إتيكيت إسلامي

 

بقلم : د.محمد بدير الجلب

" وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا" (53) سورة الإسراء ، أمر رباني لحياة أفضل، وإتيكيت إسلامي لمجتمع أرقى، ولك أن تتصور لو أن كل مسلم فينا أطاع ونفذ هذا الأمر الإلهي كيف ستكون العلاقات بين البشر ، وكيف سيكون المجتمع؟...

لا أكذب إذا قلت إننا سنكون في المدينة الفاضلة أوالمجتمع الأحسن ، مجتمع بلا مشاكل ، وبلا حروب أو منازعات لأن كل منا سينطق فقط "الكلمة الأحسن" ، وكل منا سوف يرد بالكلمة الأحسن ، وكل منا سوف يتعامل مع الآخر بالأسلوب الأحسن.

مجتمع تخلو منه بذاءات اللسان وسقطاته ، مجتمع نظيف من زلات اللسان التي تدمر ولا تُعمر... مجتمع تنتشر فيه الكلمة الطيبة فتطيب النفوس ، ويحافظ فيه كل فرد على مشاعر الآخرين فلا يخرج من فم الشخص مايجرح المشاعر والأحاسيس ، ولايُسمع في شوارعه أو حاراته ألفاظ بذيئة تجرح الآذان وتؤذي المشاعر.
 

إذا وُجِد هذا المجتمع الذي يحرص فيه كل شخص على قول الكلام اللين الأحسن ، لم ولن يجد الشيطان سبيلًا لبث الفرقة والخلافات لأن النفوس متحابة طيبة ، لا تتصارع ولا تتعارك، فيفقد بذلك الشيطان الفرصة التي ينتظرها ليُزيد المشاكل اشتعالًا والصراعات توهجًا.

فالشيطان يتربص بالمرء فإذا وُجِد خلافًا أو نزاعًا، قام ونزغ بين الناس ليُزيد الصراع والخلاف اشتعالًا، كما قال الله تعالى " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ  بَيْنَهُمْ ".
ولاينصرف أمر الله تعالى " وقل لعبادي يقول التي هي احسن" فقط للكلمة التي تخرج من بين الشفتين ولكنها تمتد إلى كل كلمة يكتبها الشخص بأنامله، سواء على ورقة أو على لوحة مفاتيح لأي  جهاز يستخدمه للاتصال خلال شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل التي تكون الكلمة وسيلة للتعبير فيها.

فكلها مما هو موجود أو سوف يُستَجد يطوله هذا الأمر، ولذلك كان على المؤمن أن يكون حريصًا على كتابة الأحسن ، ولا يرضى أن يكتب غير ذلك ، لأنه إن التزم بمضمون الآية فقد أطاع الله تعالي.