الدروس المستفادة من انتخابات الرئاسة الامريكية
ان التاريخ السياسي الامريكي سيسطر بأحرف سوداء احداث يوم الاربعاء الأسود الموافق 6 يناير 2021 م والتي دارت رحاها في محيط الكونجرس الامريكي وداخل طرقاته حتي حجرة نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب وعلي خلفية اجتماع الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ للمصادقة علي نجاح جو بايدن المرشح الديموقراطي برئاسة الولايات المتحدة الامريكية تمهيدا لاعلان
دخوله البيت الابيض في 20 يناير الجاري .
ان الحدث الحلل هو دعوة ترامب لمؤيديه بالتواجد الكثيف امام مبني الكونجرس مدغدغا مشاعرهم بالقول ( لا تفوتوا هذه الفرصة نحن امام اكبر عملية احتيال علي امتنا ). وبالفعل استجاب مؤيده وانصاره من اعضاء الحزب الجمهوري لدعوته وتجمهروا وزادت اعدادهم تباعا تجاوزوا الحواجز الامنية حتي وصلوا الي داخل قاعات الكونجرس وحتي منصة اعلان بايدن رئيسا لامريكا.
وقف العالم علي قدميه يتابع وبدهشة كبيرة ما يحدث في اكبر واقوي دول العالم حتي الساعات الاخيرة من اليوم الاطول في تاريخ الامة الامريكية الي ان انتهي الامر بتصديق الكونجرس الامريكي رسميا علي فوز جو بايدن ونائبته كالاما هاريس بانتخابات الرئاسة الامريكية .
وهنا نتوقف عند بعض الدروس المستفادة من المشهد السياسي العبثي في الولايات المتحدة الامريكية.
الدرس الإول : زيف الممارسة الديموقراطية في دولة تتبني الدمقرطة في العالم وتحاول نشرها في كافة دول العالم .
الدرس الثاني : انكار قاعدة احترام نتائج الانتخايات ايا كانت وظهور اشكالية التداول السلمي للسلطة.
الدرس الثالث : فساد رؤية الحزب الديموقراطي وفي القلب جو بايدن ...لماذا ؟
عندما كان بايدن نائب للرئيس في عهد أوباما مر عليه مشاهد مشابهه لما حدث في الكونجرس سابقا في مصر وفي ذلك الوقت طالب اوباما الرئيس مبارك بالرحيل ولم يستنكر محاصرة مؤسسات الدولة ، قد يكون ما حدث في 6 يناير 2021 م
معيار للسياسي الأمريكي يجب أن يتذكره قبل التنظير على الآخرين وتقديم النصائح لهم.
الدرس الرابع : أمريكا بقيادة الديمقراطيين أيدت مظاهرات الربيع العربي.
ومن غير المعقول هجوم الديمقراطيين الشرس على ترمب والحرب الإعلامية عليه ووصف ما قام به بإثارة الفوضى، وما هو إلا جزء بسيط مما أيده الديمقراطيون في أرض العرب.
الدرس الخامس : امريكا صنعت لنا الفوضى الخلاقة، لخدمة مصالحها، فأرتدت عليها وأصابتها في مقتل من خلال فوضي غير منظمة دعي اليها ترامب.
الدرس السادس : كنا نتطلع إلى إفساح المجال للكثير من الحرية والديمقراطية وإتاحة الفرصة للمظاهرات السلمية ولكن للأسف فقد قمعوا المتظاهرين بالقوة في حين سقط بعضهم برصاص الشرطة .
كما أقصى الكونجرس طرفا فاعلا في الساحة الأمريكية وهذا لا ينسجم مع الأقليات فما بالكم برئيس لديه أغلبية .
الدرس السابع : انتهى الضجيج الذي استمر منذ 5 نوفمبر بإعلان بايدن رئيساً ، ولم تنفع ترمب كل محاولات التعطيل والقضايا وقد خسر في الفترة الماضية الكثير بسبب مكابرته ورفضه الإعتراف بالهزيمة وخروجه على تقاليد التهنئة لخصمه حتى وصل الحال لأحداث مؤسفة ومخيبة للامال
بسبب الإحتقان الكبير وحرب التصريحات بينه وبين بايدن .
ويعد خروج ترامب من المشهد بهذه الصورة ذريعة لمحاكمته سياسيا علي الاقل داخل حزبه
( الحزب الجمهوري وربما ضياع فرصته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ).
وفي النهاية نقول ان امريكا بعد هذه الاحداث ستعاني كثيرا في ظل صعود المارد الصيني والدب الروسي.
