رامي علم الدين يكتب : عدلي منصور ليست مجرد محطة

قائد مسيرة الوطن يصل بقطار التنمية لمحطة جديدة  تنطلق من بعدها مصر لعصر جديد يليق بحضارتها العتيقة العظيمة، التي رسمت للدنيا معنى التقدم والعلم والثقافة، ونضحت بآيات الجمال والخلود «محطة عدلي منصور» مش مجرد محطة مترو .. مشروح بحجم بلغ تريليون جنيه استثمارات، هذه المحطة العملاقة في حد ذاتها إنجاز يستحق الحديث المطول، لكن الرئيس السابق «عدلي منصور » ، هو أيضًا يستحق حديثا مطولًا، حديث يليق برجل استثنائي قاد هذا البلد في لحظة استثنائية دون أدنى طمع في سلطة أو كرسي، أحلام وطموحات وطن،«محطة عدلي منصور» بحجم مطار صغير، وبعيد عن تسمية المحطة بهذا الاسم ، وبعيداً عن الآراء السياسة عموماً، وذهاب البعض أنها ثمة مجاملة و تخليد أسماء شركاء ٣٠ يونية، أجد في الحقيقة المجردة إنها خطوه جيدة جداً ومكللة بالشرف والفخر لرموز وطنية حملوا راية الوطن بصدق وتجرد في أصعب ظروفها التاريخية ، تكريمات تليق بمكانة مصر الجديدة، وكم أتمنى أن تمتد جهود دعم الدولة مستقبلاً في التركيز  على ملف الصحة والتعليم أيضاً ،كونها عصب الأمة. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق ويضع حجر الأساس «محطة عدلي منصور» التبادلية، وذكر الرئيس قائلاً:- "عدلي منصور شخصيه وطنيه ودوره كان عظيما في أصعب مراحل مصر، الدوله تتحمل مسئولية تنفيذ المشروعات وعلي المواطنين الحفاظ عليها، التحيه والتقدير لكافة العاملين في المشروعات التي يتم تنفيذها"، قمة التحضر والرقي في وطن لا ينسي أبناؤه ، يكرم ولا ينسى، يحمي ويبني، أن تجد الرئيس السيسي الذي لم يطلق إسمه علي أي من المشروعات التي أنجزها في عهده، لديه الحرص والإصرار علي إطلاق أسماء زعماء مصر الخالدين، أمثال محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، وأنور السادات، وهشام بركات، وشهداء القوات المسلحة والشرطة، المشير حسين طنطاوي، واليوم المستشار الجليل عدلي منصور، في حياته رئيس مصر في المرحلة الإنتقالية، علامات مميزة لتجربة مصر الحديثة، مشاهد فخر سنقصها علي الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز. 

ما أجمل أن تكرم في حياتك..«محطة عدلي منصور» محطة تبادلية مركزية من المحطط لها أن ينطلق منها 5 وسائل نقل : مترو الخط الثالث إتجاه العتبة ، والقطار المكهرب إتجاه العاصمة الإدارية مرورًا بالعبور والمستقبل والشروق وبدر والعاشر من رمضان والروبيكي ، وقطار سكة حديد (القاهرة - السويس) ، وأوتوبيسات سريعة التردد BRT اتجاه مطار القاهرة ، وأتوبيسات سوبرچيت، المحطة تضم أكبر ورشة صيانة في الشرق الأوسط علي مساحة ٦٥ فدان تحوي جراج ضخم فيه 15 سكة كل منها يسع قطارين بإجمالي عدد 30 قطار يسعهم الجراج في وقت واحد، كم أن المحطة الجديدة ملحق بيها منطقة استثمارية تجارية ترفيهية ضخمة علي مساحة 15 فدان لخدمة المسافرين والزوار.

أكدت حكومة الدكتور«مصطفى مدبولي»، أن جملة الإستثمارات لتنفيذ المرحلة الأولي من مشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق (ميدان الرماية، الملك الصالح) خلال العام الجاري 2020/2021 بلغت 3.5 مليار جنيه، ويبلغ طول هذه المرحلة، نحو 19 كم وتمر أسفل المتحف المصري الكبير، وأشارت الحكومة، في خطتها المقدمة من وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد إلي مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان، أن تستوعب تلك المرحلة ما يقرب من 1.35 مليون راكب يومياً لتصل إلي 2.5 مليون راكب / يوم بعد الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية بالخط الرابع.

ويبلغ طول الخط الرابع (مدينة نصر / الرماية) ـ حسب خطة الحكومة المقدمة إلي مجلس النواب، نحو 42 كم لمواجهة مطالب النقل المتزايدة لرحلات الافراد في مناطق الهرم وفيصل والجيزة والسيدة زينب ومنطقة الأزهر والظاهر حتي السواح بشارع بورسعيد، وبذلك يربط الخط محافظتي القاهرة والجيزة ومدينة السادس من أكتوبر، ضمن المشروعات المستهدفة للهيئة القومية للأنفاق خلال العام المالي الجاري 2020/2021، جنباً إلي جنب عدد أخر من المشروعات الهامة ومنها مشروع الخط الثالث لمترو الانفاق (إمبابة / مطار القاهرة) ، مشروع القطار الكهربائي، مشروع تشعيل وتحديث خطوط مترو الأنفاق العاملة. 

يومًا ما، سرد الرئيس السيسي تفاصيل حوارٍ دار بينه وبين الرئيس «عدلي منصور» حينما كان وزيرا للدفاع، حينها طلب المشير السيسي منه أن يترشح للرئاسة ، فيما يظل المشير في موقعه وزيراً للدفاع، فكان رد الرئيس عدلي منصور: «لأ كده كفاية أوي .. »

6 سنوات مرت منذ ترك الرئيس«عدلي منصور» موقعه، 6 سنوات لم نلمح من الرجل أي محاولة للظهور، أو القفز على المشهد.. هذه الأخلاق، وذلك الرقي، والأدب الجم ، يفسران المحبة الواضحة التي يكنها الرئيس السيسي للرئيس السابق عدلي منصور ولشخص القاضي، الذي يزن بميزان القانون والعدالة، هذا الرجل المتفرد، الهاديء، قاد مصر في وقت عصيب، فكان نعم القائد المناسب لهذه المرحلة التي تطلبت رجلاً هادئا زاهدا راقياً ، فكان أهلًا لها بجدارة، واستطاع أن يسطر أسمه بحروف من نور في قلوب المصريين وسجلات التاريخ. 

الرئيس«عدلي منصور »، لقد كنت قائد هذا البلد عاماً واحداً ، لكن اسمك محفور في قلوب المصريين بكافة طوائفه وتوجهاته المختلفة ، يكنون لك محبة وتقدير وإحترام ، أنت تستحق محبة المصريين، فقد كنت أمينًا دمث الخلق، وطنياً باقتدار. 

نحن فخورون أن في مصرنا رجل اسمه عدلي منصور.

رامي علم الدين