قرأت لك.... أوبرا إيزيس وأودريس

متابعة : عادل شلبي

فكرت منذ بضع سنوات فى وضع نواة لأوبرا أو دراما للخير والشر أو أسطورة: إيزيس وأودريس، تخيلت

المشهد الأول:

الأسرة كلها حول صندوق خشبى جميل من الأبنوس، ويقول ست: هذا الصندوق هدية منى لمن يناسبه، جاء دور أودريس الذى كان معروفا مقاسه من قبل، فإذ باتباع ست قاموا بغلق الصندوق وأخذوا ينشدون:

نحن بنو الجبار/ العلم المنار/ ست بكر النار/ يا عز من له أنتمى.

تصرخ إيزيس، تنتحب نفتيس، ترتمى إيزيس على التابوت باكية: رحماك يا آمون وعفوا/ كنت أخشى الحب فأصبحت أبدي/ يا ويح أودريس وويحى أى ثأر/ للمقادر عند ست وعندى. هجم ست وأعوانه، وخطفوا التابوت، وألقوه فى النيل، بحثت عنه إيزيس حتى وجدته عند بيبلوس «لبنان»، عرف ست، مزق أخاه، جمعت إيزيس الأشلاء، وأخذت تبكى:

لنا الله يا قلب «أوزير» لا/ يجيب وحبيبى لا يسمع/ ما كنت أعلم وأنت تودع فى حابى/ أن النيل فيه الكواكب تودع/ ما ضيع الباكى عليك دموعه/ إن الدموع على سواك تضيع.. تظهر ربة السماء نوت.. ترفع يديها فوق أودريس فترتد إليه الحياة، تجفف إيزيس دموعها وتقول:

تباركت يا نوت حبيبى أفاق/ صحت عيناه وصحا المسمع/ رجعت لنا يا أودريس بعد أن/ اعتقدنا أن من مات لا يرجع.

الفصل الثانى:

يُفتح الستار، نرى السماوات السبع على خلفية المسرح وفيها الأبراج السماوية الاثنا عشر، وأودريس على العرش يشع نوراً وبهاء، وعلى جانبيه إيزيس ونفتيس، وحولهم 42 قاضيًا، وأمامهم ميزان ضخم، على إحدى كفتيه ريشة ربة العدالة ماعت، وعلى الكفة الأخرى رمز لقلب الحكيم آنى وأمام الميزان تحوتى رب المعرفة، يبدأ الحكيم آنى فى الدفاع عن نفسه أمام محكمة العدل الإلهية قائلا: أيها الإله الأعظم، بعد سماعى أسئلة القضاة المبجلين: أنا لم أقتل ولم أسرق، ولم أرتكب الزنى أو حتى النظر لزوجة جارى ولم أكذب، ولم أشهد بالزور، ولم أغش فى الميزان، ولم ألوث مياه النيل، ولم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، كما لم أعذب نباتاً بأن نسيت أن أسقيه ماء، كما لم أتعال على غيرى بسبب علو منصبى، كما لم أرفع صوتى على غيرى أثناء الحوار، بل كنت عينًا للأعمى ويداً للمشلول، ورجلاً للكسيح، إن قلبى نقى ويدىّ طاهرتان.

يعلن أودريس: يُكتب اسم آنى فى سفر الحياة، وتُفتح له أبواب يارو- الجنة- حيث الماء الزلال والخمر المقدسة والعسل المصفى... إلخ، تطلب ربة السماء نوت تأجيل محاكمة ست إلى اليوم الأخير.

يقوم القضاة الـ42 ينشدون: يا مؤنس الأبرار فى خلواتهم/ يا من زدت الجمال جمال/ من ذاق حبك لا يريد زيادة/ أنت الجميل ومن سواك محال. يُسدل الستار، هذه النواة لأوبرا إيزيس أو دراما الخير والشر تظهر فيها عظمة مصر خصوصاً فى محاكمة الروح، وكيف نرى قانون الأخلاق الذى اهتدت به البشرية وقال عنه والاس بادج: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل لهذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية، والتى قالت عنها كارين شوبارت: كيف كان سيكون شكل العالم الآن لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟

مازلت أرجو الخير فى عالم ملىء بالشرور، وأطلب من زميلى فى «المصرى اليوم» التراجع عن أوبرا توت عنخ آمون ابن الزوجة الثانية كيا العبرانية، خصوصاً بعد صدمة الأربعاء الماضى فى مقال الأستاذ أحمد الجمال، وفيه أن D.N.A توت عنخ آمون يثبت أنه ملك عبرانى، وبحوث دكتور طارق طه أن 88.6٪ من جينات توت فينا كمصريين! طلعنا يهود ومش عارفين!!.

د.وسيم السيسي