يوم من حياة مغترب بقلم مهندس طارق الإمبابي
كتب : م. طارق الإمبابي
كنت في حيرة وضيق شديد لقد تأخرت عن عملي بالصباح ، هناك مواعيد هامة تنتظرني وأنا لا أجد الموبايل بحثت عنه في كل مكان بالمنزل ، ها أنا أبحث عنه علي مكتبي، علي الكراسي، في غرفه المعيشة.
هل تركته في غرفة النوم ؟ لا ... قد يكون علي الكوميدينو كالعادة بجوار السرير؟!
اه صحيح قد يكون في الحمام ؟! لا لم أجده....
اه أخيرًا إنه بالمطبخ وأنا أعمل لي كوب من الشاي.
لا ليس هناك ! ماهذا ؟ إنها مشكلة كبرى!!
الموبايل ليس لي غنى عنه ، فيه كل اسماء أصدقاء العمل والأهل والأحبة، فيه جميع ذكرياتي ، فيه ما يجعلني أتواصل مع العالم في غربتي ووحدتي.
أين أنت أيها الرفيق في غربتي؟ اه أخيرًا قد يكون علي التسريحه تركته وانا أمشط شعري ! لا ليس هناك!!
أين نظارتي حتي أستطيع العثور عليه بسهولة؟؟أضأت جميع الأنوار بعد أن كنّت ابحث عن الموبايل صرت ابحث عن نظارتي لأجد الموبايل!! مشكله كبرى ، كيف سأقود سيارتي؟ ماهذا اليوم الذي كل شيء فيه ضاع ؟!
هذا يعني أنني لن أتحرك من بيتي اليوم!! اه جائتنا فكره، سوف أتصل بأخي لكي يأتي ويساعدني في البحث عن النظاره والموبايل.
الو... الو.... الو... ماهذا ؟ أنا اتكلم من الجوال!! إنه في يدي طوال فترة البحث عنه!! الحمد لله٠٠٠
الآن أبحث عن نظارتي، ماهذا انا انظر الي المرآة؟ إنها فوق عيني!! لقد كنت أبحث عن الوهم أم إنني فقدت الإحساس؟! أم أنها صارت هاجس يؤرقنا طول الحياة ؟! أم إنها الوحدة والغربة وعمر مر ضاعت معه الذاكرة كما ضاع الإحساس؟!
