار الدبابات الإسرائيلية علي وقف الزحف نحو الإسماعيلية وتم تنفيذه بالفعل حيث تعثرت دبابات العدو وتحولت إلي مجرد قطع مدفعية.
ـ الجزء الثاني من الخطة يعتمد علي القوة الخاصة بالوحدة وفي مقدمتها سرية الشهيد أحمد حامد حسين أبو الحسايب وهي سرية مؤهلة للعمليات الفدائية والانتحارية.
قاد الشهيد أحمد حامد حسين أبو الحسايب تنفيذ الجزء الأخطر والأهم في خطة “الأرض الموحولة” عندما أمر رجاله بالتحول إلي ألغام بشرية والتصدي لدبابات العدو. وما هي إلا لحظات حتي لف الجميع أجسادهم بالديناميت واندفعوا يلقون بأنفسهم أمام المدرعات الإسرائيلية وهم يكبرون: الله أكبر.. الله أكبر. وعلي الفور تحولت المدرعات الإسرائيلية إلي قطع من الحديد المحترق قبل أن تتدفق الامدادات علي قوات العدو.
وبعد أن اقتحم الصهاينة الموقع ذهبوا يفتشون عن جثمان قائد الموقع الجسور الشهيد أحمد حامد حسين أبو الحسايب للتشفي فيه. وبالفعل لفوا الديناميت حول جثمانه الطاهر ونسفوه تماماً ليحظي الشهيد أحمد حامد حسين أبو الحسايب بشهادة لا مثيل لها وينضم إلي قائمة أبطالنا الأفذاذ الذين لا توجد لهم رفات.
- ونظرًا لبطولات الشهيد الكبيرة ، فقد كرمه السيد الرئيس محمد أنور السادات بقرار جمهورى بإطلاق إسم الشهيد على مستوى القرية والمركز والمحافظة والعاصمة تخليدا له ، فتم إطلاق إسم الشهيد على /
1- شارع بمدينة نصر بالقاهرة .
2- شارع بمدينة طنطا " المدارس سابقا ".
3- شارع بمدينة زفتى .
4- مدرسة بإسمة بقريتة .
5- نحت إسم الشهيد على النصب التذكارى المخصص لرجال المظلات .
6- كرمه السيد المحافظ بإطلاق إسمة على الموقف الجديد بمدينة زفتى .
