د. هدي بسيوني تكتب: «ويمضي العمر»
و يمضي العمر في سلسلة من النجاحات احيانا َوالغفلات احيانا... مراحل من الحب ومراحل من الفراق مراحل من الفرح يليها مباشره الحزن.. الفشل مرات والنجاح مرات والتسارع والتباطئ احيانا.. القرب والبعد يتتابعان
مجموع تلك المراحل بالختام صفر، أو في الحقيقة مجموعها في النهاية بالسالب فحياة الأنسان الى نقصان يوما بعد يوم و سنة بعد سنة.. يخرج من وهم الى وهم و من حاله الي حال شأنه كشارب الماء المالح، كلما ازداد شربا ازداد عطشا.. لا يحصل على سكينة ولايبلغ اطمئنانا، متأرجح دوما من قلق الى قلق، و من تمزق الى تمزق، و من تشتت الى تشتت، حتى تنتهي حياته بلا ثمرة، وينتهي تحصيله بلاجدوى.
تلك هي الغفلة العامة، وغالب لا ينجي فيها علم و لا ثقافة و لا دكتوراه و لا ماجستير، فتلك هي نوافذ الغرور تزيد صاحبها من الغفلة.
ولا ينجي الإنسان الا اللجوء إلى الله.. وحده عنده الراحه والسكينة والهدوء وقتما يصل الإنسان إلى مراعاه القوي الجبار في سلوكه
فقد نشرد عن الطريق الصحيح احيانا..
و تعصف بنا نفوسنا وتأمرنا.. لكنا نعود ونبحث عن الطريق الصحيح.. ومشاعر الإنسان تتنوع مابين العلاقات العائليه العلمية والعمليه والعاطفيه.. وبينهما خيط رفيع هو الحب
الحب بكل أنواعه فلا نجاح في أسرة او صداقه او عمل أو ارتباط دونما المشاعر والحب
والعتاب من الوان الحب ففي العتاب الراقي
كتبت غادة السمان لغسان كنفاني:
"أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني...
وإنك تحبني ولا تُخبرني..
وستظل كما أنت، صمتك يقتلني....!!!
جاء رد غسان: "ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي... كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة،لكن مظهري ثابت"
فكتبت له غاده: "لا يعنيني شعورك العظيم الذي تكنهُ لي، إن كنت تتصرف على عكسهُ تمامًا."
وهنا تكمن المشكله الثبات ياسادة فنحن نتظاهر
بالثبات.. نخفي مشاعرنا.. نخفي حلو الكلام.. ندخر كلمات الحنان والشغف واللهفه والاطمئنان والشكر والمدح... الي متي.. الي مابعد الرحيل
مؤلمه هي تلك الكلمات التي لم تقال في حينها
ومؤلمه هي الكلمات التي التي اضعناها بداخلنا بحجه الأيام والانشغال فبعد الرحيل لاكلمات تستطيع أن تستحضرك من جديد.
صحيح انها سريعه خطي الأيام.. والسنين. لكنها
بالنهايه هي من حساب عمرنا.. مشاعرنا.. صحتنا قدرتنا على الكلام فهناك كلمات لم تقال ولن تقال بسبب فوات الأوان. فلا تفوتوا على أنفسكم كلمه حلوه.. مشاعر حلوه.. مجامله حلوه.. مساعده لانسان فكلها مشاعر ترتبط بأنسانيتنا.. هكذا خلقنا. علي فطره الود والتراحم
تختلف الرؤى باختلاف المشاعر فهي قضية الرؤية..كيف نستطيع أن نرى الآخرون.. الغائبون ..؟ وكيف ننظرحولنا..؟
و كيف نحب..
يقول الدكتور مصطفى محمود في مؤلفاته
و في هذا الاطار نحب و في هذا الاطار نكره..
ذلك هو الجهاد الصعب.
و لا اختيار..و لا طريق آخر.
و كل واحد و عزمه.
و عبرة كل حياة بختامها.. فلنسارع الى المجاهدة و لنشمر السواعد حتى لا يكون محصول حياتنا صفرا و حتى لا يمضي بنا كل يوم الى نقصان و حتى لا يصبح كل يوم من أيامنا مطروحا من الذي قبله.
دكتورة /هدى بسيوني محاضر القانون الدولي ورئيس تحرير بالتلفزيون المصري
