مجلس النواب وخريطة الأحزاب في مصر

بقلم : د.محمد حجازي 

مع بدء الاعلان عن الترشح لعضوية مجلس النواب القادم في 20 سبتمبر ، بدأت الأحزاب السياسية في طرح مرشحيها لخوض هذه الانتخابات .

وهنا يثار تساؤل عند رجل الشارع العادي هل ستتغير خريطة الأحزاب السياسية في مجلس نواب ٢٠٢٠ - ٢٠٢٥ عما كانت عليه في مجلس نواب ٢٠١٥ - ٢٠٢٠ م ؟

في هذا المقال ستتناول الإجابة عن هذا التساؤل.

في انتخابات مجلس نواب ٢٠١٥ - ٢٠٢٠ م ، جاءت نتيجة الانتخابات علي النحو التالي :

حل حزب المصريين الأحرار في المركز الأول بنصيب ٦٥ مقعد يليه حزب مستقبل وطن برصيد ٥٠ مقعد ثم حزب الوفد برصيد ٤٥ مقعد .وظل الأمر علي ماهو عليه حتي أعلن عن قيام ائتلاف دعم مصر كتحالف سياسي لدعم الدولة المصرية بدعوة من الراحل سامح سيف اليزل والذى تولي رئاسته . ثم خلفه المهندس محمد السويدى حتي نهاية دور الانعقاد الثالث لمجلس النواب.

سطوة حزب مستقبل وطن :

مع بدء دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب، اختلفت الخريطة السياسية بين الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، حيث انضم عدد من النواب لحزب (مستقبل وطن)، من أحزاب مختلفة، في مقدمتها (المصريين الأحرار والوفد)، وترأس أحد أهم قيادات (مستقبل وطن) الدكتور عبد الهادى القصبي ، (ائتلاف دعم مصر)  ليظهر مشهد جديد، يتزعم فيه هذا الحزب الحياة السياسية، بعد أن كان "المصريين الأحرار" الحزب الأول، يليه "مستقبل وطن" ثم حزب "الوفد".

ترتيب الأحزاب السياسية في مصر :

وحول ترتيب الأحزاب في المشهد الحالي، نستطيع القول أن الخريطة حتي هذه اللحظة، ما زالت تقول إن (مستقبل وطن) هو الحزب الأكبر، وحزب (الوفد)، سيكون متواجدًا بشكل ما، مع تواجد نسبي لأحزاب ( الشعب الجمهورى - حماة الوطن - المصريين الأحرار ).

غير أنه من الواضح أنه ستكون هناك أربعة أحزاب تتصدر المشهد تحت قبة مجلس النواب القادم وهى أحزاب مستقبل وطن والوفد والمصريين الأحرار والشعب الجمهورى.

موقف الحكومة المصرية :

 أن الدولة لا بد أن تكون كيانًا حياديًا، حتي لا تقع في نفس الخطأ الذي حدث قبل ثورة 25 يناير، وأن الجهاز الإداري للدولة، والمحافظين، انحازوا لحزب سياسي واحد، وهذا أثر علي الوضع السياسي، فمثلما استطاع أن يستقطب أناس كثيرة، تبحث عن خدمات للحزب، لأنه سيكون مؤهلًا أكثر من غيره في التواصل مع الجهاز الإداري للدولة، وسيقدم الخدمات، إلا أنه علي الجانب الأخر أشعر قطاع آخر بالتهميش، وأن هناك ظلم واقع عليه، لأن الدولة في أي بلد هي كيان حيادي، وعلي كل حزب أن يحقق نجاحه بذراعه، وليس بالاعتماد على الجهاز الإداري للدولة، لأنه من المفترض ألا يميز الجهاز الإداري للدولة لا بين الوفد ولا المحافظين، ولا المصري الديمقراطي الاجتماعي، ولا التجمع، ولا مستقبل وطن، ولا المصريين الأحرار.

الواقع الحزبي العملي :

نستطيع القول إنه من الناحية القانونية والرسمية لم يحدث تغيير في الأحزاب، لكن عمليا، حدث تغيير في الخريطة بالكامل، إذ أصبح "مستقبل وطن"، الحزب الأول لديه أكثر من ٤٠٠ نائب ( اي أغلبية الثلثين داخل مجلس النواب )، فيما أصبح (المصريين الأحرار)، أقل من 20 نائبا الآن، وانضم الباقي لـ (مستقبل وطن)، وأصبحت الحدود بين (مستقبل وطن) وائتلاف "دعم مصر" ليست واضحة، فعمليا بعد أن كان ائتلاف دعم مصر يضم مجموعة من الأحزاب، أصبح "مستقبل وطن" المظلة التي استوعبت شخصيات كثيرة من أحزاب أخرى.

كلمة ختامية :

إن وجود حزب قوي وكبير أمر جيد، لكن في المقابل يجب أن تترك الأحزاب الأخري تنمو بشكل طبيعي، وألا يتوفر مناخ لتفتيت الأحزاب، وألا يتم استقطاب أي شخصية ظاهرة في الأحزاب، مثل لاعبي الكرة، فلو استمر ذلك سيكون غير محمود لأنه سيعيد تجربة الحزب الوطني.